أجمع خطباء الجمعة أمس على إدانة جريمة اغتيال النائب وليد عيدو. واعتبرها البعض «رسالة واضحة»، فيما تمنى آخرون عدم الاتهام «من دون بيّنة».فقد دعا العلامة السيد محمد حسين فضل الله، إلى «مواجهة آلة القتل والاغتيال، بالعمل السريع لإنتاج واقع سياسي يتوحّد فيه الجميع في إطار سياسي جامع تحت عنوان حكومة الوحدة الوطنية أو غيرها من العناوين الوطنية الجامعة، لأن بقاء البلد في حالٍ من الاهتزاز السياسي المفتوح على الخلافات الكبيرة سيترك الكثير من الثغر التي تنفذ منها كل الجهات الساعية إلى إدخال لبنان في دوامة الاهتزاز الأمني خدمة لمصالحها وتنفيذاً لأهدافها ومخططاتها». وحذر من أن معركة مخيم نهر البارد «قد تترك تأثيرها السلبي في الوحدة الوطنية وفي الدولة المتصدّعة والمهدّدة في وجودها»، متهماً «الذين يخضعون للرفض الأميركي للحل» بأنهم «لا يزالون يثيرون العقدة تلو العقدة كلما بدرت بوادر جديدة للحلّ».
ووصف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، من يقف وراء الاغتيالات بأنه «وحش ومنحرف ومرتزق»، داعياً الى التشدد في المراقبة والتحري «عن الداخلين الى لبنان». وقال إن المنطقة التي وضعت فيها متفجرة المنارة «تعجّ بالناس، وكان ينبغي أن تكتشفها الأجهزة الأمنية على كثرتها من فرع المعلومات وجهاز الاستخبارات وأمن الدولة والأمن العام». وتمنى على خطباء الجمعة «التهدئة من روعهم، والتكلم بتجرّد، والابتعاد من الشحن لأن بعض الظن إثم»، معتبراًَ أنه «لا يجوز الاتهام من دون بيّنة، وظلم إنسان من دون دليل».
وسأل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس: «هل الانتخابات هي بإسماع الصوت أم بإسكاته؟ وهل الديموقراطية هي بقتل كل الأصوات المقابلة وبقاء الصوت الواحد؟». وقال «إن لبنان تميز بتعدده السياسي وبالتفاهم بين طوائفه، وألا يستعلي طرف على طرف، ولا رأي على رأي»، مستغرباً «تصرفات بعض الأطراف التي توحي بارتباط هنا أو علاقة هناك، بوعي أو من دون وعي، وبقصد أو من دون قصد، لكن المؤكد أن هذه الإيحاءات ليست ولن تكون في مصلحة فاعليها أولاً ولا في مصلحة البلد».
واعتبر مفتي بعلبك ــ الهرمل الشيخ خالد الصلح أن اغتيال «أحد رموز ثورة الاستقلال، رسالة واضحة»، و«عملية إجرامية إرهابية جبانة تهدف الى ضرب الأمن والاستقرار ومسيرة الاستقلال والسيادة والحرية». وإذ رأى أنه «لا مجال لأي تسوية خارج الأطر الدستورية»، قال إن «التجارب أثبتت أن الأزمات لا تُحلّ بالتظاهرات والاعتصامات والتصعيد، بل بالحوار والتوافق».
وحذّر مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة، من «أن مسار الأمور متجه الى الهاوية إن لم نبادر جميعاً الى وقف النزف». ورأى أنه «لا بديل من الحوار والتلاقي والتوافق والعمل معاً لتجاوز الأزمات المحدقة، فلا أحد يمكنه أن يلغي أحداً، وكل محاولات الإلغاء هنا أو هناك لم تنجح، ولم تترك إلا الحقد والكراهية والسعي لأخذ الثأر واستمرار العنف الذي لا يخدم إلا العدو».
(الأخبار، وطنية)