نهر البارد ـ نزيه الصديق
استمرت الاشتباكات دائرةً، بشكل عنيف ومتواصل، في مخيّم نهر البارد، بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة «فتح الإسلام» لليوم السابع والثلاثين على التوالي، الذي كانت نتيجته أمس استشهاد جنديين في الجيش اللبناني، وسقوط قتيل و3 جرحى في صفوف المدنيين الذين ما يزال البعض منهم موجوداً داخل المخيم حتى اليوم. وقال متحدث عسكري باسم الجيش اللبناني إن الجنديين قتلا برصاص قناصة من حركة فتح الإسلام متمركزين في عمق مخيم نهر البارد.
ونعت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، النقيب الشهيد فادي إبراهيم عبد الله (مواليد عام 1968 شحيم ـــــ الشوف) والعريف الشهيد خالد أحمد طالب (مواليد عام 1983 مشمش ـــــ عكار)، اللذين استُشهدا أثناء قيامهما بالواجب العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال.
وشهد المحوران الشرقي والجنوبي من المخيم اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، والقذائف المدفعية من مرابض الجيش اللبناني، مستهدفة أحياء سعسع وصفوري وحي المغاربة والسوق القديم، وخصوصاً بعدما استهدف المسلحون مناطق خارج نطاق المخيم بقذائف الهاون، التي انطلقت من داخل المخيم القديم.
وفي مقابل ما شهده المدخل الشرقي للمخيم عند بلدة المحمرة من اشتباكات، كانت عنيفة بصورة خاصة في فترات الصباح، كان الأمر مماثلاً عند المدخل الجنوبي الذي شهد اشتباكات لا تقل عنفاً، بسبب انتقال المسلحين إلى المخيم القديم، فضلاً عن محاولات التسلل والالتفاف التي ما يزال مسلحو الحركة يحاولون القيام بها، من غير أن يفلحوا في ذلك، بسبب الطوق المحكم الذي يضربه الجيش حول المخيم.
في موازاة ذلك، استمر الجيش في تعزيز مواقعه القتالية في النقاط التي وضع يده عليها داخل المخيم، وفي نقاط تمركزه في محيطه، بعدما استمرت عمليات القنص التي ما زال المسلحون يستهدفون بها جنود الجيش، واضطراره إلى تحويل السير على خط واحد على الطريق الدولية للسبب عينه، إضافة إلى تشديده أحكام القبضة على مداخل المخيم والنقاط الأساسية فيه.
وشوهدت يوم أمس على الطريق الدولية التي تربط بين عكار والمنية وطرابلس، أكثر من 30 ناقلة جند تابعة للجيش اللبناني وهي متوجهة نحو المخيم، إضافة إلى آليات وشاحنات تنقل دشماً خرسانية مخصصة للمواقع العسكرية، متوجهة إلى المخيم أيضاً.
في مقابل ذلك، استمر فوج الهندسة في الجيش اللبناني بتنظيف المباني والشوارع التي انسحب منها المسلحون بعد سيطرة الجيش عليها، وتفجير الألغام والأجسام المشبوهة، وسمع دويّ هذه الانفجارات تحديداً في الجزء الشمالي من المخيم.
إلى ذلك، شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة لبايا والبقاع الغربي العريف الشهيد طالب حسين الخطيب الذي استشهد أول من أمس في طرابلس. كما شيّعت قيادة الجيش الشهيد خالد طالب في بلد فنيدق ـــــ عكار حيث احتضن من جانب الأهالي، ورفاق السلاح بمواكب شعبية حاشدة، وألقى ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان كلمة نوّه فيها بمناقبية وشجاعة الشهيد وتفانيه في أداء الواجب حتى الشهادة.
وتقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة اسبوع في منزل والد الشهيد في محلة جسر عرقه ـــــ عكار. فيما يشيّع النقيب الشهيد عبد الله عقب صلاة الظهر في بلدة شحيم ويوارى في الثرى في جبانة البلدة. تقبل التعازي قبل الدفن وبعده، وطيلة أيام الأسبوع في منزل والده المرحوم إبراهيم عبد الله الكائن في البلدة المذكورة.