عمر نشابة
«بيروت لن تنسى من صوّت للمحكمة الدولية ومن امتنع». «إن عدم التصويت على المحكمة الدولية خيانة للبنان والعرب والمسلمين». كلام كتب على لافتات رُفعت في شوارع بيروت.
في 30 أيار الماضي صوّت مجلس الأمن الدولي على القرار الرقم 1757 الذي تُنشأ بموجبه المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الأخرى المتلازمة معها. وترأس الجلسة السفير الأميركي خليل زاد، وكان من المصوّتين لمصلحة القرار بالإضافة إلى تسعة أعضاء آخرين، هم ممثلو: إيطاليا، بلجيكا، بنما، البيرو، سلوفاكيا، غانا، فرنسا، الكونغو وبريطانيا. بينما امتنعت الصين، روسيا، جنوب أفريقيا، قطر وأندونيسيا عن التصويت. وعبّر ممثلو الدول التي امتنعت عن التصويت عن حرصهم على التوافق الداخلي اللبناني بشأن المحكمة. وقال مندوب جنوب أفريقيا دوميساني كومالو إن بلاده «لا تعتقد بأن للمجلس الحقّ في تجاوز الإجراءات التي يقتضيها الدستور اللبناني لدخول اتّفاق ما حيّز التنفيذ مع الأمم المتحدة. وبتجاوز الدستور اللبناني يخالف مجلس الأمن قراره الذاتي بضرورة احترام سيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي». وقال مندوب الصين وانغ غوانغيا إن القرار «سيُلغي أجهزة لبنان التشريعية من خلال اتّخاذ قرار تعسّفي في شأن نفاذ مشروع النظام الأساسي». أما مندوب أندونيسيا حسن كليب فقال: «ليست هناك أسس قانونية تجيز لمجلس الأمن أن يتناول مسألة داخلية الطابع». وقال السفير القطري عبد العزيز النصر: «القرار المعروض على المجلس ينطوي على تجاوزات قانونية».
هل يرضى اللبنانيون بتخوين الصين التي تضمّ أكثر من مليار ومئتي مليون نسمة، وأندونيسيا التي تضمّ أكبر عدد من المسلمين في العالم (200 مليون)، وجنوب أفريقيا التي هزمت العنصرية والاستعمار، وروسيا التي سعت إلى منع احتلال العراق، وقطر التي تعيد بناء قرى في الجنوب؟
وكيف يُسمح للجنود الأندونيسيين والقطريين والصينيين والروس «الخونة» بالانضمام إلى قوات اليونيفيل في جنوب لبنان؟ وألا تُعدّ اللافتات التي تخوّن بلادهم تحريضاً على مهاجمتهم؟