رسالة من ساركوزي إلى رئيس الجمهورية تؤكّد دفاع فرنسا عن سيادة لبنان
دعا رئيس الجمهورية العماد إميل لحود جميع القيادات اللبنانية إلى «الاقتناع بأن مصير لبنان على المحك، فإما أن يبقى أو ـــــ لا سمح الله ـــــ يتشرذم ويتوزع كيانات طائفية بغيضة لا يربح من قيامها إلا إسرائيل ومن يقف وراء التوطين».
ورأى أن «الغاية واحدة من استهداف الجيش الوطني والاعتداء على القوة الإسبانية في الجنوب، لأن مهمة الجيش والقوات الدولية واحدة، وهي المحافظة على سيادة لبنان واستقراره وأمن شعبه». وأكد أن «الثقة بالجيش كبيرة، رغم ضعف الإمكانات وضآلة المعدات التي لم ينل منها منذ توحيده عام 1991 إلا النزر القليل، بسبب الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على تسليحه. والمؤسف أن ثمة من قال في السابق، ولا يزال يدعي، أن الجيش استهلك في حينه القسم الأكبر من موازنة الدولة وهو سبب ارتفاع نسبة الدين العام».
مواقف رئيس الجمهورية نقلها عنه رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الذي صرح بأن لحود «عبّر عن امتنانه لكل المبادرات من أية جهة أتت، إلا أنه قال إن من شأن المبادرات أن تكسر جليد التواصل بين الأفرقاء، غير أنها لا يمكن أن تقنع أي طرف بالاستجابة لطروحات الآخر ما لم يكن هذا الطرف أو ذاك مستعداً لإبداء روح المشاركة في حكومة وفاق وطني تقوم مقام طاولة الحوار».
وأضاف لحود: «لا أخشى على لبنان من كل ما يجري حوله من نزاعات وصراعات مذهبية، إلا أنني أخشى من هذا الانسياق وراء أهداف دولية وإقليمية لا تخدم مصلحة لبنان العليا، فيما تكمن مصلحته في قيام حكومة وحدة وطنية».
وأكد: «لن أسمح بأي شكل من الأشكال ترك البلاد في فراغ، كما هي اليوم، لأن الناس لم يعودوا يحتملون أي تأجيل نظراً إلى التدهور المعيشي والشلل الاقتصادي».
واستقبل لحود النائب السابق عدنان عرقجي ورئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي والأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين والخبير الصيدلي الدكتور فادي فغالي. وأجرى اتصالاً هاتفياً بقائد القوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو وقدم إليه التعازي بشهداء الاعتداء على القوة
الإسبانية.
وتلقى رئيس الجمهورية رسالة جوابية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رداً على رسالة التهنئة التي وجهها إليه لمناسبة انتخابه، أكّد فيها «أن الصداقة التي تربط لبنان وفرنسا هي مصدر غنى كبير لدولتينا وشعبينا. وباسم هذه الصداقة، تدافع فرنسا دوماً عن سيادة الأراضي اللبنانية واستقلالها وسلامتها». وأضاف: «إن بلدكم مدعو إلى مواجهة تحديات مهمة، وفرنسا تقف إلى جانب لبنان لمساعدته على مواجهة كل هذه التحديات، وفي الشهور المقبلة الحافلة بعدد من الاستحقاقات المهمة، بإمكان اللبنانيين الاعتماد على الدعم الكامل لفرنسا، وللمجتمع الدولي في الجهود المبذولة بهدف نهوض مؤسساتهم السيادية وتثبيته».
(الأخبار)