ذكرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية أمس، أن الدول المشاركة في اليونيفيل ضايقها كشف إسبانيا أن المركبات المدرعة التي تستخدمها قواتها غير مزودة بآليات تمنع التفجيرات التي يجري التحكم فيها عن بعد. وكانت وزارة الدفاع الإسبانية قد أعلنت ذلك بعد مقتل ستة من الجنود الإسبان في سهل الدردارة. وأشارت الوزارة إلى أن من بين الدول الأخرى التي لا تملك مثل تلك الآليات فرنسا وإيطاليا وأيرلندا وفنلندا والبرتغال وبلجيكا وغانا الهند وإندونيسيا ونيبال.وذكرت «إل باييس» أن هذا الكشف أثار أيضاً قلق قيادة اليونيفيل في لبنان من أن يشجع على تنفيذ مزيد من الهجمات على قوات حفظ السلام.
وعلى صعيد متصل، انتقد مسؤولون في اليونيفيل الجيش الإسرائيلي لرفض قادته تركيب خط اتصال هاتفي مباشر معهم يتيح لهم التصرف بسرعة في حال وقوع سوء تفاهم أو حوادث حدودية يمكنها أن تؤدي إلى نشوب نزاع عسكري، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس. وكان القرار بإقامة خط اتصال مباشر مع جيش الدفاع الإسرائيلي قد اتخذ عقب حرب تموز وبعدما تسلّم الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو مهام قيادة قوات الطوارئ الدولية. وذكرت «جيروزاليم بوست» على موقعها الإلكتروني أن القرار اتخذ خلال أحد الاجتماعات الثلاثية التي تعقد مرة واحدة شهرياً على الأقل في مقر قوات اليونيفيل في الناقورة بين ممثلين عن قوات الطوارئ وجيش الدفاع الإسرائيلي والجيش اللبناني. وقال مسؤولون رفيعون في قوات الطوارئ للصحيفة أخيراً، إنهم أقاموا خط اتصال مباشر مع الجيش اللبناني وغالباً ما استخدموه لكي يتصلوا بكبار قادته لتهدئة أوضاع نشأت وكادت تتحوّل إلى تصعيد عسكري. ويزعم المسؤولون في قوات الطوارئ الدولية أن المسؤولين في جيش الدفاع الإسرائيلي رفضوا إقامة خط اتصال مباشر لأنهم لا يريدون أن يضطروا إلى الحديث مع ضابط كبير مثل غراتسيانو أثناء انهماكهم في معالجة حادث، بل يفضلون أن يأخذوا وقتهم لكي يتخذوا القرارات الواقعية المباشرة. وقال نائب قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ج.ب.نيهرا «لدينا خط اتصال مباشر في جميع الأوقات مع الجيش اللبناني. وليس لدينا مثل هذا الخط مع جيش الدفاع الإسرائيلي». وقال كبار المسؤولين في جيش الدفاع الإسرائيلي إن قوات الطوارئ الدولية تثير من مسألة غير مهمة «قضية كبيرة» يمكن أن يكون لها انعكاسات بالنسبة لإسرائيل التي تتحمل اللوم لعدم تطبيقها القرار الدولي رقم 1701 من خلال استمرار طائراتها في التحليق في الأجواء اللبنانية ولعدم انسحابها من القسم الشمالي من قرية الغجر التي قسمها الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة إلى شطرين، والتي كان يستخدمها حزب الله لشن هجماته على إسرائيل. وقال المسؤولون إن الجنرال غراتسيانو حصل في الفترة الأخيرة على رقم الهاتف الخلوي الخاص لقائد المنطقة الشمالية في جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت. وقال مكتب الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي إن المسؤولين في الجيش على اتصال دائم مع قوات الطوارئ الدولية وعلى جميع المستويات ـــــ من ضباط الارتباط إلى كبار القادة. كذلك أوضح المكتب أن جيش الدفاع الإسرائيلي وافق من حيث المبدأ على إقامة خط اتصال مباشر مع اليونيفيل وأنه يقوم حالياً بدراسة الوسائل التقنية لإقامة هذا الخط.
وفي منطقة صور (آمال خليل) تأمل الفعاليات الاقتصادية ألّا يلقي الحادث الأخير بظلاله طويلاً على قطاعاتها حتى لا تتكرر الخسارة المأساوية التي تكبّدتها بسبب عدوان الصيف الماضي. ورأى رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني أن «مسؤولية الجميع تقضي بتوفير مناخ هادئ في المدينة لاستعادة الأمن الذي حافظت عليه حتى قبل حادث الاعتداء على قوات اليونيفيل»، راجياً أن «يتخطّى المغتربون أولاً ما يحصل في البلاد ويمضوا إجازة الصيف في لبنان، ثم يستعيد الأجانب تدريجاً الثقة بوجودهم هنا». إلا أن الواقع في هذه الأحوال لا يشبه التمنّي في شيء، فالبعثات العلمية الأجنبية التي كانت تفد دورياً إلى مدينة صور لإجراء الدراسات العلمية والتاريخية في مواقعها الأثرية، ومنها مؤسسة مرسيه التابعة لمعهد الدراسات الفرنسية، منعتها سفارات بلادها من المجيء.
أما عناصر اليونيفيل، فإذا لم تؤثر التهديدات السابقة وتمنعهم من مواصلة التجوّل في المدينة والتردّد على مقاهيها وأسواقها ومطاعمها ومواقعها الأثرية بأعداد تتراوح يومياً بين 300 و400 عنصر، فإن الحادث الأخير من دون شك، سيعكس ارتداداته على صيف المدينة التي كانت تأمل خيراً من حركة اليونيفيل المزدهرة. فبعدما فاضت حجوزات الفنادق الأربعة والشقق المفروشة التي حجزها العناصر والموظّفون الأجانب في اليونيفيل والهيئات الدولية الإنسانية لعائلاتهم لقضاء عطلة الصيف، بدأ معظم هؤلاء بإلغاء حجوزاتهم بعد الأوامر الصارمة التي تلقّوها من قيادتهم بوجوب الحذر الشديد الذي منعهم من الظهور المدني في أرجاء المدينة، بل دفعهم إلى تكثيف التدابير الأمنية في مقارّهم. إذ تشهد المراكز العسكرية للقوات الدولية المنتشرة في قرى عدة جنوبي الليطاني، عملية وضع مكعبات إسمنتية وأسلاك شائكة أعلى من الموضوعة أصلاً. ولا تنفك الدوريات الراجلة حولها عن الكشف عن احتمال وجود أجسام غريبة بواسطة كلاب بوليسية متخصصة. وبالإضافة إلى نقاط التفتيش وحواجز الجيش اللبناني المنتشرة بكثافة على الطرق الرئيسية والفرعية، اقامت بعض وحدات اليونيفيل حواجزها الخاصة وخصوصاً الوحدة الإيطالية التي نصبت حواجز ونقاط مراقبة في منطقة عملها في القطاع الغربي ولا سيما في الناقورة ومروحين.
(الأخبار، يو بي آي، د ب أ)