وفاء عواد
إشراك المسلمين «خسارة» في حسابات «القوات»... وتقرير فينوغراد «ربح» في سجلات المعارضة

للمرة الأولى منذ بداية عقد آذار، أدرج نوّاب «الأكثرية» أربعاء الأمس على جدول تحرّكهم الأسبوعي، بدلاً من «ثلاثائهم» السابع الذي كان قد شُغل بعيد العمل وهموم العمّال. وذلك، في «اختراق» واضح لأجواء التهدئة التي سادت في الأيام الأخيرة.
الحضور المفاجئ للنوّاب الموالين الـ23 جاء متناغماً مع تطوّرات الأحداث الأخيرة، لا سيما ما أسفر عنه تقرير لجنة «فينوغراد» الذي أقرّ بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة في حرب تموز الفائت، وهو ما اوجب ملاقاتهم بـ «تحية خاصة» وجّهها إليهم عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر، مهنئاً اياهم بالتقرير وبـ«إقرار المكرّم جون بولتون الذي يحمل خشبة الأرز على صدره».
وإذا كان التحرك «الأكثري» استبق انعقاد جلسة مجلس الأمن المخصّصة لمناقشة موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، فإن ما أفصح عنه نائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان، في كلمة ارتجلها باسم نوّاب الموالاة من دون بيان معدّ، لم يخرج عن إطار المطالبة بإقرار المحكمة في مجلس الأمن بعد «استنفاد كل الوسائل الدستورية اللبنانية لإقرارها في مجلس النواب اللبناني»، مكرّراً مطالبة الرئيس نبيه برّي بالدعوة الى عقد جلسة نيابية قبل نهاية أيار.
في المقابل، انتقد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل، باسم النوّاب المعارضين الـ14 الذين حضروا الى المجلس، إصرار الفريق الموالي على «النفس الانقلابي وتوسيع مساحة تدويل الأزمة الداخلية في لبنان»، مضمّناً كلمته إصرار المعارضة على إرساء أجواء التهدئة، بالممارسة المترجمة للأقوال، بالتأكيد على أنها «لن تنجرّ الى التصعيد.. وستبقى تمدّ اليد بانفتاح للتوصل الى التفاهمات، لجعل اللبنانيين ينعمون باستقرار سياسي وبصيف هادئ».
وكان عدوان قد تولّى مهمة الكلام باسم زملائه «الأكثريين»، بعد اجتماع مقتضب عقدوه في صالون النواب، بلهجة هادئة استبطنت تصعيداً، لا سيما في عنوان: استحقاق رئاسة الجمهورية ومقتضيات الردّ على المقترح الذي قدّمه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في شأن إشراك اللبنانيين مباشرة في الانتخابات.
وفي هذا الصدد، وفي ظلّ إصراره على «عدم التمييز بين لبناني وآخر»، رأى عدوان أن هذا الطرح «يمسّ الدستور اللبناني، خشبة الخلاص للجميع»، وفضّل الحديث بهويته المسيحية محذّراً من أن «الوجود الديموغرافي هو 60 في المئة من المسلمين في مقابل 40 في المئة من المسيحيين». ومستذكراً أن «الطائف أرسى المناصفة في مجلس النواب، بغضّ النظر عن العدد»، رأى أن أي تعديل في الديموقراطية التوافقية «يمثّل ضربة للإطار الذي توافق عليه اللبنانيون»، بما يفتح الطريق نحو «المجهول».
ومشيراً إلى أن المحكمة والحكومة «باتتا وراءنا»، دعا عدوان الى ضرورة التعاطي بكل «جدية» مع الاستحقاق الرئاسي، فـ«الدستور يقول بالثلث زائد واحداً».
في المقابل، جدّد زعيتر التذكير بأن المشكلة تكمن في الحكومة لا في المحكمة، وبأن الموالين «ليسوا الأحرص على كشف الحقيقة»، معتبراً أن إصرار «الأكثرية» على تدويل كل القضايا اللبنانية ما هو إلا دليل على «الإمعان في ضرب المؤسّسات الدستورية، ومعقلها مجلس النواب، وفي تخريب الوطن والاقتصاد».
وفي شأن الانتخابات الرئاسية، أشار زعيتر الى أن «أكثرية الثلثين هي الواجبة دستورياً وتطبيقاً منذ عام 1926 الى يومنا هذا»، مؤكّداً أن الدستور هو وحده «الحكم» حيال كل «الكلام المجافي للحقيقة والواقع».
بدوره، حمّل خليل الموالين مسؤولية «الاتجاه بعكس ما يريد الناس» بما يعوق «جعل صيف اللبنانيين هادئاً» في ظلّ التصعيد الموحي بأن «الأبواب مقفلة أمام التوافق»، قائلاً بكل صراحة: «نحن لا نزال نؤمن بأننا قادرون على أن نصل الى تفاهم، إذا ما سلّم الفريق الآخر بمسلّمة المشاركة. ونحن مصرّون على التفاؤل بإمكان التوافق على الاستحقاق الرئاسي، وفقاً للدستور واتفاق الطائف».