تستمر السجالات الإعلامية بين أعضاء الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، على خلفية حادث كلية العلوم ــ الفرع الثالث. وقد استغرب أمس مسؤول العلاقات الخارجية في الهيئة الدكتور وسيم حجازي مناقشة الخلاف على صفحات الجرائد، داعياً إلى انتظار الاجتماع الدوري للهيئة، باعتبار أنّ الأطر الأكاديمية هي المكان الطبيعي لبتّ أي موضوع. وقال: «يحق لرئيس الهيئة أن يصرّح في الإعلام حول أي أمر طارئ، وخصوصاً أنّ قضية الخلاف لم تطرح بتفاصيلها في الاجتماع الأخير للرابطة الذي اتخذ موقفاً مبدئياً بعدم جواز تكليف مكتب التفتيش والإنماء الإداري بالتحقيق في القضية»، مؤكداً أنّ الرابطة معنية بشؤون الجامعة بكل أمانة وتجرّد.وكان أمين سر الهيئة الدكتور حميد الحكم ردّ على النقابي الدكتور عصام خليفة، منتقداً لهجة الاتهامات التي طالت جميع الأطراف. وقال: «إنّ حسّي الوطني وتاريخي النقابي لا يسمحان لي بإخفاء معلومات لا أملكها أصلاً، فلم أكلف من أي جهة بالتحقيق والهيئة التنفيذية يجب أن تبقى بعيدة من الاصطفافات وتقف مع الحق وترفض الظلم من أي جهة أتى». واستغرب الحكم أن «تخضع مواقف خليفة للعلاقة الشخصية، فيتبنّى وجهة نظر أحد أطراف النزاع من دون أن ينتظر نتائج التحقيق أو يكلّف نفسه مشقّة استيضاح الأمر من كل جوانبه، فيندفع في اتهاماته لدرجة التجنّي على الفرع الثالث لكلية العلوم ووضعه في قفص الاتهام، ويسترسل وصولاً إلى اتهام مدينة بأكملها».
وردّ خليفة أمس موضحاً أنّه لم يتّهم كلّية العلوم ــ الفرع الثالث في الجامعة ولا مدينة طرابلس بأيّ شيء. وفيما أكد الحكم «أنّ من واجبنا انتظار قرار لجنة التحقيق»، سأل خليفة «هل اتّصلت اللجنة المذكورة بالزميل المضروب منذ تأليفها؟ وهل قام الزميل الحكم بالاتّصال بالزميل المضروب لمعرفة وجهة نظره في الحادثة إذا كان يزعم أنّه مع المواقف المجرّدة والبعيدة من الاصطفافات؟». وأوضح خليفة «أن تأييدنا لخطوة تكليف الدكتور محمّد حمّود للتحقيق، جاء عقب توضيح رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر أنّ تكليف حمّود بصفته الأكاديمية لا بصفته رئيساً لمكتب التفتيش والإنماء الإداري».
وطمأن خليفة حكم إلى أنّ «دعمنا للزميل المظلوم هو في صلب واجباتنا النقابيّة والوطنية»، داعياً إيّاه إلى «أن يكون لائقاً وبعيداً من الحساسيات السياسيّة الضيّقة، بدلاً من اللعب على أوتار لا تليق بالأكاديميين والنقابيين المتمرّسين».
من جهته، أصدر رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سليم زرازير بياناً توضيحياً جاء فيه: «كنت أتمنى على مدير الفرع الثالث لكلية العلوم الدكتور أحمد الطيب الرافعي أن يبادر كنقابي إلى الاتصال بي كرئيس للهيئة كما تقضي الأصول النقابية، ليطلعني على تفاصيل الحادثة التي وقعت منذ شهرين في حرم الكلية التي يتولى إدارتها، كي نساهم معاً في إيجاد الحلول المناسبة». وأشار البيان إلى أنّ لجنةً تشكلت للتحقيق في الحادثة، منذ شهرين، بقرار من عميد الكلية، ولم ترفع حتى الآن تقريرها حول الحادثة. وقال: «لماذا لم يتحرك المدير لرفع الظلم عن أستاذ في كليته اعتُديَ عليه بالضرب، بما يسيء إلى كرامة الأستاذ الجامعي وموقعه الاجتماعي والعلمي؟ وقد قام المدير بنفسه، كما علمنا، بإزالة الدم عن وجه الأستاذ المُعتدى عليه وتضميد جراحه التي نال بسببها تقريراً طبياً بالتعطيل لمدة خمسة أيام».
(الأخبار)