نادر فوز
يتحلّق طلاب السنة الثالثة في كليّة الإعلام والتوثيق ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية حول غرفة زجاجية تتراءى من خلالها حركات الموجودين فيها وانفعالاتهم. تثير أجواء النقاش طلاب الصحافة المكتوبة، يتوتّرون ويتباحثون في مشاريعهم، ثم يهدأون في انتظار المثول أمام لجنة التحكيم لمناقشة مجلاتهم التي عانوا الأمريّن لتنفيذها. أحضر بعض الزملاء المستقبليين «الزوادة»، وأتى البعض الآخر بالعينات العملية لمشروعه ومنها الحبوب والأعشاب، والتي تصلح أن تكون هدايا رمزية للدكاترة عند انتهاء «الجلسة». يسرّب بعض الطلاب عدداً من الأسئلة والملاحظات الأساسية «التي ركّزت عليها اللجنة»، فتتسارع الأخبار في محيط الغرفة، وتغلي النفوس من جديد. وقد بدت علامات عدم الرضى والاستغراب على وجوه الطلاب خلال «مواجهة» لجنة التحكيم التي تمثّلت بكل من الدكتورين المشرفين على مشاريع «المكتوبة»، جيروم شاهين وجورج كلّاس، والمشرف على طلاب الصحافة المرئية والمسموعة الدكتور جورج صدقة. وكان طلاب السنة الثالثة قد احتجوا على الموعد المبكر لتسليم المشاريع، وعلى غياب الأستاذ المتخصص بالإخراج الصحافي، استبعاد الموضوعات السياسية عن المجلات المتخصصة بموضوع واحد، العمل الفردي على المشاريع، وعدم وجود داعمين لهذه المشاريع وتحمّل الطلاب تكلفة مجلاتهم على حسابهم الخاص. كان يوم المناقشة مليئاً بالاحتجاجات، فقارن بعض الطلاب بين الملاحظات فوجدوا تناقضاً واضحاً في آراء الأساتذة. الحجم الكبير للصور سيّئ، والحجم الأصغر سيّئ أيضاً، وتحدثوا عن عدم إدراك أحد أعضاء اللجنة لبعض الكلمات العلمية مثل «التوحّد»، البوليميا... وأبدى معظم الطلاب انزعاجهم من الأسلوب الذي انتهجه أحد أعضاء اللجنة لجهة استخدامه العبارات المدمّرة للطلاب.
وأشارت إحدى الطالبات إلى أنّ محاسبة اللجان التحكيمية في الجامعة اللبنانية دقيقة وتشدّد على أمور ثانوية، وهو ما يؤدي إلى تدنّي نتائجنا، «بينما يسعى الجهازان التعليمي والإداري في الجامعات الخاصة، إلى مساندة طلابهم، فلا تتدنى علامات زملائنا عن الـ12/20 ما يسمح لهم متابعة دراستهم أو الانخراط أسرع في سوق العمل.
أما طلاب الصحافة المرئية والمسموعة فتقتصر، مشاريعهم على تقديم سيناريو مكتوب لفيلم التخرّج الذي من المفترض أن يكون وثائقياً. والسبب غياب التجهيزات وعدم وجود جهاز تعليمي قادر على تطوير القدرات. وقد دفع هذا الواقع أحد الطلاب إلى التعبير بعفوية: «سأتوظف في إحدى المؤسسات الإعلامية، وأنا لا أعلم حتى اليوم كيفية الإمساك بالميكرو».
ويوضح الطالب جوزيف يعقوب أنه جرى تنسيق مع مؤسسة الـUNESCO لدعم هذه المشاريع وتأمين التجهيزات اللازمة للطلاب، شرط أن تتصل الموضوعات بقضايا اجتماعية، إضافةً إلى انخراط الطلاب في المؤسسة وحضورهم اجتماعات دورية مع أعضائها. وأدّت هذه الشروط إلى نسف المساعي، الأمر الذي أبقى «الحال على حاله»، وانحصر الطلاب المتخرّجون بزوايا الكتابة الضيّقة، بعيداً من القضايا التقنية الأساسية في العمل الإعلامي المرئي والمسموع.
ويطالب قسم المرئي والمسموع بإنشاء استوديو يؤمّن المستلزمات الضروررية لبناء قدرات إعلامية، وتجهيزه بالكاميرات والكومبيوتر وبرامج معالجة المواد السمعية- البصرية (المونتاج)، إضافةً إلى تأمين مكان خاص للتدريب على الصوت مثلما في الفرع الأول للكليّة. ولا تجدي هذه الأمور نفعاً برأي الطلاب في حال غياب أساتذة المتخصصين في المجالين التقني والمهني، يدرّبون طلاب السنة الثالثة على هذه التجهيزات «الغريبة» على الفرع الثاني لكليّة الإعلام والتوثيق.




الميزان

لا علاقة للمجلة بأبراج الحظ، أو بالأشخاص الذين ينتمون إلى برج الميزان، بل هي مشروع تخرّج لباسكال عازار التي اختارت أن تنهي إجازة الصحافة المكتوبة بمجلّة «أكاديمية تدريبية» متخصصة بالعدل والقضاء. تطرح باسكال في مشروعها مسائل عدة، منها «التنظيم القضائي والمحاكم الاستثنائية ودورها في لبنان»، «تاريخ الشرطة القضائية»، «مجلس شورى الدولة: أساس للمجتمع الديموقراطي»، وغيرها من الموضوعات الآنيّة في الشؤون القضائية اللبنانية.
أُخذ على المجلة أنّها قدّمت موضوعات «تافهة»، لا تهمّ القارئ العادي؛ إلا أنّ حجة باسكال هي أنّ العمل المتخصص يجب أن يعني المتخصصين في الموضوع المطروح الذين تعود إليهم مهمة تقويم الموضوعات.
من هنا «كان على اللجنة انتقاد الأسلوب المتّبع في المجلة وتوجيه ملاحظات على عدم تضمين المجلة ملفاً قضائياً متكاملاً بدلاً من أن تكون العناوين المطروحة في المشروع ذات اتجاهات مختلفة.


تمارين

تطرح جوسلين جعلوك على غلاف المجلة الشهرية «تمارين»، المتخصصة «بالرياضة للنساء»، موضوعات مثل «بيلاتس، رياضة النفس والجسد»، «الفيتامينات وخصائصها»، إضافةً إلى مقابلة مع رنا جبّور «صاحبة كونتورز». يبدو الغلاف جامداً على عكس الموضوع المتعلّق بالحركة والرياضة. ولا يمكن محاسبة جعلوك وزملائها على التصميم والإخراج الفني في ظل غياب مادة الإخراج الصحافي في منهاجهم الدراسي الأخير. وبعيداً من الموضوعات المتخصصة التي تتضمّن معلومات ونصائح للمرأة عن ممارستها للرياضة أيضاً، والتي نترك لـ«أربابها» أيضاً الحكم عليها، استخدمت جعلوك أحجاماً متعددة من الخط في الكتابة، إضافةً إلى اعتماد مساحات بيضاء كثيرة. أما الملاحظة الأهم فهي صعوبة إصدار مجلة شهرية عن التمارين الرياضية للمرأة.

أنا


لم تسلم «أنا» راشيل كرم من الغرور والوقوع في ثُغر مهنية ولغوية. فـ «الموسمية» الإعلامية المتخصصة بشؤون المرأة اللبنانية في الإعلام تطرح سعاد العشي موضوعاً للغلاف، حيث تَحول خلفية المقابلة (صورة العشي) دون قراءة المضمون. أما مقدمة المقابلة فتنطوي على الذاتية وعبارات «التفخيم» غير المحبّذة في العمل الصحافي، فيما أخفقت العناوين الفواصل واللغة العامية المستخدمة في جذب القارئ وقد جاءت غالبية الأسئلة سطحية وتقليدية. وفي عنوان موضوع إعلاميات في عاصفة النار، لا تشرح كرم لماذا اختارت نانسي السبع ومنى صليبا وبشرى عبد الصمد اللواتي وإن كنا لا نقلل من الدور الذي أدّينه في الحرب، فإنّنا لا نستطيع أن نطلق حكماً مطلقاً كالقول إنهن أدهشن الجميع من دون استثناء. كما ليس مقبولاً استخدام «لماذا غالباً ما تتأخر الإعلامية في الزواج... أو تكون مطلقة؟ عنواناً لتحقيق يبدأ بالعبارة: «في البداية كان لنا حديث مع الدكتورة في علم الاجتماع...». ونعثر في المجلة على كثير من الأخطاء اللغوية التي لا تليق بالإعلامي.


غذاؤك دواؤك
تميّزت مجلّة نانسي سركيس بعنوان «غذاؤك دواؤك»، في تصميمها عن باقي المشاريع الأخرى، رغم احتوائها على بعض الأخطاء الإخراجية، إلاّ أنّها ثبتت على جحم الخط نفسه عكس زميلاتها. في ما يخص الغلاف، اختارت سركيس صورة لطبق من الخُضر لم تحدّد ما إذا كان مرتبطاً بأحد الموضوعات المطروحة في المجلّة. وفي مضمون «غذاؤك دواؤك» تطرّقت سركيس إلى قضايا عولجت سابقاً في النشرات ووسائل الإعلام. ولم تطرح المجلة ملفاً كاملاً عن الموضوعات الغذائية.