أطفال ومعوقون «ذبائح» بشرية
قد يكون سكان أوروبا في فترة العصر الحجري (26000 و8000 ق.م) قد قدّموا الأطفال والمعوقين ذبائحَ بشريةً لآلهتهم، ومن ثم دفنوهم في مقابر جماعية.
هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه الباحث في جامعة بيزا الإيطالية فيسنزو فورميكولا بعد دراسته عدة مقابر جماعية في شمال أوروبا. فقد لاحظ فورميكولا نوعاً من التقارب بين المدفونين، فـ«هم في بعض الأحيان يعانون إعاقة جسدية أو أمراضاً قد تصيبهم بتشوّه، وقد دفنوا معاً في مقابر خصصت لهم، ما يجعل مستحيلاً الاعتقاد بأن تكون كلّ تلك الوفيات طبيعية أو أن تكون حدثت في الفترة نفسها، وخصوصاً أن دراسة العاجيّات والمجوهرات الموضوعة قرب الأموات تؤكد أنها صنعت سابقاً لتستعمل في طقوس الدفن بعد الشعائر الدينية وتقديم الضحايا».




روما تعود إلى الحياة مجازياً

بعد عشر سنوات من العمل، أنتج فريق من العلماء من خمسة بلدان، أول مجسّم ثلاثي الأبعاد لمدينة روما في أوج عزّها، أي سنة 320 ميلادي، حينما كان يسكنها مليون نسمة.
لإنجاز هذا المشروع صُوّر، بشكل مجازي، سبعة آلاف مبنى من روما وأُعيد بناؤها بحسب مجسم عاصمة الإمبرطورية المعروض في المتحف الوطني. ويعتبر هذا المشروع أكبر إعادة إعمار مجازية نُفّذت حتى اليوم، تتيح للزائر دخول أكبر مباني المدينة والتعرّف بطريقة الحياة في البعض منها منذ أكثر من ألفيْ سنة.
في مسرح روما (المجازي)، مثلاً، يمكن التعرّف بكيفية اقتياد الحيوانات المفترسة عبر مصاعد مخصصة لها إلى الحلبة حيث كانت تواجه البشر. ويمكن الزائر أيضاً التمتع بالنظر إلى جدرانيات البازيليكا المبنية في وسط روما والتي عمل العلماء على إعادة رسمها كلها.
وعمل على إتمام هذا المشروع مهندسون وعلماء آثار من جامعات فرجينيا ولوس أنجلس وكاليفورنيا بالتعاون مع زملائهم في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا. بالنسبة إلى هؤلاء العلماء يمكن الاستفادة من هذا المجسم في قطاعيْ السياحة والتعليم. فالسائح سيتعرف بالمدينة قبل زيارتها، أما التلميذ فسيدرس التاريخ وهو «يكتشف» أساليب الهندسة والبناء الرومانية، وسيرى بأمّ العين كيف كانت تجري الحياة. وما يزيد من أهمية هذا المجسم أنه صُمّم بشكل يسمح بإضافة كل المكتشفات الأثرية إليه بعد إطلاقه في الأسواق، فهو بالنسبة إليهم بوابة للعودة بالزمن إلى الوراء.