طرابلس - الأخبار
لم يتضح ما إذا كانت صورة السباق النهائية بين خياري الحسم العسكري والحلّ السياسي في أمتاره الأخيرة، في ما يخصّ الاشتباكات الدائرة منذ نحو شهر بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد، سترسو على صيغة لا تتضمن تسليم المسلحين أنفسهم وسلاحهم إلى السلطات الللبنانية، وخصوصاً بعد النجاح النوعي الذي حققه الجيش على أرض المعركة.
وعلى الرغم من أنّ وفد «رابطة علماء فلسطين» لم يدخل إلى المخيم للالتقاء بمسؤولي «فتح الإسلام» منذ حادث الاعتداء عند المدخل الجنوبي على أحد أعضائه، وهو الشيخ محمد الحاج، في 11 حزيران الجاري، فإنّ دخول وفد جديد من الرابطة عصر يوم أمس للمهمة ذاتها، لا يبدو أنّه سيؤدّي إلى تطور ملموس على هذا الصعيد، وإن كان البعض ما يزال يتشبث بأمل ضئيل لتجنيب الجزء القديم من المخيم ما أصاب الأجزاء الجديدة منه.
وينبع تراجع نسبة التفاؤل هذه من أن يؤدي التحرك الأخير إلى نتيجة ملموسة، إلى عدم انعقاد الاجتماع المرتقب الذي كان مزمعاً التئامه في بيروت، بين وفد رابطة العلماء وأعضاء اللجنة السباعية الفلسطينية، والذي «حالت تباينات عدّة بين الأطراف الفلسطينية حول الموضوع دون انعقاده»، حسب ما أشارت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار».
وأوضح عضو الرابطة الشيخ إياد أبو العردات لـ«الأخبار» أنّ وفد الرابطة «سيدخل إلى المخيم اليوم (أمس) بعد مشاورات عدّة أجريت مع قيادة الجيش بهذا الخصوص، لافتاً إلى أنّ «الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في بيروت، استعيض عنه بإجراء اتصالات واسعة لبلورة صيغة حلّ مقبول»، ومشيراً إلى أنّ «قوة الفصل الفلسطينية جاهزة لتسلم مهماتها فوراً».
في موازاة ذلك، لفت الشيخ محمد الحاج إلى أنّ الرابطة «وضعت خطة تحرّك شبه نهائية لها، وأنّ اللقاء مع مسؤولي «فتح الإسلام» سيحدد ملامح التوصل إلى حلول»، مشيراً إلى أنّ «أبرز عناوين الخطة هي: إعلان وقف لإطلاق النار من جانب الحركة، إقرار الموافقة على موضوع اللجنة الأمنية بالتنسيق مع لجنة المتابعة الفلسطينية وعودة النازحين إلى المخيم».
على صعيد متصل، أوضحت مصادر في رابطة العلماء لـ«الأخبار» بأنّها «مستمرة في مساعيها، وخصوصاً أنّ ما حققه الجيش من أهداف عسكرية هامة له، قد تساعد في دفع المساعي السياسية خطوات إلى الأمام، من أجل تجنيب المخيم القديم مصير المخيم الجديد من دمار وخراب». وأوضح الشيخ داود مصطفى في اتصال مع «الأخبار» من داخل مخيم نهر البارد أنه «تم التوصل لآلية اتفاق ستكون أرضية صالحة لوضع الاتفاق موضع التنفيذ، وسيعقد اجتماع مع اللجنة السباعية الفلسطينية اليوم يعقبه اجتماع مع قيادة الجيش للغاية نفسها».