دعا النائب ميشال المر الى جعل استحقاق الانتخابات النيابية الفرعية في المتن الخطوة الأولى للمصالحات المسيحية تمهيداً للمصالحات الوطنية وتأليف حكومة وحدة مشيراً إلى أن دعوة الناخبين بقرار من مجلس الوزراء من دون مرسوم يوقّعه رئيس الجمهورية هو تجاوز لصلاحيات المنصب الماروني الأول في الدولة «وسنأخذ في الاعتبار هذا الإشكال الدستوري عند اتخاذ القرار النهائي».كلام المر جاء خلال لقاء تشاوري عقده أمس في مكتبه في عمارة شلهوب، شارك فيه النائب آغوب بقرادونيان، رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر أبو شرف ورؤساء بلديات ومخاتير منطقة المتن الشمالي وفاعليات قدّر عددهم بحوالى 350 شخصية، بحث في موضوع انتخابات المتن، على أن يليه لقاء موسع في منتصف تموز المقبل في قصر المؤتمرات في الضبية، واتخاذ القرار النهائي.
وتوجّه المر في مستهل كلمته بالتحية «الى شهداء الوطن، الضباط والعسكريين الذين ضحّوا بحياتهم في ساحة القتال لإنقاذ الوطن من الفتنة والزوال». وأوضح «أن الغاية من هذا الاجتماع هي التشاور مع القاعدة الانتخابية الأساسية في المتن أي رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الذين لهم الكلمة الأولى والقرار الأول في موضوع الانتخابات».
وبعدما لفت إلى أن «دعوة الناخبين بقرار من مجلس الوزراء من دون مرسوم يوقّعه رئيس الجمهورية وفقاً لما نص عليه قانون الانتخاب، هو تجاوز لصلاحيات لمنصب الماروني الأول للدولة، وسنأخذ في الاعتبار هذا الإشكال الدستوري عندما يحين الوقت لاتخاذ القرار النهائي»، وأشار إلى أن «هناك عنواناً آخر مهماً يتعلق بمعركة المتن، وهو يتطلب جهوداً منا ومن حلفائنا في حزب الطاشناق ومنكم لكي نتوصل الى مصالحة بين القيادات المسيحية في هذه المنطقة، لتكون نموذجاً يعمّم على سائر المناطق وسائر القيادات»، مؤكداً أنه «يجب أن نجعل من هذا الاستحقاق الانتخابي خطوة نحو المصالحة الوطنية، ولن نقبل بأن يكون المتن ساحة للصراعات بين تيارات سياسية ترغب في المبارزة على ساحة غيرها».
وقال: «كفى الشعب المتني ومن ثم الشعب اللبناني معاناة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي وضرب موسم الاصطياف في مطلع كل صيف، فإذا كانت هناك خلافات سياسية بين الأحزاب والتيارات فمن الممكن حلها بالحوار والمصالحة الوطنية لا بافتعال الصراعات المناطقية والتراشق الإعلامي لإثارة النعرات والغرائز. علينا أن نجعل من هذا الاستحقاق الانتخابي في المتن مناسبة ليكون الخطوة الأولى للمصالحات المسيحية تمهيداً للمصالحات الوطنية بين كل القيادات والفاعليات السياسية على الساحة اللبنانية، للتوصل الى حكومة وحدة وطنية تضم الجميع ويتمثل فيها كل فريق بنسبة حقوقه كاملة، وتكون بداية الختام للمآسي التي يعانيها
لبنان».
وضم النائب بقرادونيان صوته الى صوت المر وقال «ليس فقط في المتن بل في الحياة السياسية في لبنان» وأضاف: «منذ انتخابي لم أشعر بأنني أمثّل الأرمن في المجلس النيابي او في منطقة برج حمود فقط بل إنني أمثل كل المتن وعائلات المتن بكل خصوصياته، في ثقافته السياسية والديموقراطية وهو الذي يعرف أن يأخذ القرار الذي يوصلنا الى الميناء الهادئ والذي نتمنى أن يكون ميناء سلام».
ووصف المبادرة بأنها ديموقراطية إذ «لسنا من الزعماء الذين يقررون ويطلبون من القاعدة الشعبية التنفيذ، نحن من المسؤولين الذين يأخذون ويحترمون رأي كل ناخب وكل عائلة، هذه ميزة المتنيين وميزة القيادات المتنية».
وأكد أن المتن يتسع للجميع «بشرط أن يكون لديهم الاحترام وميزة قبول الآخر واحترام رأيه». بعد ذلك، عقد اجتماع مغلق حيث استمع النائب المر الى آراء الحضور واقتراحاتهم تمهيداً لبلورة الموقف وطرحه في الاجتماع المرتقب الموسّع. وإثر الاجتماع، توجّه الجميع برئاسة النائب المر الى وزارة الدفاع في اليرزة لتقديم التعزية باسم المتنيين بشهداء الوطن، والتضامن مع الجيش وقيادته.
(وطنية)