كشف نزوح غالبية سكّان مخيّم نهر البارد إلى مخيم البدّاوي عن وجود حاجة ماسة لرفع مستوى ودرجة الخدمات الطبّية والاستشفائية المقدّمة من الهيئات والمنظمات الإنسانية إلى النّازحين.فالجمعيّات والهيئات الخيريّة على اختلافها أرسلت أطبّاء ومساعدات طبّية عاجلة إلى مخيّم البدّاوي لتقديم ما أمكن من خدمات إلى النازحين، بعضها على شكل مستوصفات جوّالة، وبعضها نصب خيماً في العراء، وجهّزها بالحدّ الأدنى من مستلزمات المستوصفات، بإشراف أطباء وممرضين ومتطوعين، عملوا على تأمين ما أمكن من الخدمات الطبّية لأكثر من 35 ألف شخص يقيمون في مخيّم البدّاوي.
الهلال الأحمر القطري كان واحداً من الجهات التي شرعت في تقديم ما يلزم في هذا المجال، وبشكل لافت؛ إذ أقام مخيماً طبّياً في الباحة المقابلة لمدرسة «كوكب» التابعة للأونروا وسط مخيم البدّاوي، وجهّزه بأربع عيادات وصيدلية وسيّارة إسعاف مجهّزة بهدف نقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات خارج المخيم.
عند المدخل الرئيسي للمخيم الطبّي نصبت خيمة صغيرة يعمل فيها متطوعون يسجلون أسماء الداخلين إليه، ويعطونهم بطاقات صحّية خاصة بهم، فيما ينشط منسقو المخيم داخله، في «الاطلاع على حسن سير العمل فيه، وسدّ النواقص التي قد تبرز خلال فترة عملنا التي ستمتدّ لشهر واحد، إلا إذا اقتضت الظروف تمديده فترة أطول»، حسب ما أشار لـ«الأخبار» مدير بعثة لبنان في الهلال الأحمر القطري الدكتور حسّان اليافي. وأوضح اليافي أنّ المخيّم الطبّي «يضمّ أربع عيادات تعنى بأمراض الأطفال، والأمراض الجلدية، والأمراض الداخلية، وأمراض الغدد»، لافتاً إلى أنّ «خمسة أطباء يداومون يومياً في المخيم من الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً، وأنّ حالات الإسعاف يمتد عملها حتى الثامنة مساء». في موازاة ذلك، شرع الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، في إقامة دورات تدريبية للأطباء والممرضين والمسعفين في قاعة الاجتماعات في مستشفى صفد داخل مخيّم البدّاوي بإشراف الدكتور عبد الحميد نور الدين، الطبيب الاختصاصي في أمراض الطوارئ.
(الأخبار)