نهر البارد ــ نزيه الصديق
شهد مخيم نهر البارد يوم أمس اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة فتح الإسلام، شملت جيوباً لا يزال مسلحو الحركة يقاتلون فيها عند التخوم الفاصلة بين المخيمين الجديد والقديم، فيما سجل أمس أيضاً انتقال الاشتباكات بشكل واسع الى المخيم القديم، بعد معلومات تحدثت عن أن مسلحي الحركة تسلّلوا إليه في الأيام الأخيرة.
وشمل قصف الجيش للمخيم القديم أحياء صفوري وسعسع وحي المغاربة والسوق الرئيسية وسط المخيم القديم، وأبنية ومواقع عند أطراف المدخل الجنوبي والكورنيش البحري، وفي الطرف الشرقي عند محور المحمرة، بعدما أطلق المسلحون من تلك الأماكن قذائف الهاون والـ«آر بي جي»، ما استدعى رد الجيش على مصادر النيران بالمثل لإسكاتها.
وأشارت المعلومات إلى أن مسلحي الحركة شرعوا في بناء منصات في بعض أحياء المخيم القديم لإطلاق صواريخ وقذائف منها في اتجاه الجيش، وأن ملاجئ ومراكز عدة فيه قد تحولت الى مراكز لعناصر الحركة الذين انسحب من بقي منهم في اتجاهه.
في موازاة ذلك، لا يزال حي المهجرين الواقع على تخوم المخيم القديم يشهد اشتباكات عنيفة، بعدما تحول هذا الحي الى خط مواجهة جديد يستخدمه المسلحون إثر خسارتهم مواقع صامد والتعاونية ومركز ناجي العلي الطبي ومجمع مدارس الأونروا، التي أصبحت بمعظمها في يد الجيش اللبناني.
وعلى الرغم من أن سير العمليات العسكرية يوم أمس لم يُشِر الى أي تقدم على الأرض بالنسبة إلى الجيش اللبناني، مع أن المعارك تميزت بالعنف الشديد، تابع فوج الهندسة عمله في تنظيف الأبنية والأحياء التي يسيطر عليها، وإزالة الألغام والمتفجرات والفخاخ التي خلّفها المسلحون وراءهم. وقد أدى تفجير الجيش عدداً كبيراً من هذه الألغام، والأصوات التي صدرت بفعل هذا التفجير، إلى ظنّ البعض للوهلة الأولى أن اشتباكات لا تزال تدور في هذه المناطق، وهو أمر لم تظهر حقيقته إلا لاحقاً.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها «بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني، ستوزع يومي الجمعة والسبت 25000 منشور في مخيم البداوي في طرابلس للتوعية على مخاطر الأجسام والعبوات غير المنفجرة داخل مخيم نهر البارد. وتهدف الحملة الى توعية المدنيين على مخاطر مخلفات الحرب، مع التركيز على اهمية الإعلام بأمكنة وجود هذه الأجسام داخل المخيم لتلافي الأضرار الجسدية».
على صعيد متصل، لا يزال الطريق الدولي الذي يربط عكار بالمنية وطرابلس يشهد حركة عبور حذر، على رغم تراجع حدّة القصف في محيطه، وانخفاض نسبة استهدافه من قبل المسلحين برصاص القنص، إذ بقيت غالبية المواطنين العابرين تفضّل عبور طرق فرعية أخرى، حتى لو كانت ضيقة وترابية، وتستغرق وقتاً أطول لقطعها.