أجمع خطباء الجمعة على ضرورة «تعاون» الجميع في مواجهة الاستحقاقات المقبلة، ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، التي تشير معالمها الى إمكان الوصول الى الفراغ الدستوري أو واقع الحكومتين، مؤكّدين أن حلّ إنقاذ لبنان من هذه الدوّامة يكمن في تأليف حكومة الوحدة الوطنية.فقد رأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن حظّ المبادرة العربية الجديدة «لا يختلف عن حظ تلك التي سبقتها»، لأن «الخطة الأميركية لا تريد الاستقرار السياسي للبنان، ولا سيّما من خلال التقاء فريقي المعارضة والسلطة، بل تريد بقاء لبنان ساحة متحركة في حال من الفوضى، لتحريك مشاريعها السياسية في الضغط على أكثر من موقع في المنطقة».
وإذ نبّه الى أن «البعض يعمل على أساس الوقت الضائع، ليصل البلد إلى الاستحقاق الرئاسي الذي قد يواجه فيه الجميع الفراغ الدستوري أو التعدّد الحكومي، في نتائج كارثية يختلط فيها الحابل بالنابل»، دعا فضل الله اللبنانيين الى ضرورة «مواجهة المشاكل بطريقة واقعية، من أجل المستقبل الذي يعمل الكثيرون على تهميشه وجعله مثخناً بالجراح».
بدوره، أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الى أن الوضع اللبناني «لا يجوز أن يستمر هكذا، لأنه سيدمّر الجميع»، إذ يجب على اللبنانيين «أن يتعاونوا لحلّ المشاكل العالقة، ويبتعدوا عن الفوضى والارتجال، بما يحمي البلد ويحفظه».
وإذ دعا الجميع الى ضرورة «التنازل والتواضع والتخلي عن الأنانيات»، رأى قبلان أن الحل يكمن في «طاولة الحوار، لتأليف حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأطراف وتتمثّل فيها المعارضة والموالاة»، حيث «لا يجوز أن نبقى ندور في هذه الدوامة والحلقة المفرغة ونلعب في ساحتها».
وحمّل عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك الإدارة الأميركية مسؤولية «إفشال المساعي الهادفة الى إيجاد حلّ للأزمة السياسية القائمة في لبنان»، لأنها «تواصل تدخّلها السافر، عبر سفيرها جيفري فيلتمان الذي يتصرّف كأنه مندوب سام على فريق 14 شباط»، داعياً هذا الفريق الى «التمرّد على الإملاءات الأميركية، والموافقة على تأليف حكومة وحدة وطنية تكون بمثابة مؤتمر الحوار المفتوح من أجل إيجاد الحل لكل المسائل العالقة» في لبنان «المكشوف سياسياً وأمنياً».
من جهته، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن نافذة الواقع اللبناني «مقفلة تماماً، وقد لا تكون موجودة أصلاً في جدار كل التعقيدات القائمة»، وأشار الى أهمية «التعاون والتعاضد» مع المسعى العربي، و«تقديم ما يلزم من تنازلات وتسهيلات لإنجاحه، بعيداً عن منطق المناورة والابتزاز وسياسة الهروب إلى الأمام»، فـ«لعبة توزيع الأدوار والمراوغة والتحايل لم تعد تنطلي على أحد، وأصبحت معزوفة مقزّزة لا تجد من يستمع إليها».
وأشاد مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس بجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والدول الممثلة بوفودها المرافقة له في جولته اللبنانية، بما «يجنّب لبنان المزيد من التأزّم». وإذ حذّر مما يجري في مخيم نهر البارد الذي «يسعى فيه البعض الى مصادرة الإسلام وخطفه ليقع أسيراً في أيدي الإجرام»، شدّد على ضرورة «عدم تعطيل الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن»، وأعرب عن الأسف لأن «يُستقبل وفد الجامعة العربية الذي يمثل العرب جميعاً، بإقفال الحدود والأبواب، وكأن المراد من كل هذا القول إن الحل هنا وليس في أي مكان آخر». وسأل: «هل هكذا يُستقبل وفد الأمة العربية وبطريقة من شأنها أن تسهم في تعقيد الأمور لا في حل العقد؟».
كما حيّا مفتي بعلبك ــــــ الهرمل الشيخ خالد الصلح الجيش على «الإنجاز الذي حقّقه في مخيم نهر البارد»، داعياً الى «فتح المؤسسات الدستورية والشرعية، والعودة مجدداً الى الحوار الوطني والتمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك ونبذ الفتنة بين المسلمين واللبنانيين».
وحذّر رئيس مجلس قيادة «حركة التوحيد الإسلامي» وعضو «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة من محاولات «بعض المتسلّقين على السلطة» الهادفة إلى «تحويل لبنان الى كانتونات فيدرالية، منعاً لكشف حجمهم السياسي والشعبي، وتطبيقاً لتنفيذ المشروع الأميركي الذي تولّوا هم الإشراف عليه لمحاصرة المقاومة، سعياً منهم لتجريدها من سلاحها وضربها».
(الأخبار، وطنية)