واصلت الأكثرية النيابية حملتها على رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ردّاً على مطالبته بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة إذا تعذّر انتخابه في المجلس النيابي، مشيرة الى أن هذا الطرح «يطيح قاعدة دستورية أساسية يقوم عليها نظامنا».ورأى النائب بطرس حرب بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا أمس «أن طرح فكرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب يتناقض مع التركيبة اللبنانية والتوازن السياسي ومفهومنا بمشاركة السلطة» معتبراً أن «من غير الجائز معالجة ازمة بطرح ازمة اكبر، ولن نقبل بأن يصار الى طرح يمكن أن يطيح قاعدة دستورية أساسية يقوم عليها نظامنا».
وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب فؤاد السعد: «إن الجنرال عون يعلم أن المجلس النيابي الحالي لن ينتخبه رئيساً للجمهورية، فالأكثرية النيابية ضده والأقلية ليست معه، فذهب يبحث عن وسائل أخرى توصله الى سدة الرئاسة فوجد ثلاثة حلول يعتقد أن أياً منها يؤمّن له الوصول الى الهدف المنشود: انتخابات نيابية تؤمّن له غالبية توصله الى الرئاسة، فلماذا لا يبدأ بإجراء انتخابات فرعية في المتن الشمالي، البت بالطعون حيث يعتقد أن الاكثرية ستصبح اقلية والاقلية اكثرية، انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، وهو يعتقد أن الاكثرية الشعبية تؤيده». ودعا السعد الى تعيين اعضاء المجلس الدستوري الجديد في اسرع وقت ممكن «للفصل في الخلافات الدستورية والحكم في الطعون العالقة ووضع حد لديماغوجية البعض وتخيلاتهم التي لا اساس لها».
ورأى حزب الكتلة الوطنية «ان تهديدات العماد عون إذا لم توفّر شروطه الانتخابية، وذكره خيار صندوقة الخرطوش الى جانب صندوقة الاقتراع هو دليل واضح على الابتزاز السياسي الذي ما برح يمارسه» وطمأنه الى «عدم الحاجة الى صندوقة الخرطوش لأن صندوقة الاقتراع ستنتصر مع الديموقراطية في مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبنان».
وفي المقابل، علق النائب نبيل نقولا على مهاجمة البعض طرح عون فقال «عجيب أمر هؤلاء الناس عندما يطالب العماد عون باحترام رأي المسيحيين الذي أوصل إلى قبة البرلمان 22 نائباً لكتلته، على الرغم من قانون انتخابي غير عادل وما رافقه من تعطيل لعمل المجلس الدستوري لجهة النظر في الطعون المقدمة. تنفخ الأبواق معلنة أن شعبيته قد تقلصت ولم يعد يمثل الأكثرية المسيحية». وسأل الموالاة: «لماذا يتم تعقيد الأمور عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين؟ لماذا يأتي رئيس الحكومة بأكثرية نيابية سنية ورئيس مجلس النواب بأكثرية نيابية شيعية، ويحرم على المسيحي أن يأتي برئيس للجمهورية يمثل أكبر كتلة نيابية مسيحية؟».
بدوره، لفت القائد في «التيار الوطني الحر» رمزي كنج «الحريصين على التعبير عن نبض الشارع المسيحي الى أن انتخاب الرئيس مباشرة هذه المرة فقط يسمح لجميع اللبنانيين وبمعزل عن الخلل الديموغرافي بالتعبير عن رأيهم وخصوصاً الأكثرية المسيحية التي عبّرت عن رأيها في صناديق الاقتراع». وأشار الى مطالبة الاكثرية بإجراء الانتخابات بمعزل عن نصاب الثلثين، معتبراً أن إجراء الانتخابات بهذا الشكل «لا يهمّش المسيحيين فقط، خصوصاً أن النواب الذين يمثلونهم هم في موقع آخر بعيد عنكم، بل يهمش طائفة أخرى بأكملها فتكونون بذلك تنتخبون متصرفاً لرئاسة الجمهورية تحت إمرة رئيس الحكومة».
(الأخبار، وطنية، مركزية)