لم يحضر المتهم سلطان أبو العينين (اسمه الحقيقي حسن أبو العينين، أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان) جلسة محاكمته أول من أمس أمام محكمة جنايات بيروت، في دعوى الحق العام المقامة عليه لاتهامه بتأليف عصابة قتل ومحاولات قتل بين عامي 1993 و1999، يشترك فيها مع شهاب القدور (أبو هريرة، احد قادة حركة «فتح الإسلام») وشحادة جوهر (مشتبه في انتمائه إلى جند الشام) و9 أشخاص آخرين. أبو العينين وشركاؤه، كانت قد صدرت بحقهم مذكرات توقيف غيابية يوم 8/7/2000، ومذكرة إلقاء قبض يوم 8/3/2001، إضافة إلى المتهمين الموقوفين سليمان دياب العطاونة وخالد توفيق الشبطيوبتاريخ 30/3/2006، وافقت محكمة الجنايات على طلب تقدمت به وكيلة أبو العينين، المحامية هتاف وهبة، لوقف تنفيذ المذكرتين الصادرتين بحقه، مقابل تعهّده الحضور أمام المحكمة. ومنذ تاريخ صدور قرار وقف التنفيذ، لم يفِ أبو العينين بتعهّده للقضاء اللبناني ثلاث مرات:ففي 6/12/2006 مَثُل العطاونة والشبطي أمام المحكمة، فيما اعتذرت وهبة عن عدم حضور موكلها أبو العينين بسبب المرض، مبرزة تقريراً طبياً يفيد بأن المدعى عليه «مصاب باحتقان في الرئة، وهو بحاجة للراحة مدة عشرة أيام».
ويوم 28/3/2007 أعيد سوق المتهمين العطاونة والشبطي الى المحكمة، وحضرت وهبة التي قدمت تقريراً طبياً جديداً يبيّن أن أبو العينين «مصاب بالتهاب رئوي حاد» فتقرر إرجاء جلسة المحاكمة الى 27/6/2007، لتمكينه من الحضور، فضلاً عن أن غياب المستشار ألبير قيومجي عن هيئة المحكمة قد أفقدها نصابها. المعذرة الطبية ذاتها، أبرزتها المحامية وهبة في جلسة المحاكمة الأخيرة (أول من أمس) فذكر التقرير الطبي أن أبو العينين «بحاجة للراحة مدة ثلاثة أيام»، مع العلم أن أبو العينين زار ليل جلسة محاكمته مخيم عين الحلوة على رأس وفد فتحاوي يرافقه مسؤول منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية في الجنوب خالد عارف وقائد ميليشيا فتح في لبنان منير المقدح، واجتمعوا مع المسؤولين في عصبة الأنصار الإسلامية أبو طارق السعدي وأبو عبيدة وأبو شريف عقل، في حضور عدد من ممثلي القوى الإسلامية للتباحث في أمر «متاريس الرمل» التي رُفعت في مخيم الطوارئ ومداخل عين الحلوة بين حركة فتح من جهة وعصبة الأنصار وجند الشام من جهة ثانية.
ويبدو أن هذه القضية كانت قد أرخت بظلالها على الجسم القضائي، مما دفع المستشارة في محكمة الجنايات في بيروت القاضية غادة أبو كروم للتقدّم بطلب للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت، القاضي جهاد الوادي، للتنحي عن قضية محاكمة ابو العينين وشركائه بعدما «استشعرت الحرج من متابعة النظر في هذه الدعوى»، وذلك بالتاريخ ذاته الذي تقدّمت فيه وكيلة أبو العينين بطلب وقف المذكرتين الصادرتين بحق موكلها. بناءً عليه، كلّف الوادي القاضية سلام شمس الدين والهيئة التي تترأسها النظر في عرض تنحي أبو كروم، وتقرر بالاتفاق قبوله. بالتالي، قرر الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف القاضي الوادي، انتداب المستشار الإضافي ألبير قيومجي لاستكمال تشكيل هيئة الغرفة السابعة لمحكمة الاستئناف في محكمة جنايات بيروت. لذا، تصويباً للخبر الذي اوردته «الأخبار» أمس، فإن القاضية أبو كروم ليست في عداد هيئة محكمة جنايات بيروت الناظرة بقضية العصابة التي يتهم أبو العينين بتأليفها.
من ناحية أخرى، وبعد الدشم و«متاريس الرمل» التي أزيل قسم منها، ألقيت ليل الأربعاء ـــــ الخميس قنبلتان على نقطة للجيش في المدرسة الرسمية المختلطة لم تؤديا الى وقوع خسائر في صفوف العسكريين. وأعقب ذلك رشقات نارية لم يعرف مصدرها بين من قال إنه مركز الجيش وآخرين قالوا إنها من منطقة مخيم الطوارئ. وساد الخوف صفوف المدنيين بعد إلقاء القنبلتين، ونزح العديد منهم بثياب النوم باتجاه مدينة صيدا خوفاً من تفجر الوضع. وفي هذا الاطار، أشارت مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة إلى أن «عصبة الأنصار» أوقفت عنصرين من «جند الشام»، يشتبه في وقوفهما وراء إلقاء القنبلتين.
وأمس، عقد سلطان أبو العينين مؤتمراً صحافياً شدد فيه على ضرورة تسليم مطلوبي «فتح الاسلام» أنفسهم «للقضاء اللبناني».
(الأخبار)