دفع بروز شكاوى عديدة داخل مخيّم البدّاوي من قبل المقيمين فيه أو النازحين إليه من مخيّم نهر البارد، من أنّ عائلات لا تصل إليها إلا كمّيات قليلة من المساعدات التي ترسلها إليها جهات مانحة لبنانية وعربية ودولية، في حين يحصل البعض الآخر منها على كمّيات كبيرة، إلى تشكيل لجنة تحقيق من قبل الفصائل الفلسطينية لمعالجة هذا الموضوع، ومحاسبة المقصّرين والمتورطين فيه. وأشارت جهات معنية بالموضوع لـ«الأخبار» إلى أنّ «ثغراً عدّة شابت عملية توزيع المساعدات خلال الأيام الأولى من وصولها، الأمر الذي أدّى إلى هذا التفاوت غير المقبول في توزيع المساعدات على محتاجيها، والذي نعمل على تلافيه وتصحيح الخلل الذي وقعنا فيه قدر الإمكان».ولفتت هذه الجهات إلى أنّ «المساعدات النقدية المقدمة من السعودية، والمتضمنة دفع مبلغ مليوني ليرة لبنانية لكل عائلة نازحة أو مقيمة في مخيّم البدّاوي، إضافة إلى العائلات اللبنانية المتضرّرة الموجودة في محيط مخيّم نهر البارد، سيبدأ تسليمها في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعد إنجاز الترتيبات الإدارية اللازمة بين الحكومة اللبنانية والأونروا».
في موازاة ذلك، أنهت الهيئة العليا للإغاثة تجهيز مركزين جديدين من أصل أربعة لاستقبال النازحين في مدارس البدّاوي الرسمية، من أجل تخفيف الضغط عن مخيّم البدّاوي. والمركزان هما: مدرسة الفجر الرسمية التي وصل إليها 35 عائلة نازحة، حيث بدأت الهيئة العليا بتقديم المستلزمات الضرورية لها من فرش ومواد غذائية؛ ومدرسة روضة البدّاوي الرسمية التي وصل إليها 180 نازحاً قدّمت لهم الهيئة كلّ الاحتياجات.
وأعلنت ممثلة الهيئة في لجنة الحوار اللبناني ـــ الفلسطيني جوانا نصّار أنّ الهيئة تقوم «بتجهيز مدرسة البدّاوي الرسمية للبنين بالبنى التحتية، من أدوات صحّية ومياه، إضافة إلى الفرش والبطانيات ومستلزمات السكن لاستقبال المزيد من النازحين»، مشيرة إلى أنّ الهيئة «افتتحت مدرسة السقي للبنات وبدأت بتجهيزها لاستقبال النساء الحوامل، اللواتي يحتجن إلى عناية خاصة». على صعيد متصل، أطلقت «مؤسسة رينيه معوض» أمس برنامجها المشترك للنازحين الفلسطينيين «برنامج الطوارئ ـــ روس» بالتعاون مع منظمة «آرشي» الإيطالية وبتمويل من مركز التعاون الإيطالي.
ممثل البعثة الإيطالية باولو بونوني أشار إلى أنّ «ميزانية المشروع تبلغ نحو 160 ألف يورو، وتشمل توزيع وجبات غذائية يومية للنازحين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد، إضافة إلى توزيع ثياب للرجال والنساء والأولاد، وأكياس تتضمن مستحضرات للنظافة الصحية»، مشيراً إلى أنّ «أهداف المشروع تأمين الدعم النفسي من قبل اختصاصيين لمن يحتاج من النازحين».
بدوره، مدير القطاع التنموي في المؤسسة نبيل معوض، لفت إلى أنّ «وجودنا هو التطبيق العملي لهذه الأهداف»، في حين نوّه المشرف على المدرسة من قبل الهيئة العليا للإغاثة تطوعاً أنور قبيطري، بـ«الجهود التي تبذلها مؤسسة رينيه معوض والبعثة الإيطالية، وبجهود الهيئة العليا للإغاثة والأونروا».
إلى ذلك، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي، عند الثالثة من بعد ظهر أمس، طائرة عسكرية كويتية، حاملة عشرة أطنان من المواد الطبية والإغاثية والإنسانية قدمتها الحكومة الكويتية إلى الحكومة اللبنانية لتوزيعها على النازحين والمنكوبين في شمال لبنان.
وقال القائم بالأعمال الكويتي في لبنان طارق الحمد، إن 16 شاحنة ستصل إلى لبنان اليوم عن طريق البر محملة بـ 230 طناً من المواد الإنسانية والغذائية لتوزيعها أيضاً على النازحين والمنكوبين في منطقة الشمال.
(الأخبار)