حسن عليق
وقفت الصبية هيرا أولاندوس على حافة حائط منزل يقع في الطبقة السادسة، وعندما أتى رجال الدفاع المدني ومدّوا سلماً كهربائياً لإنقاذها، وبعدما اقتربوا منها، رمت بنفسها. كشف الطبيب الشرعي على جثتها، فتبين له أنها تعرّضت لاعتداء جنسي متكرر قبل نحو 24 ساعة من وفاتها، لكنه لم يجد على جثتها بقايا من منيّ الفاعل أو أي آثار تساعد في تحديد هويته.
انتحرت هيرا فجر 24/8/2004، في منطقة برج أبي حيدر، حيث كانت في منزل منى ع. صاحبة مكتب الاستخدام الذي استقدمها من بلادها قبل ثمانية أشهر، للعمل في منزل السيدة مايا ل. بعد انقضاء الأشهر الثمانية أودعتها الأخيرة في منزل أهل طليقها في الجنوب بسبب سفرها مع ولديها. وخلال وجودها في الجنوب، هربت هيرا من المنزل بضعة أيام، قبل أن يعيدها أحد الأشخاص. وبالاستماع إلى إفادة مايا ل.، ذكرت أنها كانت قد لاحظت على هيرا معاناتها من اضطراب وشرود ذهني، ومن آلام في الرأس، فأعلمت بذلك صاحبة مكتب الاستخدام، وعلى هذا الأساس أعيدت هيرا إلى منى مساء يوم 22/8/2004.
صاحبة مكتب الاستخدام وشهود آخرون، ذكروا أن منى أخذتها معها إلى منزلها حيث نامت برفقة مواطنتها جوفي مونتيمايور. وفي اليوم التالي أخذتها معها إلى مكتب الاستخدام وعادت في المساء لتنام أيضاً في منزل صاحبة المكتب برفقة جوفي وخادمة فيليبينية أخرى تدعى إيزابيلا، كانت قد وصلت إلى لبنان في اليوم نفسه. وذكرت جوفي في إفادتها التي أدلت بها يوم 18/4/2007 أمام الكاتب العدل في الفيليبين، بعدما عادت إلى بلادها، أن هيرا، ليلة وصولها إلى منزل صاحبة المكتب، حاولت الانتحار عن طريق قطع أوردة يديها، إلا أنها لم تتمكن لأن السكين لم تكن حادة. وذكرت جوفي أن هيرا سألتها في حينه كيف يمكنها التسلق للوصول إلى حافة الحائط.
بعد مضي ثلاث سنوات على انتحارها، أصدر قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي قراراً بحفظ أوراق القضية مؤقتاً، ريثما تظهر معطيات جديدة، لأن «التحقيق لم يتوصل إلى تحديد ما إذا كانت هيرا قد انتحرت نتيجة تعرضها لاعتداء جنسي، أو نتيجة حالتها النفسية»، ولأن التحقيق «لم يتوصل إلى تحديد ما إذا كانت هيرا قد تعرّضت لاعتداء جنسي أم أنها قامت بإيذاء نفسها عن طريق إيلاج أي شيء في مهبلها وإستها».
كذلك قرر القاضي صدقي إصدار مذكرة تحرّ دائم لمعرفة من اغتصب هيرا.