«مبادرة كوشنير لم تفشل لكنها ليست أعجوبة»
أعلن النائب الفرنسي جيرار بابت أن فرنسا لم تغير موقفها من الثوابت، لكنها غيّرت رئيسها، وهي منفتحة على مختلف الأفرقاء ولا تستبعد أي فريق سياسي لبناني.
زار بابت أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون. وقال بابت: «هذه ليست زيارتي الأولى إلى لبنان، أتيت في آب 2006 في ظروف دراماتيكية فظيعة، وضمن تعلقي التاريخي به وقد رفعت تقريراً صغيراً للمسؤولين الفرنسيين الذين للأسف لم يأخذوه في الاعتبار، أقول فيه إنني شعرت بأن الوضع غير مستقر وفي مأزق وكان من الضروري الخروج من الأزمة، لا للذهاب إلى الحوار الوطني القائم فقط، لكن نحو اتفاق على بنود وطنية ثابتة كانت ستجمع بين المسؤولين حول فكرة الدولة والعلاقات مع الجيران».
ورأى أن «الوضع في مأزق أكبر وفي وضع إقليمي مضطرب»، متسائلاً: لماذا «هذه الاضطرابات الأمنية لا تجمع اللبنانيين أولا حول حماية الأدلة، وثانياً حول محاربة الإرهاب؟».
وأكد أنه يجب حصول وفاق وطني واتحاد بين اللبنانيين، وأوضح أنه سيلتقي كل الأفرقاء، مشيراً إلى أن «الوضع في فرنسا تغيّر بعد انتخاب الرئيس ساركوزي، حيث بات اليوم في المعارضة، لكن لديّ الكثير من التعاون لكوني طبيباً مع الوزير برنار كوشنير». وقال: «هناك تطور في الأداء الفرنسي تجاه الأفرقاء المتعددين في لبنان، من بينها الرد على تهنئة الرئيس إميل لحود بانتخابه وسيعاد الحوار مع كل الأفرقاء في لبنان، وربما أيضاً مع سوريا التي كانت معزولة من الرئيس جاك شيراك. اليوم فرنسا والاتحاد الأوروبي لن يؤديا دورهما فقط كتبعية للولايات المتحدة».
ورداً على سؤال قال: «فرنسا لم تغير موقفها من الثوابت، لكنها غيرت رئيسها. ولقد أعادت الحوار مع الجميع، وقد رأينا كيف أنها استقبلت العماد ميشال عون، وأنه ليس «بالشخصية غير المقبولة» من السلطات الفرنسية. أعتقد أن الوزير برنار كوشنير والرئيس ساركوزي سيبرهنان تعلقهما بلبنان، بالقول إنه يجب ألا تستبعد أي شخصية أو فريق سياسي لبناني.
وأوضح أن مبادرة الوزير كوشنير لم تفشل، لكنها ليست أيضاً بالأعجوبة «إنما كل دعوة إلى الحوار هي إيجابية. مثلاً نحن تلقينا إيجابياً التفاهم الذي حصل ما بين التيار الوطني الحر و«حزب الله» لأنه كان مرتكزاً على ثوابت وطنية لبنانية»، مشدداً على أنه علينا أن «نحاول لكي لا نصل إلى الاستحقاق الرئاسي مع وجود حكومتين. وأتذكر أنني كنت أقوم بدور الوسيط ما بين حكومة الرئيس العماد ميشال عون الذي كان آنذاك في بعبدا وحكومة الرئيس سليم الحص، واليوم لا أريد أن أجد نفسي في الموقع نفسه».
(مركزية)