يؤمن أهالي المعتقلين والمفقودين في السجون الإسرائيلية والسورية، أن قضية أولادهم ستبقى حية، إذا ثابروا في الإضاءة عليها من خلال التذكير بها في كل مناسبة، وأمس وتحت شعار «أمهات المفقودين يكسرن الصمت» وبدعوة من «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، لمناسبة 26 حزيران «يوم الأمم المتحدة العالمي لمناهضة التعذيب»، اجتمعت أمهات وشقيقات وبنات المفقودين اللواتي لم يتعبن بعد، لإطلاق صرختهن أمام خيمة أهالي المعتقلين في السجون السورية المنصوبة منذ أكثر من عامين، في حديقة جبران خليل جبران، مقابل بيت الأمم المتحدة «اسكوا» في وسط بيروت. وحملت المعتصمات صور أبنائهنّ التي لم تفارقهن، وبقيت في قلوبهن، منذ غيابهم عن أعينهن. كذلك حملن لافتات كتب عليها «معاً ضد التعذيب» دعوة لوقف عذابهن وتعذيب أولادهن.إلى ذلك، تحدث الأمين العام لمركز الخيام محمد صفا، فأشار إلى أن هذا الاعتصام هو جزء من النشاطات التي عمت لبنان والعالم اليوم، تحت شعار «معاً ضد التعذيب» «لإطلاق صرخة قوية ضد الجلادين في العالم، وضد الذين يرتكبون التعذيب في حق المعتقلين السياسيين وفي حق الشعوب»، محذراً من ممارسة أساليب التعذيب تحت حجة محاربة الإرهاب. ووجه صفا التحية للأمهات المعتصمات الصامدات «في خيمة الحرية اللواتي كسرن الصمت في اعتصامهن». وقال رئيس هيئة «سوليد» غازي عاد: «نحن لا نعمل فقط من أجل تأهيل ضحايا التعذيب، وهم في كل الأحوال يعدّون بالآلاف، لكننا نسعى أيضاً إلى إدخال تعديلات على القوانين اللبنانية تنص عليها الشرائع الدولية من أجل محاسبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة ضد الإنسانية، ولمنع حصولها في المستقبل».
وخلال الاعتصام أعلن مركز الخيام عن إطلاق حملة إعلانية ضد التعذيب، هدية إلى جميع ضحايا التعذيب في العالم، وقال صفا: «إنه هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، وهو دعوة إلى إطلاق المعتقلين في السجون العربية والإسرائيلية، وقد تم تنظيمه بتمويل من الاتحاد الأوروبي». كما تم الإعلان عن «بوستر» من إعداد الفنانة ناتالي جبيلي وهو عبارة عن سجن يتكسر، وتبدو أمامه بقعة ضوء زرقاء ترسم طريق الحرية.
كما وزع المركز تقريراً تضمن شهادات عدة لأمهات المعتقلين عن أبنائهن المفقودين أو المختفين قسراً، وتناول معاناتهن ووجعهن في رحلة البحث عن مصيرهم.
وفي سياق متصل، نظم «مركز الخيام» اعتصاماً حاشداً أمام نصب شهداء المقاومة في صور في يوم الأمم المتحدة، شارك فيه ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل والقوى الفلسطينية وممثلو جمعيات وهيئات إنسانية وتربوية واجتماعية ورجال دين.
تخللت الاعتصام كلمات استهلت بكلمة مركز الخيام التي ألقتها زينب عبود، أكدت فيها أن «الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تواجه بالإرهاب المماثل والتعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية». وأعلن مرتضى مهنا الذي تحدث باسم اتحاد بلديات صور التضامن مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. بدوره، جدّد رئيس جمعية «حقوقيون من أجل الإنسان» رجب شعلان تضامنه مع الأسرى في السجون الإسرائيلية والأميركية وغيرها. وعبر مسؤول مكتب الشؤون المدنية في «اليونيفيل» ريشار موربتشنسكي عن تضامن «اليونيفيل» مع ضحايا التعذيب في سجن الخيام.
وللمناسبة، اعتصم عشرات الأسرى المحررين من أبناء منطقة حاصبيا، بدعوة من مركز الخيام، في أحد مراكز التعذيب إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي في تلة زغلة ـــ حاصبيا، بمشاركة ممثلين عن الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية. ورفع المعتصمون لافتات نددت بالعدو الإسرائيلي وبجرائمه وارتكاباته واعتداءاته المستمرة على لبنان، كما نددت بالاعتداء الغادر على قوات «اليونيفيل». وألقيت كلمات لكل من الأسير المحرر حسيب عبد الحميد ورئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين الشيخ عطا الله حمود، والأسير المحرر عدنان ابراهيم، دعت إلى إطلاق المعتقلين في السجون الإسرائيلية. كذلك، أحيا مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب احتفالاً في الشمال، في بلدة المنية، بإشراف عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين التابعين للمركز، ومتطوعين من أهالي المنطقة.
(الأخبار، وطنية)