واصل طلاب العلوم العامة وعلوم الحياة امتحانات الدورةالعادية للامتحانات الرسمية، وامتُحنوا، أمس، في مادتي: التربية الوطنية والتنشئة المدنية واللغة الأجنبية. وفي اليوم الثاني للامتحانات، جال وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني شمالاً، فتفقد المراكز في طرابلس، حيث أفاد مراسل «الأخبار» فريد بو فرنسيس أنّ قباني اطّلع على سير الامتحانات وتحدث إلى الطلاب للوقوف عند ملاحظاتهم، متعهداً «بأننا لن نسمح لأي كان بأن يعطّل مستقبلكم، لأنكم أنتم من سيبني هذا البلد». وتمنى قباني أن تدرك جميع القوى السياسية حجم ومدى المخاطر التي ستواجهنا، فتعود إلى طاولة الحوار وتبدأ نقاشاً بناءً.
وزار قباني المراكز، يرافقه رئيس بلدية طرابلس رشيد الجمالي، ورئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة. وفيما كان قباني يستمع إلى هواجس الطلاب، تمنت إحدى الطالبات عليه التساهل في التصحيح، فأجابها الوزير بأنه قاضٍ وسوف يحكم بالعدل. وتحدث قباني إلى الصحافيين قائلاً: «لا تزال هناك فرصة مؤاتية، والأمين العام لجامعة الدول العربية يتواصل مع القادة السياسيين من أجل الوصول إلى مخرج من الأزمةوتستمر الامتحانات الرسمية في محافظة الشمال وسط أجواء هادئة وتدابير وإجراءات أمنية مريحة. ولم يبد أي من الطلاب تذمره سواء لجهة طرح الأسئلة أو صعوبتها أو لجهة المراقبة والأجواء داخل الغرف، بل على العكس بدا الجميع مرتاحاً، وذهب البعض الآخر من الطلاب في تمنياته إلى أن تنسحب هذه الأجواء المريحة على تصحيح المسابقات.
أما في بيروت، فقد تخطّى طلاب علوم الحياة في ثانوية رمل الظريف الرسميّة حواجز القلق، بعدما مرّت مادة التربية المدنيّة من دون عقبات تُذكر، وخصوصاً أنّ المادّة «محسوبة» على المنهاج الأدبي. ولفت الطالب في مدرسة «Sacré coeur» جول نوفل إلى «أنّ اليوم الثاني لم يكن مختلفاً عن الأوّل، فالامتحانات كانت سهلة كما كان متوقّعاً، ومعظم المواد التي أنهيناها لا يمكن تصنيفها في خانة المواد الصعبة التي تحتاج إلى الكثير من التركيز». ويوافق الطالب في ثانوية جميل الروّاس (مؤسّسة البر والإحسان) محمد كلُت رأي نوفل، وأشار إلى «أنّ الامتحانات كانت سهلة جدّاً، لكنّها تشترط ضرورة أن يكون الطالب قد استعد جيّداً، لأنّ معظم المواد تحتاج إلى الجدّية والتركيز والتحضير المتقن». أمّا في مادة اللغة الأجنبية، فلم يفلح عدد من الطلّاب في إمرار يومهم الثاني من دون «مطبّات»، إذ واجهت الطالبة في ثانويّة عبد الله العلايلي زينة كزبور مصاعب في فهم نص مادّة اللغة الإنكليزية، حيث لم تتمكّن من الإجابة عن جميع الأسئلة. وأوضحت كزبور «أنّنا لم نفهم محتوى النص، إلا بعدما قام أحد الطلاب في الصف وشرح بعض النقاط، كما أنّنا بدأنا بالإجابة عن الأسئلة قبل فهم النص، لننهي المسابقة قبل انتهاء الوقت». واعتمدت مروى نجدي (ثانويّة العلايلي)، في الإجابة عن الأسئلة «على بعض الجُمل والتفسيرات التي كان الطلّاب يتناقلونها بين بعضهم البعض». كما أكّدت الطالبة سماح عسّاف «أنّ اليوم الأوّل كان أفضل من الثاني، في ما يخصّ مادّة اللغة الأجنبية». وفي الوقت الذي شهد فيه اليوم الثاني بعض الشكاوى على اللغة الأجنبيّة، رأى الطلّاب «أنّ المواد الأربع التي مرّت لا يمكن وضعها في المستوى نفسه مع المواد الباقية، ولا سيّما مادتي الرياضيات والفيزياء»، مشيرين إلى «أنّ حسم النتيجة يأتي في الأيّام الثلاثة المقبلة».
وأفاد مراسل «الاخبار» في بنت جبيل داني الأمين أنّ الواقع السياسي والأمني طغى على أسئلة ومستندات امتحانات الشهادة الثانوية العامة لمادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية في فرعي العلوم العامة وعلوم الحياة. فقد تضمنت مستندات المسابقة الثلاثة كتابات عن القانون الديمقراطي للانتخابات، مختارة بتصرّف من مقالات لجوزيف سماحة في جريدتي السفير والأخبار، إضافة إلى مقاليْن عن المجتمع المدني المتحرر من هيمنة السلطات والروابط المذهبية والعشائرية، ودور الجيش «كحارس للانتظام العام (لاحرفية النظام) والدستور في وجه كل القوى المهددة الخارجية والداخلية»، وأهمية حياديته ورمزيته لقوّة الدولة ومتانة الأمن وجماية السلم الأهلي. وتركزت الأسئلة على مقومات الحوار الوطني والتمثيل الصحيح ودور الجيش والاعلام، والضغوطات التي تمارس على وسائل الاعلام والمسؤولية الاعلامية وأهمية المشاركة في الانتخابات. وأجمع طلاب منطقة بنت جبيل على أن الأسئلة معروفة اجاباتها سلفاً كونه يتم التطرق إلى موضوعاتها بشكل دائم في وسائل الاعلام، وأنها كانت متوقعة نوعاً ما، بسبب الأوضاع العامة في البلاد.لكنهم شكوا التناقض في ما تم كتابته من اجابات وبين الواقع الراهن. لكنهم أقرّوا بصحة ما كتب عن دور الجيش ووطنيته.
(الأخبار)