ثائر غندور
كسب طلاب الدبلوم في قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة ــــ الفرع الأول الرهان، فأخرجوا عروضاً مسرحية صعبة، بإتقان كبير. ربما يجدر بالجامعة اللبنانية إدارة وأساتذة، رفع القبعات تحية لشبان أثبتوا قدرتهم على الإبداع رغم الواقع المأسوي. سيخرج من يقول: «كفى نعياً ونقّاً». لكن الأمر ليس كذلك. سبق لـ«الأخبار» أن نشرت في اليوم العالمي للمسرح في ٢٦ آذار 2007 مقالاً يعكس المعاناة، ومما جاء فيه: «لم يكن طلاب قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة ــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية يعلمون أنّهم «سيمتهنون» البناء وهندسة الكهرباء لاستنباط قاعات تدريس واختراع مسارح يلعبون عليها عروضهم المسرحية... وقال أحد الطلاب: «لملمنا «الفضلات» من الروشة (المبنى القديم). نشرنا الخشب، وصنعنا الدعائم. في الواقع ليس هناك مسرح. لا يوجد كواليس». لم يتغيّر شيء منذ ذلك الوقت، ربما لأن البعض غير مقتنع بجدوى الفن لمصلحة العنف السائد في مجتمعنا.
الفن ضرورة وليس ترفيهاً. فهل يسمع وزير التربية والتعليم والعالي؟ لقد قدّم أربعة طلاب من الدبلوم عروضهم المسرحية في غرفة عادية حيث حوّلوا «تحت الدرج» إلى كواليس، والدرج إلى مدرج جلس عليه الفائض من الجمهور. أما جهاز الصوت والإضاءة فكانا بدائيّيْن. كما أن الديكور لم يتغير، فيما تعامل الفنانون مع واقع أنّ ديكور العروض الأربعة سيبقى موجوداً في «ساحة العرض»؛ وهو أمر ليس سهلاً.
ولم يمنع الواقع المأسوي الشبان من خوض أول تجربة في تحويل مادة الإخراج من مادة نظرية إلى تطبيقية، رغم المعوّقات الكثيرة التي واجهتهم، ولا سيما لجهة اعتماد بعض الطلاب المسرح اللامعقول أو العبثي، في مقابل انتماء أستاذ المادة الدكتور طلال درجاني إلى مدرسة تؤمن بأن الإخراج يجب أن يكون عملياً. ويقول درجاني إنّ الإخراج هو عملية إعداد الممثل، ولا يمكن أن يكون إلا تطبيقياً تماماً كما سائر أنواع الفنون التشكيلية (رسم، سينما، نحت...)، وهو ما لم تكن عليه المادة في السابق.
وكانت التمارين قد استمرت مدى شهرين: طلاب الدبلوم هم المخرجون، أما الممثلون فهم طلاب السنوات الثلاث الأولى. ولوحظ عدم بروز فرق في المستوى بين الممثلين، ومن لا يعرف أنّهم طلاب سيظن حتماً أنهم ممثلون محترفون. هذا الانطباع خرج به معظم الذين شاهدوا العروض، وقد أبدوا إعجابهم بالتصفيق الحاد والوقوف على الأقدام لمتابعة العروض.
وفي رد فعل الجمهور المتخصص، دعا رئيس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة ــــ الفرع الثاني الدكتور جان داود الشباب إلى تقديم عروضهم في كليته، كما تلقوا عرضاً مشابهاً من المركز الثقافي الروسي. وعنيت وسائل إعلامية مرئيّة بعروضهم، وخصوصاً تلفزيون لبنان الذي واكبهم في عروضهم وبثّها لاحقاً خلال استضافتهم.
هل يعي المعنيون بشؤون الجامعة اللبنانية هذا الأمر. لا يبدو ذلك. فمدير المعهد عارض إقدام الممثلين في مسرحية عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على رمي الوحل على الزجاج، فكانت المفارقة أن حصدت المسرحية جوائز عدة في مهرجان مسرحي في الأردن. رجاءً أيها المعنيون اسمعوا صوت الفن قبل فوات الأوان!

انسوا هيروسترات
يعدّ هذا النص من النصوص الصعبة للكاتب الروسي غريغوري غورين. تدور أحداث المشهد قبل الميلاد، بحيث يُحرق هيروسترات أحد المعابد، وقيل إنّه قام بذلك بهدف الشهرة. وهنا يحاول المخرج جورج أبو زيد أن يقول إنّ هيروسترات حرق المعبد لأنه ملحد؛ فهو كان قد دخل في مبارزة ديوك مع أحد الأشخاص مقابل ألف درخما (عملة نقدية)، فاشترط عليه الشخص أن يدخل في كل حين إلى معبدٍ للصلاة، ليتبين له بعد ذلك أنّه يبدّل الديوك في المعبد، وخسر هيروسترات. فحرق المعبد انتقاماً. ونصح الناس بالابتعاد عن المعابد لأنّها وكر للخداع. حُكم على هيروسترات بالإعدام لكنّه هرب من تنفيذ الحكم بالخداع.
المشهد من تمثيل: فرح ورداني وعلي قرولي

عرس الدم
يحاول المخرج حسين المقدم الدمج بين النثر والشعر عبر الرقص، في عرس الدم. النص للشاعر الإسباني فريديركو غارسيا لوركا. والمعروف أن كتابات لوركا شعرية. وتدور أحداث المشهد ليلة عرس إحدى الفتيات التي تقول إنها تحب خطيبها. تقوم امرأة بتسريح شعرها وعندما تريد وضع التاج على رأسها توقعه، الأمر الذي يُعدّ دليل شؤم. يدور حوار بين العروس والمرأة حول العرس فتقول إحداهن: «ما هو العرس؟ هل هو ورد وكاتو... لا... بل هو فرشة ناصعة وامرأة ورجل». فتجيبها الأخرى: «هيدا مش لازم ينقال». في نهاية العرض، تهرب العروس مع حبيبها وتترك خطيبها.
المشهد من تمثيل: جوانا كركي وريتا جرجس

مهاجر بريسبان
النص للكاتب اللبناني جورج شهادة. تقوم رشا أبو حمزة بدور امرأة يموت زوجها الذي يقوم بدوره بسام بو ذياب. وتحاول المخرجة بشرى علامة من خلال المشهد الدمج بين الواقع والحلم، وتُشعر المشاهدين بهذا الفرق، إذ إنّ الفتاة ( 13 سنة) تبكي على قبر حبيبها. يخرج الحبيب من القبر، لكن هذا يكون عبارة عن حلم. يتحدث الحبيب مع حبيبته ثم يرقص معها ويرحل بعدها. تستيقظ الحبيبة حينئذ وتركض خلفه لكنّها لا تجده. عندها تتيقّن أنّه حلم.

الدب
تدور أحداث المسرحية في أواخر العهد القيصري. هناك أبعاد سياسية هامة فيها. إذ إن الكاتب الروسي أنطون تشيخوف شيوعي الانتماء، وهو يتحدث في مسرحيته عن مراحل سقوط الرأسمالية. ويعدّ تشيخوف من أهم الروائيين الروس، وهو مشهور بمسرحياته الصغيرة. وتسعى المخرجة ليلى جريج إلى إبراز السخرية والجد في هذا المشهد الكوميدي. تدور الأحداث في قصر «المدام» الذي توفي زوجها منذ سبعة أشهر. والزوج هو من أثرياء روسيا الذي مات مديوناً؛ وتعوّد هذا الزوج خيانة زوجته التي خانته بدورها. لكن بعد وفاته ترفض الزوجة الخروج من المنزل حتى تحافظ على شرف العائلة، واحتراماً للتقاليد. يحاول خادم «المدام» لوقا أن يستميلها لأنه يشتهيها؛ في الوقت ذاته يأتي أحد الفلاحين الذي يشتهيها بحجة أنه أدان زوجها مبلغ 1200 روبل. «المدام» بدورها تشتهي الفلاح، لكن تقع في صراع مع التقاليد التي لا تسمح لها بالارتباط بفلاح. تبرز المخرجة هذا الصراع بطريقة كوميدية، وأداء مميز من الممثلين الثلاثة: فرح المير، عبدو شاهين، وهاني الخطيب.


استحقاق


امتحانات الثانوية العامة تنطلق في مرحلتها الثانية اليوم


تبدأ اليوم المرحلة الثانية من امتحانات الدورة العادية الأولى لشهادة الثانوية العامة بفرعيها، الاجتماع والاقتصاد والآداب والإنسانيات، فيمتحن 18975 طالباً في الاجتماع والاقتصاد بمادتي الفلسفة والحضارات واللغة الأجنبية في 71 مركزاً في كل لبنان. كذلك يتوجه 3907 طلاب في الآداب والإنسانيات إلى 17 مركزاً حيث يخضعون لمادتي الجغرافيا واللغة العربية. ويجدر التذكير بأنّ دائرة الامتحانات الرسمية خصصت مركزيْن لذوي الحاجات الخاصة في مركز الأمراض السرطانية في مستشفى الجامعة الأميركية (سان جود)، والمدرسة اللبنانية للضرير والأصم ـــــ بعبدا. وذكّر وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني بالمراكز البديلة لامتحانات الآداب والإنسانيات في طرابلس وهما: روضة الفيحاء خلف سبينس بدلاً من ثانوية الحدادين الرسمية في أبي سمراء، ومدرسة مي الرسمية للبنات بدلاً من مدرسة التدريب التربوي في أبي سمراء.
وطلب قباني من جميع المرشحين والمراقبين الالتحاق بالمراكز البديلة ابتداءً من السابعة من صباح اليوم الخميس، على أن تبقى مواعيد المسابقات بحسب مواقيتها المحددة في مذكرة الامتحانات الرسمية.
في المقابل، يتقدم 24ألف طالب في التعليم المهني والفني في 122 اختصاصاً للامتحانات الرسمية في كل لبنان. وقد تفقد أمس المدير العام للتعليم المهني والتقني رئيس اللجان الفاحصة المهنية يوسف ضيا مراكز الامتحانات في صيدا والنبطية يرافقه أعضاء اللجنة العليا الفاحصة في التعليم المهني أحمد دياب ومحمد كشلي، وجال ضيا على الطلاب الذين بدأوا الامتحان الخطي، فاستمع إلى ملاحظاتهم واطمأن إلى الأجواء التي تسود الامتحانات.
وأوضح ضيا بعد الزيارة «أنّ جولاتنا السابقة شملت مراكز الامتحانات في بئر حسن والدكوانة وكانت الأجواء نفسها من الهدوء والجدية». يذكر أنّ الامتحانات العملية انطلقت في المصانع والمشاغل والمطابخ في 18 أيار الماضي وتستمر حتى أواخر آب المقبل. ولفت ضيا إلى «أنّ اللجان تتابع عملها من دون أن يتخلف أحد، وقد أتحنا المجال للمرشحين المتخلفين عن الامتحانات العملية أن يتقدموا إليها في مواعيد جديدة لأنّ نظام هذه الامتحانات يسمح بذلك. وأشار إلى «أننا وضعنا وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني في صورة أجواء الامتحانات، ونحن نرفع إليه تقارير يومية عن جولاتنا الميدانية ونأخذ توجيهاته».
وأفاد مراسل «الأخبار» رامح حمية بأنّ طلاب المحاسبة والمعلوماتية واصلوا امتحاناتهم الرسمية لليوم الثالث على التوالي حيث خضعوا أمس لمواد تقنيات المحاسبة والرياضيات العامة واللغة العربية، على أن يمتحنوا اليوم في مواد العلوم الاجتماعية والقانون والكومبيوتر. وأبدى الطلاب ارتياحاً للأسئلة المطروحة. وفيما بدا الطالب محمد سماحة من معهد الشيخ محمد يعقوب التقني متفائلاً حيال النتائج، لفت الطالب محمد سرور إلى أنّ مسابقة الرياضيات العامة سهلة، وإن كانت تحتاج إلى وقت إضافي لإنجازها. بدورها، أوضحت تغريد الحاج حسن أنّ الامتحانات تتطلب بعض التركيز والاستعداد الجيّد.
وقد انسحبت أجواء الارتياح في المراقبة والأسئلة المطروحة إلى طلاب المراحل الأخرى مثل العلوم المصرفية والعلوم التجارية، إذ كان بعضهم يتردد إلى مراكز الامتحانات لمواكبة زملائهم.
(الأخبار)