strong>راجانا حميّة ـ نادر فوز
  • الامتحانات الرسمية: الأمن ممسوك ونسبة الغياب شبه معدومة

  • مرّ اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة بفرعيها العلوم العامة وعلوم الحياة بسلام، وأثمرت التدابير الأمنية الاستثنائية التي اتخذتها وحدات من قوى الأمن الداخلي في محيط مراكز الامتحانات، بعدما سيّرت دوريات تخوفاً من أي أعمال مخلة. وتعزّز الارتياح مع طلب وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني من رؤساء المراكز السماح لبعض عناصر قوى الأمن بالبقاء في مباني الثانويّات

    خرقت بعض الشكاوى من مسابقة الكيمياء لطلاب علوم الحياة صفو اليوم الأول للامتحانات الرسمية التي جرت أمس وسط أجواء هادئة ومريحة. وكان طلاب العلوم العامة قد امتُحنوا بمادة اللغة العربية، فيما خضع طلاب علوم الحياة لامتحانات مادتي اللغة العربية والكيمياء.
    وتفقد وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني سير الامتحانات الرسمية في ثانوية رمل الظريف الرسمية وثانوية الأشرفية للصبيان قرب أوتيل ديو يرافقه المدير العام للتربية بالإنابة رئيس اللجان الفاحصة وائل التنير. وحرص قباني على الوقوف عند ملاحظات المرشحين على الأسئلة، وقد شكت إحدى الطالبات من حجم منهجي التربية والتاريخ، فأوضح قباني أنّ المركز التربوي للبحوث والإنماء المنوط به قانوناً وضع المناهج وتطويرها يعكف على إعادة النظر في منهج التربية ومنهج التاريخ آخذاً في الحسبان حجم المواد ضمن الاختصاصات وأيام التدريس. كذلك استفسر المرشحون عن أوضاع زملائهم في الشمال فأكد لهم قباني أنهم يجرون الامتحانات طبيعياً «وقد مررنا نحن اللبنانيين بتجارب عدة وقاسية في تاريخنا ولم نوقف الدروس، وأنا ازوركم على الرغم من أنني مهدد ولكنني لا أرضخ للتهديدات، وهذا الامتحان هو تحدٍّ نخوضه معكم من أجل مستقبلكم الذي نريده مشرقاً». ووصف قباني الامتحانات بالإنجاز للقطاع التربوي بكامله سواء في الرسمي أو الخاص، مؤكداً أهمية الاستحقاق الذي يؤمّن انتقال الطلاب من مرحلة إلى أخرى، وخصوصاً طلاب المرحلة الثانوية الذين يسعون إلى دخول الجامعات.
    ونفى قباني أن يكون قد «بلغنا أي خلل يتعلق بالامتحانات، لأن القوى الأمنية اتخذت كل التدابير الوقائية لطمأنة الأهل».
    وزار قباني والتنير بعدها مركز اللجان الفاحصة في بئر حسن حيث كان في استقباله رئيس دائرة الامتحانات حسان ملك، وتنقّل بين غرف اللجان التي كانت تعقد جلسات للمداولة في الأسئلة بمشاركة مندوب عن المركز التربوي لكل مادة من أجل التزام المناهجوفي أجواء الممتحنين، لم يكن طلّاب علوم الحياة في ثانوية رمل الظريف المختلطة الرسميّة في بيروت يتوقّعون أكثر ممّا حدث، إلاّ أنّهم فوجئوا في الحصّة الأخيرة بالتناقض بين «التطمينات الرسميّة» الصادرة عن وزارة التربية بشأن مستوى الأسئلة المطروحة وبين «المعروض» في أيديهم، فوجد الطالب في مدرسة «Saint francois» زهير كريديّة «أنّ مسابقة الكيمياء كان يمكن أن تكون أكثر سهولة»، مشيراً إلى أنّها «لم تراع الظروف التي مررنا بها خلال العام الدراسي». ولفت كريديّة «إلى أنّ المراعاة في المسابقات لا تكون بطرح نموذج مشابه للعام الماضي الذي لم يشهد الكثير من الأحداث، على عكس هذا العام». أمّا زميله في المدرسة حمزة ماضي، فلم يكن يحتاج إلى تكثيف اللوم، مكتفياً بالقول «إنّ المسابقة عموماً لا سهلة ولا صعبة، كل اللي صار تركت سؤال لأنّه كان كثير صعب». فيما سارة خيوة، الطالبة في مدرسة المعمدانية، لم تولِ اهتمامها لليوم الأوّل، رغم أنّ مسابقة الكيمياء كانت «مبكّلة»، مشيرةً إلى «أنّه لا يمكن اعتبار هذا اليوم مقياساً لباقي الأيّام، كذلك لا يمكن اعتبار مادتي الكيمياء واللغة العربية من ضمن المواد الصعبة، بالنسبة إلي، فالأصعب هما مادتا الفلسفة والفيزياء». وإن كانت سارة قد انتظرت انتهاء وقت مسابقة الكيمياء للتعليق على مستوى الأسئلة، فإنّ الطالب في ثانوية فردان مازن حوشه قد أعطى النتيجة فور انتهائه من مسابقة اللغة العربية في الحصّة الأولى، ذلك أن حوشه لم يكن يحتاج إلى الاطّلاع على أسئلة امتحان الكيمياء للتنبؤ بالمحصّلة «ما شي، منّي دارس»، لسببٍ بسيط هو أنّ مدرّسة المادّة أو «بالأحرى ابنة المديرة كانت تحضر على ذوقها، حتّى في الساعات الإضافية لم تكن تأتي، فكنّا نضطر للذهاب إلى البحر». وأوضح حوشه «قدّمنا شكوى إلى وزارة التربية، التي سارعت إلى إرسال مفتّشٍ إلى المدرسة، فما كان من المدرّسة إلاّ أن أقفلت باب الصف وطردتنا، مهدّدةً إيّانا بعدم استكمال البرنامج، وهذا ما فعلته. من أصل نحو 100 ساعة أعطتنا 20 ساعة فقط». وإذ يئس حوشه من «الكيمياء» قبيل دخوله إلى قاعة الامتحانات، أبدى ارتياحاً كبيراً لمادّة اللغة العربيّة «التي أتت مثلما توقّعنا». ولم ير الطالب في ثانوية الحوش الرسميّة عمر محاسم مبرّراً لمناقشة مادّة اللغة العربية، مكتفياً بالقول «توقّعت الأسئلة، فهي شبيهة بالترجيحات، وفي النهاية، شو اللغة العربيّة بدها اختراع؟». أمّا الطالب في ثانويّة «College protestante» توفيق حيدر فقد كان مرتاحاً لانطلاقة اليوم الأوّل، مشيراً «إلى أنّ الاستعدادات كانت كافية للحصول على نتيجة جيّدة في اليوم الأوّل، ثمّ إنّني لست خائفاً من الأيام الباقية، فقد كنت دائماً في المراتب الأولى في المدرسة». وفيما مرّت الأحداث الأمنية دون خروق في اليوم الأوّل للامتحانات، لا يزال عدد من الطلّاب يتخوّف من إمكان حصول أي «عارض أمني»، فالطالبة في ثانوية جبران إندراوس ميّ حاموش، التي لم تنجُ من النشرات الإخباريّة في فترة التحضير لامتحاناته، تُلاحقها الهواجس الأمنيّة، خوفاً من الاصطدام «بقرار أو انفجار قد يحدث».
    من جهته، أوضح رئيس المركز خليل الجميل «أنّ الطلّاب أبدوا ارتياحهم للمستوى العام للأسئلة المطروحة». وأشار الجميل «إلى أنّ عدد المرشّحين بلغ 480، غاب منهم نحو 26طالباً»، مؤكّداً «أنّ النسبة طبيعيّة جداّ، إذا ما أخذنا في الحسبان طلّاب البكالوريا الفرنسيّة، وقد توزّعوا على 24 غرفة. ولفت الجميل «إلى أن نسبة الغياب بين المراقبين في الغرف لم تتعدّ ثلاثة من أصل 55، تمّ الاستعاضة عنهم بثلاثة من الاحتياط، فيما حضر المراقبون العامّون كافّة، وكان عددهم 14 مراقباً»ولا يعكّر هدوء محيط ثانوية الأشرفية للصبيان إلاّ بعض سيّارات الإسعاف المتوجهة من وإلى مستشفى أوتيل ديو. فطلاب العلوم العامة يجرون امتحاناتهم الرسمية «ولا وقت للعب والضجيج». ولوحظ التشديد الأمني في محيط الثانوية خوفاً من أي حادث قد يتعرّض له الطلاب، وخصوصاً أنّ «الأشرفية للصبيان» تقع على مقربة من ثكنة المقرّ العام لقوى الأمن الداخلي.
    غاب عن المركز 25 طالباً من أصل 260 مرشحاً، ويرجّح رئيس المركز أن يكون سبب الغياب خضوع الطلاب لامتحانات البكالوريا الفرنسية. من جهته، أكّد الناظر العام أنّ الأجواء هادئة، ولم يحدث أي إشكال مع الممتحنين، مشيراً إلى أنّ عدد المراقبين كافٍ «وهم يُحسنون إدارة قاعاتهم».
    ولم يعلّق طلاب الـعلوم العامة أهمية كبيرة على اليوم الأول للامتحان، إذ اقتصرت «المباراة الافتتاحية» على اللغة العربية، وأنهى عدد لا بأس به من المشاركين مسابقاتهم في وقت مبكر نسبياً. فحسين، الطالب في مدرسة البطركية، أوضح أنّ جديّة الامتحانات تكمن في مسابقات الفيزياء والكيمياء والرياضيات، إذ إنّ «المــــــواد الأدبية ليست ذات أهمية كــــــــــبيرة، و«تسكـيرها» لا ينفع إلا للحصول على درجة امتياز». وأشار حسن، مثل معظـــم الطلاب، إلى عدم تمكنّهم من التركيز على دراستهم طوال العام وخصوصاً خلال فترة التحضير الأخيرة، إذ «تراكمت الأوضاع الأمنية وتركنا كتبنا لمتابعة ملاحق الأخبار ونشراتــــــــــها». وتوقع جاد، الطالب في مدرسة القلب الأقــــــــدس ــــ السيوفي، أن تكون المسابقات سهلة «نظراً للأوضاع القائمة»، لافتاً إلى عدم اكتراثه لامتحانات البكالوريا اللبنانية لكونه خضع لامتحانات البكالوريا الفرنسية.