طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
رفض عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج، الدخول في تفاصيل الوساطة والمساعي التي يقوم بها، من أجل التوصل الى حل للأزمة الحاصلة اليوم بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام، معتبراً أن الرصاص الذي أطلق على سيارة الإسعاف وعليه، هو رصاص أُطلق على المبادرة والمسعى الذي يقوم به، لأن هناك أشخاصاً متضررين من هذه المساعي.
وأشار الحاج خلال مؤتمر صحفي عقده في المستشفى الإسلامي في طرابلس، وهو على كرسيه المتحرك، الى أن «عدم قبول مسلّحي فتح الإسلام تسليم أنفسهم للعدالة هو من الأمور الأساسية التي نتفاوض حولها مع قادة المنظمة، وخاصة أن القيادة الجديدة للحركة تبدي مرونة وليونة في الحوار، ونحن تلقينا اتصالاً من المسؤول الجديد شاهين شاهين أكد فيه أنه المعني بمتابعة كل المبادرات والمفاوضات التي تجري. وقد لمسنا من بعض المعنيين داخل المخيم أن شاهين شاهين هو المسؤول الميداني بعد اختفاء شاكر العبسي وأبو هريرة منذ قرابة أسبوع».
وعزا الحاج عملية تواري شاكر العبسي وأبو هريرة عن الأنظار إلى أربعة عناصر، يتداولها سكان المخيم، وهي: «إمّا أن يكونا قد قتلا في المعركة، أو أنهما أُصيبا وهما يعالجان، أو انهما تمكّنا من الفرار الى خارج المخيم، أو أنهما تحت الإقامة الجبرية من جانب المسؤول الجديد».
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت الحلول قد أصبحت بيد القاعدة كما قال الداعية فتحي يكن، أشار الحاج الى أن عناصر فتح الإسلام هم أنفسهم أنكروا أن يكونوا قاعدة، ولا أدري ما هي المعطيات التي حكم من خلالها يكن عليهم بانتمائهم إلى القاعدة. هم لديهم أفكار إسلامية وهذه الأفكار متشددة. وتمنّى «أن تكون المعارك العسكرية أقلّ حدة ليتمكن من الدخول والخروج الى المخيم لاستكمال مبادرته والوصول الى حل سلمي بعيد عن الحسم العسكري».
ورأى الشيخ الحاج «أن تغيير القيادة في حركة فتح الإسلام والاشتباكات المتواصلة كانت هي العائق الأساسي في تأخير الوصول الى تسوية سياسية. لكن نحن مستمرون بمبادرتنا لعلنا نصل الى مبتغانا، لقد كان سقف الشروط في البداية عالياً، لكن أثناء الحوار استطعنا أن نسجّل خرقاً ما في هذا الجدار الصعب. وأستطيع أن أقول إن لقاءنا الأخير مع شاهين شاهين كان مشجّعاً وحثّنا على متابعة مبادرتنا، ونحن، إن شاء الله، لدينا مواعيد عديدة مع المسؤولين اللبنانيين اليوم كوفد، وعلى ضوئها سنحدد مسار المبادرة».
وشرح الحاج خلال المؤتمر ملابسات حادثة إطلاق النار على سيارة الإسعاف وإصابته في داخلها وقال: «إن الجمعية الطبية الإسلامية كانت تقوم بمهمات إنسانية داخل المخيم عبر نقل الجرحى والمصابين الى المستشفيات، وقد اخترنا الانتقال بها أيضاً لأننا نرى أن المساعي والمفاوضات لوقف إطلاق النار هي أيضاً خدمة إنسانية للمدنيين الذين ما زالوا داخل المخيم. وعندما وصلنا الى مدخل المخيم الجنوبي استقبلنا أحد الأفراد المسلّحين بالشتائم والسباب وشتم الذات الإلهية وغيرها من الكلام البذيء، فحاولنا استيعابه فقال إنه يريد نقل جثتين لشهيدين من أهالي المخيم، حاولنا إفهامه أن مهمتنا ليست لنقل الجرحى وجثث الشهداء، وأن الإسعاف كما دخلت بناءً على التنسيق مع قيادة الجيش اللبناني وبناءً على طلب القيادة يجب أن تدخل وتخرج بأعداد الأشخاص الموجودين في السيارة أنفسهم، لكنه بعد تدخل بعض الأفراد الموجودين، تنحّى جانباً وانطلقت السيارة وذهبنا لأداء المهمة ولقاء قيادة فتح الإسلام، وبعد انتهاء اللقاء خرجنا لنجد تجمّعاً من أهالي المخيم يسأل عن إمكان الخروج معنا أو إمكان البقاء داخل المخيم، قلت لست مخوّلاً أن أقول لكم ابقوا أو اخرجوا، لكل منكم أن يقدّر الحال التي يمكن أن تناسبه، وإذا خرجتم بشكل جماعي فلن يطلق أحد النار عليكم. من ثم انطلقنا في طريق العودة وما إن اجتزنا حوالى مئة متر حتى أطلق علينا النار مسلح ينتمي الى منظمة فتح دون أن يكون بيننا كجمعية وبين هذا الشخص أي مشاكل سابقة، لكن الرصاصات التي أُطلقت باتجاهنا كانت متعمّدة».