«الأكثـــــرية»: هفـــــــوة ويفتـــــرض بالـوزراء المسيحييــــــن أن يكونـــــــوا أكثــــــــر وعيــــــــاً
أثار قرار مجلس الوزراء إلغاء عطلة يوم الجمعة العظيمة ردود فعل ساخطة ومستنكرة وصفت القرار بـ «الخبيث»، وبأنه «طعن إضافي خطير للصيغة اللبنانية» فيما قلل نواب وقوى سياسية موالية من شأن هذه الخطوة التي رأوها «هفوة يمكن تلافيها» معتبرين أن الوزراء المسيحيين «لم يقدّروا خير تقدير موضوع توزيع الأعياد وكان يفترض أن يكونوا أكثر وعياً».
وكان راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي قد سلّط الضوء على هذا الموضوع في حديث تلفزيوني أول من امس، معتبراً أن هناك «أسلمة في الإدارة اللبنانية كما بات معروفاً»، وقال: «نحن نشعر أننا مواطنون من الدرجة الثانية في هذا البلد».
في المقابل انتقد رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع «المتاجرة» بهذا الموضوع معتبراً «أن الوزراء المسيحيين في الحكومة لم يقدروا خير تقدير موضوع توزيع الأعياد، وبالتالي كان يفترض أن يكونوا أكثر وعياً لهذه النقطة تحديداً».
وأشار جعجع في حديث تلفزيوني أمس إلى أن مجلس الوزراء تناول «هذا الموضوع منذ عشرة أشهر، علماً أنه حصل سوء تقدير وتم أخذ هذا الموضوع في الاتجاه الخاطئ، ولم يجر ربطه في اطاره الطبيعي». وأوضح أن الحكومة كانت تفكر في الطرق المناسبة لتعزيز الاقتصاد وتقليص الأعياد الرسمية «وللأسف تم الاتفاق من دون الجدية المفترضة، أن تكون إحدى المناسبات المعنية لدى المسيحيين هي يوم الجمعة العظيمة، وهو خطأ كبير، لكن ذلك لا يعني أن يأخذ البعض المسألة للمتاجرة بها وكأن هناك احداً يطحش على المسيحيين في لبنان وينتزع منهم أعيادهم وحقوقهم. فهذا أمر مستحيل ولا أحد يقبل بذلك».
واعترفت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض «بكل بساطة» بـ«أننا أخطأنا في التقدير في موضوع الخيار بين يوم الاثنين والجمعة الحزينة، ولأننا لم نعط هذا الموضوع التقدير الكافي ولم ننسق كفاية مع بكركي، وهنا وقع الخطأ». وأشارت الى أنها التقت البطريرك الماروني نصر الله صفير واتصلت بالمطران الراعي «واتخذنا قراراً بتصحيح الخطأ وإلغاء اثنين الفصح والإبقاء على الجمعة الحزينة كما كانت».
ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني أن ما حصل كان يمكن تلافيه باستشارة كل المراجع الدينية لتأخذ قرارها، وتلافي هذه الضجة، مشدداً على «إبقاء يوم الجمعة العظيمة يوم عطلة، ومن دون التنازل عن يوم اثنين الفصح (اثنين الباعوث)» معتبراً «أن المصطادين في الماء العكر ينتظرون مثل هذه الهفوات غير المقصودة لتسجيل مواقف سياسية غير آبهين بما قد تسببه به من سلبيات نحن بغنى عنها».
وقال رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان «إن شطب يوم الجمعة العظيمة من قائمة المناسبات الوطنية تجسيد حسي لمخطط العودة إلى نظام الذمية المسؤول عن الظلم والتخلف اللذين تحكّما في هذا الشرق وسبّبا بؤسه ومآسيه» معتبراً أن هذه الخطوة «تمثّل طعناً إضافياً خطيراً للصيغة اللبنانية في الصميم، وحلقة من مسلسل التمادي بالعبث المذهبي والطائفي والعنصري في لبنان».
وإذ أكد أنه «آن الأوان لوقف هذا العبث الإجرامي بالدستور والميثاق الذي يوازي جرائم الإبادة الجماعية»، قال: «فليستح هؤلاء وليحسّوا على دمهم إذ إن قراراتهم تفوح منها الإرادات الصهيونية وإرادات الاستبداد والطغيان التي تطغى في هذا الشرق. وليفهم الجميع أن المسيحية إذا انتهت من هذا الشرق بدءاً من لبنان فإن الشرق كله سينتهي ويغوص أكثر فأكثر في غياهب التخلف والعبثية».
ولم ير الحزب الوطني العلماني الديموقراطي «وعد» في قرار الحكومة «الا خطوة خبيثة تمس بروحية القيم السامية، وخطوة على طريق إثارة النعرات وتعزيزها»، ودعاها الى التراجع فوراً عن قرارها اللامسؤول، والاعتذار عن هذا الخطأ الفادح بحق القيم الايمانية المسيحية، ولتذهب وتبحث عن أيام إنتاج في مناسبات كثيرة أضاعتها وتضيعها، وإن كانت موسومة على أنها حكومة اللاإنتاج بامتياز».
(وطنية)