«لا انتخابات رئاسية من دون حل مشكلة الحكومة ولن ينفع تضييع الوقت»
قلّل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من أهمية نتائج زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى فرنسا ولقاءاته مع مسؤولين أميركيين بقوله: «تناهى إلى سمعنا أن الزيارة الأخيرة لم تكن مشجعة كما في الظاهر، لأنه طولب بضرورة الوفاء بالتزاماته بعد أن قدَّمت الإدارة الأميركية والدول الأخرى كل شيء، ولم تستطع الحكومة الخروج من محنتها والمأزق الذي وضعت لبنان فيه».
وحدّد قاسم في كلمة ألقاها في اجتماع للمعلمين عقد أمس في قاعة الأبرار في حارة حريك، عنواناً واحداً للحل والإنقاذ وبـ«ثمن بسيط»، هو «حكومة الوحدة الوطنية»، ملوّحاً «كي تكون الأمور واضحة وصريحة» بأنه «إذا لم تحل مشكلة الحكومة بالمشاركة الحقيقية، فلا انتخابات رئاسة جمهورية قادمة وفق النصف + 1، ولا يمكن المعارضة أن تقبل إلا أن تكون شريكة في اختيار الرئيس». وتوجه لمن يريد «أن يضيِّع الوقت من أجل أن يصل إلى الاستحقاق الرئاسي»، بالقول: «إن هذا لن يحقق لك ما تريده، لأن البلد سيبقى على حالته، بل قد تحصل اختيارات سياسية عند المعارضة تؤدي إلى المزيد من تعقيد الأمور، لذا على من أراد رئاسة الجمهورية أن يبدأ بحكومة الوحدة الوطنية»، معتبراً ذلك «المعبر لإعادة الثقة بين الأطراف ولنقاش قضية الرئاسة التي قد نصل إليها بالتوافق ومعالجة كل القضايا الأخرى الموجودة في هذا البلد، وبغير هذه الطريق لا يمكن أن نصل إلى حل».
وقال «ان فكرة عدم إعطاء المعارضة قدرة المشاركة ليست جديدة»، عارضاً كل المبادرات والاجتماعات، ومشيراً الى مقترحات «من مسؤولين عرب، تتحدث عن ضرورة البحث في مسألة الرئاسة وإعطاء هدنة بين المعارضة والموالاة لثلاثة أشهر، متجاوزين في ذلك مطلب المعارضة لأنهم يريدون الرئاسة ولا يريدون المشاركة»، وأردف «لن نقبل أن يأخذونا بحجة الوقت، وحتى لو مرَّ هذا الوقت وجاءت انتخابات الرئاسة فمطالبنا في المشاركة لن تتغير وسنبني كل خطواتنا العملية على أساس تحقيق المشاركة، ومن دون مشاركة لن يستطيع الفريق الحاكم اليوم أن يقود البلد إلى حيث يريد». وأضاف «ما نعاني منه الآن أقل بكثير مما يمكن أن نعانيه اذا سلمنا لهم البلد وقبلنا أن يقوموا بما يريدون، فهم جماعة لا التزامات عندهم ولا انضباط».
وذكّر بالمبادرة العربية الأولى والتركيز على نقطتي المحكمة والحكومة ثم قانون الانتخابات، مشيراً إلى التجاذب... «الى أن أُخذت المحكمة إلى الفصل السابع، أي إلى المشروع السياسي الذي تريده أميركا من المحكمة». ثم تحدث عن المبادرة الأخيرة وعناوينها الثلاثة: الحكومة والرئاسة والأمن، سائلاً: «ما الذي أدخل العنوانين الثاني والثالث في الوقت الذي يجب أن ننتهي فيه من مشكلة الحكومة؟». ورأى أن حكومة الوحدة «التي تريدها السلطة هي حكومة الاستئثار التي لا مشاركة فيها، لكن فيها نكهة مشاركة غير فعالة وغير حقيقية». واتهم «الفريق الحاكم بأنه يريد السيطرة بقوة القانون الدولي لا بقوة التمثيل الشعبي والدستور». وقال: «ندعوهم للاحتكام إلى الشعب والدستور، وبغير هذا لا يمكن أن نقبل، ولا يمكن أن يغيروا المعادلة بالاعتماد الدولي المكثف مهما طال الزمن، فصبرنا طويل وشعبنا معنا، ونعلم أن التحديات مهما كانت كبيرة نستطيع أن نواجهها مباشرة».
(وطنية)