الكورة ـ فريد بو فرنسيس
منذ حادثة عشرين أيار الفائت التي تم خلالها الاعتداء على عناصر من الجيش اللبناني في بلدة القلمون في قضاء طرابلس، والجيش يضرب طوقاً أمنياً على منطقة ما يعرف بأحراج القلمون، وصولاً إلى بلدة دده ومحيط جامعة البلمند، وهذا ما كان يشير إلى أن الجيش يعتقد أن المسلحين الذين كمنوا لعناصره في القلمون لا بد أن يكونوا قد فروا باتجاه تلك الأحراج، واختبأوا في إحدى المغاور الصخرية الموجودة هناك.
وفور توافر المعلومات عن وجود هذه العناصر، بدأ الجيش مساء الأربعاء الماضي، عملية عسكرية واسعة نفذتها وحدات من الجيش اللبناني في المنطقة الواقعة بين بلدتي القلمون وددة في قضاء الكورة، وانتهت بنجاح، وأوقعت ستة قتلى من المسلحين، وأفاد مصدر عسكري بأن المسلحين هم ثلاثة سعوديين وسوريان وعراقي.
وكان الجيش اللبناني قد عمد إلى انتشال جثثهم من المواقع التي حصلت فيها الاشتباكات، كما قام بعمليات تمشيط واسعة في محيط المنطقة التي نفذت فيها العملية، وهي منطقة حرجية بعيدة عن الطريق الدولية حوالى 3 كيلومترات، بحيث شملت عدداً من البساتين والحقول، إضافة إلى عدد منww المغاور حيث يوجد العديد منها في المنطقة سواء في منطقة البلمند المجاورة للموقع أو حتى في منطقة القلمون، وذلك وسط تحليق كثيف للمروحيات.
العملية العسكرية بدأت حوالى الثالثة من فجر أمس، وقد فرض الجيش اللبناني سيطرته على المنطقة التي نفذت فيها العملية العسكرية، ولم يلجأ إلى قطع الطريق الدولية بين بيروت وطرابلس التي بقيت سالكة طوال العملية العسكرية، في ظل وجود وحدات الجيش اللبناني وآليات مدرعة والعديد من العناصر.
وكانت الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين قد انتهت قرابة التاسعة والنصف من صباح أمس، حيث عمد الجيش إلى تطويق المنطقة، ولا سيما أحراج بلدتي القلمون وددة، جنوبي مدينة طرابلس. وتميل معظم المعلومات إلى ترجيح أن يكون المسلحون الذين اشتبكوا مع الجيش اللبناني ينتمون إلى «فتح الإسلام»، وأن هذه المجموعة كان الجيش يطاردها منذ وقت طويل، أي منذ العشرين من الشهر الماضي لعلمه بارتكابها الاعتداء عليه، مناصرة للمحتجزين في شقة طريق المئتين في حينه. واستمرت عمليات التمشيط التي ينفذها الجيش اللبناني في المنطقة ضمن طوق أمني وعسكري فرضه على المنطقة الواقعة بين بلدة القلمون وبلدة ددة وتلة البلمند، التي تقع على أطراف منطقة الكورة من جهة الغرب.
وكانت قيادة الجيش قد أصدرت بياناً أشارت فيه إلى أنه «نتيجة المتابعة والتحري عن عناصر مشبوهة، شاركوا عند بدء الأحداث بالاعتداء على قوى الجيش في محيط منطقة طرابلس، بالتزامن مع قيام تنظيم ما يسمى «فتح الإسلام» بالتعدي الغادر على المراكز العسكرية في نهر البارد، نفذت قوة من الجيش فجر أمس عملية دهم في وادي ددة ـــــ القلمون، واشتبكت مع مجموعة من الإرهابيين كانوا يتحصنون في إحدى المغاور، حيث تمكنت من القضاء على جميع عناصر المجموعة وعددهم ستة، ينتمون إلى جنسيات مختلفة وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر، فيما أصيب عدد من عناصر الجيش بجروح طفيفة من جراء هذه المواجهة، والتحقيق جار حالياً لتحديد هوية القتلى وجنسياتهم. إن قيادة الجيش تؤكد مجدداً إصرارها على ملاحقة الإرهابيين من دون هوادة ولن تترك لهم أي ملاذ آمن ينطلقون منه للاعتداء على حياة المواطنين والعبث بأمن الوطن واستقراره».