النبطية ــ كامل جابر
كانت مناسبة إحياء ذكرى المخترع حسن كامل الصباح وإزاحة الستار عن نصبه التذكاري المعدّ بعد 72 عاماً على رحيله، هي الأولى التي تجمع بين أركان بلديتها الفائزين من اللائحة المدعومة من حزب الله، خصوصاً رئيسها الدكتور مصطفى بدر الدين، وإمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، المؤيد للائحة انتخابية بلدية حسبت في الانتخابات الأخيرة على «حركة أمل» فاز منها خمسة أعضاء، ليقع التجافي بعدها، بين الشيخ صادق والبلدية، الممثلة في قسمها الغالب، من اللائحة الأخرى.
ولم تمرّ المناسبة من دون «نشر الغسيل» الذي ساق من خلاله الشيخ صادق جملة من الانتقادات للبلدية، أمام الملأ المتوافد إلى الذكرى، ليطرح «غيضاً من فيض»، بحسب تعبيره «بسبب ضيق الوقت وإلا فالحقيبة ضخمة»؛ مستهلاًّ ذلك بانتقاد النشرة البلدية الأخيرة «حتى نرى العراقة وفي بعض النشرات المحلية الكريمة حبراً على ورق، تتناسى معلماً رائداً أمضى على ريادته الأجيال منذ مئة عام، في الحقل الديني وإحياء الشعائر السامية لآل البيت الكرام (...) أن يعزل ويهمش ويتناسى في نشرة محلية يصرف عليها من صندوق البلدية، الذي يجمع من الدولة ومن ضرائب أبناء البلدة، ليصرف في خدمة معنوياتهم ومرافق البلدة ككل».
ويضيف عن تجاهل البلدية و«مرجعيتها السياسية» للمطارح المحسوبة على وقف النبطية ولجنة عاشوراء: «إذا كانت الدولة قد قصرت من خلال حكوماتها المتعاقبة في حق هذا الجزء من الوطن الذي هو جوهره وتاجه، فإنه بالإمكان أن تلمّ القدرات على الأقل وتصرف صناديق البلديات لخدمة مدنها وبلداتها بشكل مدروس وبشكل يعم بخدماته ومنافعه الجميع. الذي نراه أحياناً، في هذه البلدة أو تلك، بأن قسماً من هذا المال يهدر وبمعزل عن عين الرقيب، وأن قسماً من مال هذه الصناديق البلدية يوجه صرفه والخدمات، بيد وفكر وتدقيق التنظيم السياسي لهذه الفئة أو تلك، والدليل على ذلك أن ساحة الإمام الحسين، المتميزة بجغرافيتها والتي تشكل مساحة تراثية عزيزة على قلب كل جيل مر على هذه البلدة، هي مستثناة من خدمات البلدية، وكأنها ليست من أرض النبطية، ولا من أرض الجنوب».
ويمرّ على عدد من الأمثلة والنماذج التي تركت تساؤلات حولها وحول توقيتها في احتفال، اختير ليكون باباً نحو «التصالح» إنما برره الشيخ صادق «تعودت على الوضوح وليس من طبعي أن أبتسم وأنحني، وفي قلبي الغلّ، أنتظر الفرصة لأنقضّ بها على خصمي الذي ابتسمت له بالأمس، أبداً». ويأتي ردّ سريع من المسؤول الإعلامي للبلدية عباس وهبي «أن هذه البلدية تعمل تحت راية حي على خير العمل؛ وقلبها مفتوح لغسيل القلوب».