صيدا ـ خالد الغربي
فجأة علت أكياس الرمل وكأن الحرب... قادمة، ما جعل سكان مخيم عين الحلوة والتعمير ينتابهم الخوف والهلع لمشاهدتهم متاريس الرمل ترتفع في بعض شوارع وأسطح التعمير ومخيم الطوارئ من عصبة الأنصار الإسلامية وجند الشام، رداً على متاريس أقامها الكفاح المسلح وحركة فتح عند المدخلين التحتاني والفوقاني لمخيم عين الحلوة، فيما الأطراف المعنية تؤكد أنه لا شيء يدعو للقلق وأن الأمر لا يعدو إلا أن يكون «باباً من أبواب الاحتراز»، فيما تشير المصادر إلى أن التمترس قد يكون مرتبطاً بما جرى في غزة أو ما تردد من اشتباكات وقعت في نهر البارد بين فتح وفتح الإسلام وعلاقة «الشك» بنيات الآخر. علماً بأن عصبة الأنصار الإسلامية التي باتت تتمتع بنفوذ قوي ومطّرد كانت قد أبلغت سابقاً من يعنيهم الأمر عدم قبولها المس بحركة حماس في عين الحلوة مهما كلف الأمر. وبما أن الاحتياط «واجب»، فقد لجأت الأطراف المعنية (فتح، العصبة والجند) إلى إقامة التحصينات ورفع أكياس الرمل كدشم. وأشار سكان محليون من منطقتي التعمير والمخيم إلى أن حركة رفع السواتر الرملية وأكياس الرمل تجري على قدم وساق عند أطراف عين الحلوة ومخيم الطوارئ . «جماعة فتح دشموا فقمنا بالتدشيم»، هكذا أُبلغت امرأة من العناصر الأصولية، لكن التطمينات لم تبدد خوف الأهالي. وتتساءل نزيهة القدسي: هل ستحصل حوادث أم أن الأمر تهويل بتهويل؟ مستطردة بالقول إن الذي حصل في غزة لا يطمئن، وقد يحصل مثله هنا، وكأن قتل الفلسطيني للفلسطيني أصبح ضرورة ومصلحة دولية. وكان عناصر من الكفاح المسلح (بمثابة شرطة أمنية داخل عين الحلوة ومعظم أفراده من حركة فتح) قد قامت بتحديث الدشمة والمتاريس عند حاجزها الفوقاني في إجراء روتيني على حد قول أحد هذه العناصر وكون جغرافية الحاجز مواجهة لمناطق نفوذ عصبة الأنصار وكذلك الحاجز التحتاني ربما شكلا دافعاً للعناصر الأصولية في أن ترتاب وتقوم بدورها برفع أكياس الرمل.
أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين قلل من أهمية التدشيم، وقال بعد لقائه النائب أسامة سعد إنه كلام مبالغ فيه. مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا أبو أحمد فضل لفت في اتصال مع «الأخبار» إلى أن التدشيم المتبادل جاء بفعل مخاوف تعتمل في نفوس القوى الفلسطينية، ولا مصلحة لأي فريق بتوتير الأجواء، وهناك إجماع فلسطيني على التعاون من أجل حل هذا الموضوع، لأن هذه الطريقة (التدشيم) لا تخدم أحداً. وأشار فضل إلى أن الاتصالات مع المعنيين أكدت أن الأمر احترازي، ولا توجد نيات مبيتة.