طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
تكاد المبادرات المتعلقة بإيجاد مخرج لأزمة مخيّم نهر البارد تعلن إفلاسها، لولا مبادرة أخيرة قام بها وفد مكوّن من شخصيات يمثّل خمسة فصائل فلسطينية، ليل أول من أمس، واستكملها أمس مع مكتب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وأوضح مصدر فلسطيني لـ «الأخبار» أنّ «ثمّة مبادرة طُرحت على مكتب رئاسة مجلس الوزراء، تستند إلى تشكيل قوة أمنية مشتركة من 150 عنصراً، تتولى ضبط المربع الآمن الذي تسيطر عليه حركة «فتح» داخل مخيّم نهر البارد، وتوسيع رقعة سيطرة هذه القوة تدريجاً، من المربع في اتّجاه السوق القديمة والطريق الرئيسي العام، ما يمكن أن يضيّق الخناق، ويزيد من الضغط على مقاتلي حركة «فتح الإسلام» الذين لن يبقى لهم إلا الاستسلام، عبر رؤية تقضي باعتبار قائد الحركة شاكر العبسي مقتولاً من دون معرفة المكان الذي دُفن فيه، لأنّه مضى وقت طويل لم يظهر فيه إلى العلن».
وتطرح الرؤية الجديدة للمبادرة المطروحة، حسب المصدر الفلسطيني، «شكوكاً في مصير الرجل الثاني في الحركة شهاب قدور (أبو هريرة)، المجهول مصيره أيضاً، وخصوصاً إذا أُخذ بعين الاعتبار عمق صداقته مع حسن الدحل، العضو الآخر في الحركة، الذي تأكّد خبر مقتله منذ نحو أسبوع، على أن تبقى بعد ذلك في صفوف الحركة مجموعة من الفلسطينيين «المُغرّر بهم»، بحيث تتولى المنظمات الفلسطينية استيعابهم ومعالجة أوضاعهم. أمّا القلائل الباقون من اللبنانيين فيُسلّموا للقضاء اللبناني لمحاكمتهم، وجلّهم من غير المتورطين في أحداث الأيام الأولى للمعارك، التي قام فيها عدد من مسلحي «فتح الإسلام» بارتكابات مُدانة من قبل الجميع، وقد قُضي على غالبيتهم في المعارك».
ويوضح المصدر نفسه أنّه «لم يعرف بعد موقف الرئيس السنيورة من المبادرة وما تحمله من مقترحات، فإذا وافق، شُرِع في تنفيذ الخطّة، وإلا فإنّ حركة «فتح» ستعمد إلى إخراج مقاتليها من المخيّم. في موازاة ذلك، أشار عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمّد الحاج لـ«الأخبار» إلى أنّ اللقاء الأخير الذي عُقد مع مسؤولي حركة «فتح الإسلام» داخل مخيّم نهر البارد «تناول النقاش حول نقاط المبادرة التي طرحتها الرابطة، والتي وضعناها بدورنا في تصرّف الفصائل الفلسطينية والجيش اللبناني، من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، ولإيجاد آليات للخروج من الأزمة».