غسان سعود
توافق على مرجعية الطائف والديموقراطية التوافقية والبحث شمل سلاح المقاومة والعلاقات مع سوريا

وسط تعثر المبادرات العربية والفرنسية لاستئناف الحوار اللبناني ــ اللبناني، انتهت الدورة الثانية من اللقاء الحواري الذي يعقد في سويسرا بنتائج أكثر وضوحاً من تلك التي انتهت إليها الدورة الأولى قبل قرابة شهرين. وخرج المجتمعون الذين مثّلوا غالبية الفرقاء السياسيين بالاتفاق على «الارتكاز سياسياً واجتماعياً إلى ميثاق العيش المشترك، تأكيد أهمية وحدة الموقف اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي وتحرير الأرض اللبنانية واستعادة الأسرى، التمسك بمرجعية اتفاق الطائف وبالدستور وأصوله، استكمال تطبيق ما لم يطبّق من اتفاق الطائف، التمسك بالديموقراطية التوافقية والعمل على تطبيقها وفقاً لأحكام الدستور». ودعوا إلى مقاربة مرِنة لنظام الانتخاب، ووضع استراتيجية لإصلاح القضاء، وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة.
وكانت جلسات حوارية طويلة قد عُقدت يومي 23 و24 حزيران الجاري في «مون بيلران» على ضفاف بحيرة جنيف بدعوة من الجمعية السويسرية للحوار الأوروبي ـــــ العربي ـــــ الإسلامي، بدعم ومشاركة من الحكومة السويسرية ممثلة بالسفير ديدييه بفيرتر.
وحضر الجلسة الأخيرة النائبان في «تكتل التغيير والإصلاح» غسان مخيبر وفريد الخازن، مستشار رئيس الحكومة عارف العبد، القيادي في «القوات اللبنانية» جوزيف نعمه، عضو المجلس السياسي في «حزب الله» علي فياض، وعباس الحلبي، غالب محمصاني، رلى نور الدين، علي حمدان، أنطوان مسرة، ورغيد الصلح.
وتعهد المجتمعون في نهاية لقائهم الاكتفاء بالبيان الرسمي وتجنّب الدخول في التفاصيل الأخرى حفاظاً على سرية المداولات. ورجّحت مصادر المجتمعين أن يكون لهم في الأيام المقبلة مشاورات مطولة مع القيادات التي يمثلونها تمهيداً لجلسة قريبة يعلنون فيها الاتفاق على تفاصيل تعدّ من «الأولويات الخلافيّة».
ورأى النائب مخيبر أن الحوار الحاصل أشبه بما تسعى وزارة الخارجية الفرنسية إلى تحقيقه ومتابعة مقرراته. ومراهناً على إيجابية هذه الجلسات، كشف مخيبر أن لقاءات كثيرة عقدت بين 21 نيسان تاريخ الجلسة الأولى وجلسة أول من أمس. وقال نائب في كتلة «المستقبل» إن العبد يبلغ كتلة المستقبل بتفاصيل ما يحصل في سويسرا، وينقل اليهم وجهات نظر مختلف الأطراف. ورأى النائب المذكور أن الحوار السويسري يكاد يكون للصف الثالث، ويمهد لحوار الصف الثاني أو الأول، علماً أن متابعين لجولة السفير السويسري في لبنان ومبعوث رئيسة الاتحاد السويسري ديدييه فيرتر على القيادات اللبنانية يؤكدون تكرار سويسرا رغبتها في عقد مؤتمر للقادة اللبنانيين أشبه بمؤتمر لوزان. ويقول أحد المتابعين للوفد إن فريق السلطة كاشف السويسريين بخوفه من تعارض مبادرتهم والمبادرة الفرنسية، ونبّههم إلى استحالة تفاعل فريقه وهذه المبادرة قبل انسداد الأفق بوجه المباردة الفرنسية.
وفي السياق نفسه، أبلغ عدد من نواب الأكثرية المبعوث السويسري عدم قدرتهم على حضور جلسة الحوار الأخيرة رغم تأييدهم الكبير للمسعى السويسري التوفيقي.
وقد لاحظ أحد المشاركين أن هوية المتحاورين غلب عليها الطابع الأكاديمي رغم ارتباطاتهم السياسية، وقاربوا مختلف المسائل بطريقة علمية وبحثية، من هنا كان التوصل إلى حلول ممكناً. وأكد أن وجود ممثل للحكومة السويسرية وثلاثة مندوبين عن الجمعية الداعية للحوار عزز صدقية الجلسات وكشف أقنعة كثيرة كان البعض يضعها أثناء نقاشه والسفراء الأجانب. ووصف الأجواء بين المشاركين بالمرحة والإيجابية جداً رغم بعض الحدة في مقاربة بعض الملفات. وأكد أن الجلسات اتسمت بالهدوء، وقدم كل مشارك نظرته المفصلة للقضية موضوع البحث.
وقالت مصادر المشاركين إنهم تناولوا في لقائهم الأول الأزمة اللبنانية على مستويات ثلاثة هي:
- صيانة السلم الأهلي والحؤول دون الانهيار، وهذان الأمران يحتاجان إلى خطاب سياسي وإعلامي بعيداً عن التخوين والتحريض والاتهام، والعمل على إعادة بناء الثقة والحوار بين اللبنانيين.
- تسوية الأزمة الحالية عبر إعادة بناء وتفعيل المؤسسات الدستورية.
- العمل على توفير استقرار ثابت ودائم للنظام السياسي والمجتمع اللبناني. إضافةً إلى ما تم الاتفاق عليه، بحث المجتمعون في حلول لسلاح المقاومة، العلاقات مع سوريا وضرورة تصحيحها وإيجاد حلول للملفات العالقة، السلاح الفلسطيني والعلاقات اللبنانية ـــــ الفلسطينية، إلغاء الطائفية السياسية. وتقرّر استكمال الحوار في هذه النقاط لاحقاً وقدّم بعض المشاركين دراسات وأفكاراً لمناقشتها ويتعلق أبرزها بالاستراتيجية الدفاعية، وإصلاح القضاء.