strong>البطريرك ينتقد زجّه في معترك التفسيرات الدستورية
غداة إصدار مجلس الوزراء مراسيم دعوة الهيئات الناخبة إلى الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن الشمالي، برزت زيارة لرئيس الجمهورية اميل لحود الى الصرح البطريركي وعقده خلوة مع البطريرك الماروني نصر الله صفير اتفقا خلالها على «ضرورة مواجهة المرحلة الراهنة بخطوات ترسخ الوحدة بين اللبنانيين على أنهم شركاء في صنع مستقبل بلدهم»، فيما انتقد صفير زجّه في معترك التفسيرات الدستورية مؤكداً أنه على مسافة واحدة من الجميع.
وكان لحود وعقيلته السيدة اندريه قد حضرا أمس رتبة عمادة حفيدتهما ايما، ابنة النائب السابق اميل اميل لحود في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، التي ترأسها البطريرك صفير. وسبقت رتبة العمادة خلوة بين صفير ولحود في صالون الصرح استمرت نصف ساعة، تناولت التطورات على الصعيدين السياسي والأمني بعد اغتيال النائب وليد عيدو ونجله ورفاقهما. وعرض لحود للبطريرك وجهة نظره، وكان الرأي متفقاً بينهما على «ضرورة مواجهة المرحلة الراهنة بخطوات ترسخ الوحدة بين اللبنانيين على أنهم شركاء في صنع مستقبل بلدهم».
كذلك نوّه الجانبان بـ«تضحيات الجيش اللبناني لإعادة الأمن والاستقرار الى الربوع اللبنانية كلها، والحؤول دون تنفيذ المخططات الخارجية التي تستهدف وحدة اللبنانيين الذين يفترض أن يستلهموا مصلحة بلدهم قبل اية مصالح خارجية تخدم مصلحة اعداء لبنان». وتطرّق البحث الى «الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وضرورة إيلائها الاهتمام التي تستحق».
وبعد الخلوة، وخلال توجّه الرئيس لحود والبطريرك صفير الى كنيسة الصرح، اكتفى الاول بالقول رداً على سؤال «اليوم ما في سياسة، اليوم عمادة».
وسئل لحود عن المواضيع التي بُحثت خلال الخلوة؟
فردّ صفير قائلاً: «صلينا سوا».
سئل: على اي نية؟. أجاب «على نيتكم».
إلا أن عظة صفير بعد قداس الاحد حملت مواقف من الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة ولا سيما ما يتعلق بتفسير الدستور، مشيراً إلى أنه «كل يوم تسقط على أرضنا ضحايا، وبخاصة ضحايا تدافع عن شرف الوطن، وحرماته، وكرامته، وأرضه. وهي ضحايا من صفوف الجيش اللبناني من كل المذاهب والمشارب، وقد وحّدها حب الوطن، فاندفع أفرادها يفتدونه في أرواحهم لا يهابون الموت حباً بالوطن وقيَمه».
وتمنى أن «نرى هذا الاندفاع في محبة الوطن يعمر قلوب جميع المواطنين، وبخاصة الذين يفترض فيهم أن يكونوا في مقدمة من يدافعون عن كيانه، وقيمه».
وقال: «كيف في إمكاننا أن نشرح هذا المنزلق الذي انحدروا إليه، فراح كل منهم يفسر الدستور اللبناني على هواه، ويحمّله ما لا يحتمل، ولم يتورع بعضهم عن زجّنا في هذا المعترك، ونحن على مسافة واحدة من الجميع، ولا نبغي الا الخير للجميع. وكان الأحرى بهم أن يتعاونوا على البحث عن المصلحة العامة التي تقي البلد الصغير المزيد من الشرذمة والتباعد بين أهليه، وهذا الضياع الذي ندور فيه. وهناك من يجرؤ على التفكير بحكومتين، ورئيسين، ولبنانين، وكأننا نسينا ما كان سابقاً في العقد الأخير من القرن الفائت، ولا تزال التجربة المرة قائمة في الذاكرة».
وأشار الى أنه بدل أن يقصر المسؤولون همّهم على تخفيف تعاسة الشعب «نراهم يمعنون في إذلاله. ومعلوم أن الدساتير والقوانين والشرائع تُجعل لتنظيم حياة الوطن والمواطنين، لا لعرقلتها، وحمل المواطنين على الكفر بالوطن».
(وطنية)