strong>الوفد العربي يبدأ اتصالاته بلقاءات مع بري والسنيورة وجنبلاط طارحاً أفكاراً للحل
«البداية طيبة، ونرجو أن نوفق في التوصل إلى ما يخدم لبنان». بهذه العبارة لخص الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى نتائج لقائه الأول والوفد العربي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مستهل مساعيه لحل الأزمة اللبنانية واستئناف الحوار بين الموالاة والمعارضة.
وقال موسى بعد اللقاء الذي حضره النائب علي حسن خليل والوفد المؤلف من وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد عبد العزيز محمود، نائب وزير الخارجية المصري للشؤون العربية هاني خلاف، ومندوب تونس في الجامعة عبد الحفيظ هرقام، واستمر ساعة وثلث الساعة: «تحدثنا حديثاً مطولاً، مفصلاً عن الوضع في لبنان سواء في الحال أو في المستقبل القريب، وعبرنا عن المخاوف التي نشعر بها في العالم العربي كله للموقف في لبنان».
وأكد أن «المناقشة كانت مفيدة جداً، ولدينا أمور سوف نتحدث فيها في اتصالاتنا القادمة، وسيكون لنا عودة للرئيس نبيه بري خلال اليومين المقبلين»، وقال: «لا نستطيع أن نعطي نتائج وخلاصات، بل انطباعات، فالبداية بداية طيبة، ونرجو أن نوفق في التوصل إلى ما يخدم لبنان».
ورداً على سؤال قال: «أحيلكم إلى قرار مجلس وزراء الجامعة العربية، لقد كان واضحاً أنه لا ينحصر في أمر أو عنصر واحد، بل في مجموعة من الأمور التي تشكل الوضع في لبنان وتتكون منها المشكلة فيه، وأنا أحيلكم إلى هذا القرار الواضح والواسع. والبحث لم يتناول موضوعاً واحداً، وقد لاحظتم كم استمر الاجتماع».
والتقى الوفد العربي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة بحضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ورفض موسى بعد اللقاء إعطاء انطباع بالتفاؤل أو التشاؤم واعداً بإذاعة النتائج بعد انتهاء لقاءاته. ونفى أن يكون اطلع على وثائق من الحكومة حول تهريب السلاح إلى لبنان.
وبعد لقائه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بحضور وزير الإعلام غازي العريضي ووزير الاتصالات مروان حمادة والنائب وائل أبو فاعور، قال موسى: «اللقاءات الأولى فيها الكثير من الفائدة عن الموقف الحالي ومعطياته وخطورته وصلته بالمناقشات الماضية التي قمنا بها وما زالت في الساعتين الأوليين في بيروت، ولم يتسن لنا الوقت الكافي لكي نقدم تقريراً عمّا حصل، سواء أكان هناك نتائج أم لا».
وكان موسى قد أشار بعيد وصوله إلى بيروت عصر أمس، مترئساً اللجنة العربية، إلى أن الظروف صعبة ودقيقة، «لكنه لفت إلى التكليف الإجماعي العربي لهذا الوفد».
وأوضح أن الوفد لا يحمل مبادرة محددة، ولا يقوم بوساطة، مشيراً إلى ان: «لبنان جزء منا، ونحن نريد المصلحة اللبنانية، وقد أتينا لخدمة لبنان ككل».
وأضاف: «سوف نبدأ باتصالاتنا فوراً وننقل إلى الجميع رسالة عربية إجماعية تتعلق بهذا الموقف وتطوراته»، معرباً عن تفاؤله «في تحقيق تقدم». وأوضح أن الفرق بين مهمته الأولى وهذه المهمة «هو ما حدث منذ انتهاء الأولى وحتى بداية هذه المهمة»، مشيراً إلى أن «التوافق العربي قائم والتأييد الدولي مؤكد» وأنه «لم يصله أي تحذير أو عوائق أميركية في هذا الشأن، ولا أي أمر آخر».
ورداً على سؤال قال: «في أي وقت نستطيع أن نشتري عصا ونسميها عصا موسى، أما انتظار حل سحري فلا عودة مرة أخرى إلى قرون غابرة. نحن نعيش ونتعامل مع أمور واقعية نحاول علاجها، ونرجو أن ننجح في ذلك. في مقابل أنه لا توجد عصا سحرية لا يوجد أيضاً مستحيل»، معرباً عن اعتقاده بأن «بيد اللبنانيين عمل الكثير وأن للبنان وللبنانيين القدرة ولو نسبية في أن يتخذوا قراراً ويساعدوا في التقدم نحو الحل. صحيح أن هناك تأثيرات إقليمية وتأثيرات ومصالح دولية، إلا أن الجانب اللبناني لا يزال له دور، ومن الصعب ومن الخطأ إنكاره».
سئل: هل قدم الوزير طارق متري إلى وزراء الخارجية العرب وثائق وأدلة تثبت تهريب السلاح من سوريا باتجاه لبنان؟
أجاب: «خطابه في مجلس الجامعة كان واضحاً».
سئل: هل اطلعتم على هذه الوثائق، أم أنكم أحلتم ذلك على مجلس الأمن العربي؟ أجاب: «لا، إن ذلك في يد لبنان إذا أراد أن يحولها، ولكن القصص التي قرأتها في الصحف هي غير صحيحة، أو غير دقيقة».
وعما إذا كان الوفد سيزور سوريا قال: «زيارة سوريا تتم في أي وقت، وإن أي دولة إقليمية هي جزء من التقليد طبقاً للقرار، إنما في الوقت الحالي الزيارة هي للبنان فقط».
وكان موسى قد أشار في حديث إلى محطة «بي بي سي» إلى أن «زيارة الوفد إلى بيروت هي «تلبية لعرض حكومة فؤاد السنيورة الأوضاع في لبنان على الجامعة وسيطرح (الوفد) على الأطراف السياسية مشروعاً جديداً لحل الأزمة». وأكد أن النقاشات «لن تقتصر على ملف واحد، هو اغتيال النائب وليد عيدو»، لافتاً إلى أن «هناك ملفات كثيرة متداخلة ومعقدة في المشكلة اللبنانية، ونحن سنتناول الموقف برمته على الساحة اللبنانية. فهناك توتر كبير في لبنان وتوتر بين لبنان وسوريا، كما أن هناك مشاكل تتعلق بالحال والمستقبل في لبنان، وسنتعرض لذلك كله، لكن ما سنتعرض له أولاً سيكون في الإطار اللبناني، ثم بعد ذلك يمكن أن يكون هناك تواصل إقليمي أيضاً في الشأن اللبناني».
وأشار موسى إلى أن المبادرة التي عرضتها الجامعة العربية لحل الأزمة في لبنان وتبلورت في كانون الأول الماضي «حصل بعدها تطورات كثيرة جداً، والموقف الذي أمامنا الآن متطور جداً عما كان عليه في تلك الفترة، لذلك فإن هذه التطورات تملي علينا تطوير المبادرة لتتعامل مع المستجدات الأخيرة على الساحة اللبنانية».
وسُئل عن ملامح هذا التطوير، فأجاب: «أهم ما فيه أننا نتعرض للواقع الحالي، وأيضاً ما هو متوقع في الشهور المقبلة والأساس هو العلاقة بين القيادات والتكتلات اللبنانية». واضاف أن الجامعة ستطرح على الأطراف اللبنانية المختلفة «مشروعاً وتصوراً لبعض النقاط المحددة، لكنه يخضع للطرح والاستماع والنقاش. وسنستمع إلى آراء هذه الأطراف أولاً قبل أن نتوقع ردوداً إيجابية منها».