زكي يحذر من أن لـ«فتح الإسلام» شظايا «تهدد لبنان كله»أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن تسليم مسلحي «فتح الإسلام»، الذين اعتدوا على الجيش اللبناني وغدروا برجاله، هو المدخل الوحيد لأي حل ينهي الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى تحمّل مسؤولياتها في ضبط الوضع داخل المخيمات التي لا وجود أمنياً للدولة فيها، وإنهاء الظواهر المسلحة فيها.
وجدد لحود خلال استقباله أمس ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي مع وفد من ممثلي الفصائل، التأكيد أن الجيش اللبناني هو في موقع الدفاع عن النفس في وجه الاعتداءات التي تعرض لها العسكريون اللبنانيون، موضحاً «أن الإجراءات التي تتخذها القيادة العسكرية تندرج في إطار إنهاء الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد، تمهيداً لإعادة سكانه إليه».
وأشار إلى أن لبنان الذي قدم الكثير دفاعاً عن ثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها حق العودة، حريص على ألا يُستعمل اللاجئون الفلسطينيون غطاء لمخططات خارجية هدفها النيل من وحدته وتماسك شعبه والتفافه حول مؤسساته الوطنية، وفي مقدمها الجيش، مشدداً على ضرورة درس كل الاقتراحات المطروحة «وصولاً إلى حلول تساعد على تسليم المعتدين على الجيش إلى القضاء تمهيداً لمحاكمة عادلة لهم، وتعيد الاستقرار إلى المخيمات الفلسطينية التي تحول بعضها إلى بؤر أمنية يحتمي فيها متطرفون وخارجون عن القانون وفارون من العدالة».
وكان زكي قد نقل إلى الرئيس لحود رسالة شفهية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عرض فيها التطورات السياسية والعسكرية التي حصلت أخيراً في الأراضي الفلسطينية، والإجراءات التي اتخذها الرئيس الفلسطيني لمعالجة الوضع الذي نشأ عنها. كما تناولت الرسالة التطورات الأخيرة في لبنان. كما نقل إلى الرئيس لحود حصيلة اللقاءات التي عقدها لمعالجة الوضع في مخيم نهر البارد، عارضاً لسلسلة اقتراحات في هذا الصدد.
وبعد اللقاء أكد زكي أنه كان هناك تفاهم جدي مع الرئيس لحود على كل القضايا المطروحة «ومنها ما حدث من انقلاب دموي في غزة، واتفقنا على المخارج العملية لهذا الحدث الذي يجب تداركه بسرعة (...) أما بالنسبة إلى نهر البارد، فقد دُرس واقع المخيم، وأبدى الرئيس لحود حرصه كما كان دائماً على المدنيين وعلى ضرورة تنسيق كل الجهود بهدف اجتثاث هذه الظاهرة».
وعن المطالبة بدور للفصائل الفلسطينية داخل مخيم نهر البارد قال زكي: «نحن نتصرف كضيوف ونناقش أي موضوع يطرح بإيجابية كما نتعاون مع الجيش على قاعدة ما يفترضه التعاون، لا على قاعدة دولة ضمن الدولة»، مشيراً إلى أن هذه ظاهرة «فتح الإسلام» «تمتلك شظايا يمكن أن تهدد لبنان كله».
وإذ أكد «أن أي فلسطيني يوجه بندقيته نحو الجيش اللبناني يكون عميلاً لإسرائيل»، أوضح زكي أن «المبادرات السياسية ليست عندنا. هناك عدد منها، لكنها لا تنطلق من قوى رسمية. وعلينا أن نتصرف من خلال التشاور الدائم. ونحن وقادة الفصائل الفلسطينية لن نترك معاً فرصة إلا وسنتعامل معها بإيجابية. وإذا كان هناك من فرصة فليعلنوا حل هذه الظاهرة ويتخلوا عن أسلحتهم ويشيروا إلى القتلة لا إلى المقاتلين فتنتهي الأمور بسرعة».
وأكد أن الجيش «استطاع، رغم الجرح، أن يحقق نصراً، وإن شاء الله ستكون النتائج قريباً لمصلحة البلد».
(وطنية)