نهر البارد ــ نزيه الصديق
ساد أمس الهدوء الحذر أطرافَ مخيم نهر البارد، وسجّل حصول قصف متقطّع ووقوع اشتباكات وتبادل لإطلاق النار عند المحورين الشرقي والجنوبي منه، بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة «فتح الإسلام».
وكان الجيش اللبناني قد استهدف بالقصف مواقع المسلحين عند أطراف المخيم القديم، إضافة الى مواقعهم في أحياء صفوري وسعسع ومسجد الحاووظ والواجهة البحرية وحي المغاربة، حيث سقطت قذائف على مقربة من مركز حركة فتح ــ المجلس الثوري.
وفي الوقت الذي قام فيه الجيش بمحاصرة مجموعة من المسلحين حاولت التسلل من شارع الحجل على تخوم المخيم القديم في اتجاه مواقع الجيش المستحدثة في حرمه، أفادت معلومات أمنية سقوط ثلاثة قتلى في صفوف المسلحين في محاولة التسلّل المذكورة.
وفي خطوة يهدف من خلالها الى التحكّم بمحاور القتال داخل المخيم، ومنع المسلحين من التسلل والالتفاف خلف مواقعه، عمل الجيش اللبناني على هدم عدد من الأبنية المتصدّعة والمتهدّمة جزئياً، الأمر الذي جعل مواقع المسلحين وأماكن تسلّلهم مكشوفة بالكامل أمام عناصر الجيش.
على صعيد آخر، أعلن رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني في لبنان «أشد» يوسف أحمد «أن الاتحاد سينفذ مع الأهالي والنازحين من أبناء مخيم نهر البارد سلسلة من الاعتصامات اليوم الجمعة في كل من مخيمات البدّاوي والبقاع وبيروت وعين الحلوة وصور، من أجل رفع الصوت لإنهاء معاناة النازحين الذين لم يستطيعوا تحمّل ظروف التهجير القاسية التي يعيشونها في أماكن تهجيرهم، والمطالبة بعودتهم الى المخيم».
وفي مخيم البداوي، جابت تظاهرة أطفال شوارع المخيم بدعوة من «جمعية النجدة الاجتماعية» ومشاركة أطفال وأهالي نهر البارد، وهو يردّدون هتافات «عل البارد راجعين»، وحمل الأطفال لافتات كتب عليها «نريد الرجوع إلى منازلنا وألعابنا»، إضافة الى خريطة كبيرة لمخيم نهر البارد والأعلام الفلسطينية. وتوجّهت التظاهرة الى باحة مدرسة كوكب حيث ألقت الطفلة ضحى العبد وهبه كلمة ناشدت فيها القادة الفلسطينيين واللبنانيين «وقف إطلاق النار على مخيم نهر البارد والعمل بشكل جدي وسريع للعودة إليه».
في موازاة ذلك، وزّعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي حصصاً غذائية على المدارس في مخيّم البداوي وفي مستشفى الحسيني بالتنسيق مع منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة.
وسيقوم متطوّعو الجمعية اليوم الجمعة بتوزيع حصص غذائية داخل مخيم البداوي، ضمن خطة العمل المتفق عليها بين جمعية الهلال الأحمر الكويتي ومنظمة «الأونروا».