البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد
وسّعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» العالمية المتابعة لقضايا حقوق الإنسان نشاطها، فعقدت مؤتمراً صحافياً في مقرّ اللجنة الشعبية في مخيّم البدّاوي، هو الأول لها بعد التقرير الذي وزّعته في 13 حزيران الجاري.
بالإضافة إلى ما أشار إليه التقرير من تعرّض الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للمدنيين، وضربهم للموقوفين أثناء التحقيق معهم، لفت المتحدثون في المؤتمر الصحافي إلى جملة قضايا مشابهة، وهو ما أثار أحد الحاضرين الذي طالب بتسليط الضوء على حادث زعم أنّه حصل مع مجموعة نازحين من مخيّم نهر البارد، عندما «أجبرتهم القوى الأمنية على نزعهم ثيابهم كاملة، وجماعياً وبعضهم أمام بعض، رجالاً ونساء وأطفالاً، خشية أن يكون أحدهم يحمل معه حزاماً ناسفاً!».
تحدّث في المؤتمر أولاً، الباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي لجنة مراقبة حقوق الإنسان في منظمة «هيومن رايتس ووتش» نديم حوري، قبل أن يعقبه المدير التنفيذي في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان «شاهد» محمود الحنفي، الذي أعرب عن أسفه «لما تعرّض له المدنيون الفلسطينيون من حوادث مؤسفة على أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية، خصوصاً النازحين من مخيّم نهر البارد». بعد ذلك تحدثت الناشطة الإيرلندية كويفا، التي لفتت إلى «حالات تعذيب عدّة تعرّض لها مدنيون فلسطينيون على أيدي السلطات الأمنية اللبنانية»، معتبرة أنّ ذلك «يعدّ مخالفة لشرعة حقوق الإنسان، وخرقاً للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء»، عارضة مجموعة صور التقطتها لأشخاص قالت إنّهم «تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق معهم على أيدي قوى أمنية لبنانية»، ولافتة إلى أنّ ما يقوم به مسلحو تنظيم «فتح الإسلام» من خرق للقوانين، وتهديد للأمن وللمدنيين، وتجاوزات كثيرة، لا يبرر للقوى الأمنية اللبنانية القيام بمثله.
رئيس «جمعية الغد الاجتماعية» عاطف خليل شدّد في كلمة له على أنّ «الإنسان الفلسطيني يتعرض لانتهاكات عديدة تطال أبسط حقوق الإنسان في العالم»، مشيراً إلى «سقوط ما يزيد على 30 شهيداً من المدنيين في مخيّم نهر البارد، وأكثر من 150 جريحاً، إضافة إلى تدمير أكثر من 70 في المئة من منازل المخيم، إما كليّاً أو جزئيّاً، عدا تهجير أكثر من 35 ألفاً من سكانه».
وأشار خليل إلى «المضايقات الأمنية التي يتعرض لها النازحون من مخيّم نهر البارد على الحواجز المحيطة بالمخيّم، والإساءات والإهانات الشخصية والإذلال، والتوقيفات التي تطال كلّ من يحمل بطاقة لاجئ من مخيّمي نهر البارد أو البدّاوي»، رافعاً الشعار المركزي والمطلب الإنساني لكل النازحين وهو: «نريد رجعة سريعة لا وجبة سريعة».
بعد ذلك تحدثت رنا زيد باسم «مركز التنمية الإنسانية»، فأكّدت «رفض تحميل أبناء مخيّم نهر البارد مسؤولية جريمة لم يرتكبوها»، داعية إلى تخفيف الإجراءات الأمنية المفروضة التي تعوق حرية حركة أبناء الشعب الفلسطيني في الشمال، والإسراع في إجراء التحقيقات اللازمة مع عشرات الموقوفين الفلسطينيين، والإفراج الفوري عن كل من لم تثبت إدانته، والتوقف عن ممارسة الضغط والتعذيب الجسدي والنفسي على الموقوفين، وحماية المدنيين داخل مخيّم نهر البارد، وتأمين العودة السريعة للنازحين إلى منازلهم ومحالهم ومدارسهم».
وفي ختام المؤتمر لفت أمين سر اتحاد العمال الفلسطينيين في الشمال احمد غنومة الى ما يتعرض له العمال الفلسطينيون من أزمات ومعاناة نتيجة توقف اعمالهم، وعدم ذهابهم الى اعمالهم خارج المخيمات نتيجة الإجراءات الامنية المتخذة بحق اللاجئين الفلسطينيين.