«استمرار الوضع على حاله خطير جداً ويجب التعاطي مع المخاوف بجدية»
ربط رئيس الجمهورية إميل لحود بين المساس باليونيفيل والمساس بالجيش اللبناني، ورأى الأمر «متلازماً ويؤدي الغرض العدواني نفسه لأن مهمتهما ودورهما واحد»، رافضاً المقارنة «بين ما جرى في سهل الدردارة وبين ما يجري في العراق، لأن المستهدف في العراق هو قوات أميركية لا قوات ترفع علم الأمم المتحدة». وكرّر تنبيهه إلى «أن الوضع خطير جداً، إذا استمر على حاله»، داعياً الجميع الى التعاطي مع المخاوف بجدية.
وناشد لحود، وفق ما ذكرته مصادر قصر بعبدا لـ «الأخبار»، القادة اللبنانيين تدارك الموقف، محذراً من «أن الوضع خطير جداً إذا استمر على حاله، سواء لجهة إرباك الجيش أو الضغط عليه، وهو رمز الوحدة الوطنية والمؤسسة الوحيدة التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على البلاد والكيان».
وتوقفت المصادر أمام «الاعتداء الإرهابي على قوات اليونيفيل التي أصبحت مع صدور القرار الدولي 1701 أحد رموز الحفاظ على استقرار لبنان واستقلاله، عبر منع الاعتداءات الإسرائيلية والحفاظ على الحدود وأمن الجنوب»، مشيرة إلى ربط رئيس الجمهورية «بين المساس باليونيفيل والمساس بالجيش اللبناني، واعتباره الأمر «متلازماً، ويؤدي الغرض العدواني نفسه لأن مهمتهما ودورهما واحد».
ورأت المصادر «أن الاعتداء على اليونيفيل إشارة خطيرة بصرف النظر عمن قام به، وبعيداً عن الاتهامات المتبادلة التي تصدر عن هذا الفريق أو ذاك»، وقالت إن لحود يتوقف عند ابعاد هذا الحادث «لأن من كمن للجنود الدوليين، وفجّر بهم سيارة ملغّمة، تحدّى المجتمع الدولي بأسره، لأن هذه القوات صحيح أنها من جنسية إسبانية لكنها ترفع علم الأمم المتحدة وهي ليست قوات محتلة أو غازية أو أتت لتنفيذ سياسة بلدها. بل هي قوات سلام أتت بناءً على طلب الدولة اللبنانية وتجاوب المجتمع الدولي مع هذا الطلب».
وأضافت المصادر «أن الذي يستبيح كرامة أو سلامة هذه القوات إنما يستبيح دول العالم بأسرها، من هنا يرى رئيس الجمهورية خطورة ما جرى، ويرفض المقارنة بين ما جرى في سهل الدردارة وما يجري في العراق، لأن المستهدف في العراق هو قوات أميركية لا قوات ترفع علم الأمم المتحدة». وخلصت إلى أن «لحود عندما يعبّر عن مخاوفه يستشعر هذه المخاوف، وليست المرة الاولى التي يحذّر فيها من خطورة ما يجري، ويجب على الجميع أن يتعاطوا مع هذه المخاوف بجدية».
وكان لحود قد وجه أمس رسالتي تعزية الى ملك إسبانيا خوان كارلوس ورئيس وزرائها خوسيه لويس ثاباتيرو، معتبراً في الأولى أن الاعتداء على الكتيبة الإسبانية «عمل إجرامي يهدف الى زعزعة استقرار لبنان ومنطقة الشرق الأوسط». وأكد في الثانية أن لبنان «يدين بشدة كل أشكال الإرهاب، الذي لا يمكن أن يجد لذاته أي تبرير أو عذر».
وأوفد رئيس التشريفات في رئاسة الجمهورية السفير مارون حيمري إلى السفارة الاسبانية، حيث قدم تعازي لبنان رئيساً وشعباً إلى السفير ميغيل بنزو بيريا، الذي أكد أن بلاده ستبقى في خدمة السلام والأمن في الجنوب.
كذلك أبرق للغاية نفسها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، معرباً عن أمل اللبنانيين والجنوبيين خصوصاً، أن تبقى المنظمة الدولية «إلى جانبهم، تساندهم في النهوض بالحق والعزم، فتبقى بذلك رسالة عدالة، بين الأمم والشعوب».
والتقى رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة النائب البطريركي العام للموارنة في القدس وفلسطين والأردن المطران بولس صياح، الذي عرض له اوضاع اللبنانيين الذين لجأوا الى إسرائيل في اعقاب التحرير عام 2000. وقال بعد اللقاء إنهم «ما زالوا متمسكين بهويتهم اللبنانية، وراغبين بالعودة الى بلادهم، لكن مع حفظ كرامتهم، وتفهّم الظروف التي كانوا يعيشون فيها تحت الاحتلال الاسرائيلي».
ثم استقبل وفداً طلابياً من الجامعة الاميركية وجامعة بيروت العربية، نقل اليه أعضاؤه هموم الجامعيين حيال الاوضاع السياسية والامنية. ورد على أسئلتهم مؤكداً «ان لبنان لا يمكن أن يعيش الا بالتوافق بين أبنائه، بحيث لا يهمش فريق فريقاً آخر، ولا يستأثر طرف بالقرار ويحرم الطرف الآخر من المشاركة فيه». وركز على «أهمية إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يحقق المساواة والعدالة بين اللبنانيين، ويعكس التمثيل الشعبي الحقيقي».
ونبّه إلى خطورة الرهان على الخارج، وقال «إن التجارب أظهرت أن مثل هذه المراهنات لن تعود بالخير على اللبنانيين الذين تقع عليهم وحدهم مسؤولية التلاقي والتفاهم»، مجددا دعوته الملحّة الى تأليف حكومة وحدة وطنية «لأنها المدخل الوحيد إلى إنقاذ لبنان من الأزمة التي يتخبّط فيها منذ أشهر».
على صعيد آخر، أبرق لحود إلى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، مهنئاً بذكرى تسلّمه الحكم، وشكر له وقوفه الدائم إلى جانب لبنان «سواء في أوقات المحنة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الأخير علينا، حيث كان لدعمكم الخاص الأثر الكبير في تأكيد الانتصار على العدو والانطلاق بورشة إعادة الإعمار، أو في المحافل الدولية حيث كان لمساهمتكم الأخوية المشكورة الدور الفاعل في إيقاف العدوان وفي ضرورة احترام الأصول الدستورية للدول والشعوب كجزء لا يتجزأ من القانون الدولي والعلاقات الدولية».
(الأخبار، وطنية)