عاد البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير مساء أمس من الفاتيكان، حاملاً قلق كل من التقاهم هناك على لبنان، وتساؤلاتهم عن كيفية مساعدة اللبنانيين على العودة إلى وضع طبيعي في بلدهم، وكرر أمام الصحافيين الذين حاوروه في مطار بيروت أن «الوضع مقلق، يقلقكم ويقلقنا».وكان صفير قد التقى في الفاتيكان البابا بنيديكتوس السادس عشر، أمين سر الدولة الكاردينال بيرتوني ومسؤول العلاقات الخارجية مع الدول المونسنيور دومنيك مومبرتي. كما التقى في روما رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي وشخصيات سياسية ودينية. واستقبله لدى عودته إلى بيروت الوزير السابق وديع الخازن ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، وعدد من الشخصيات والمطارنة. ونفى حصول أي لقاء أو اتصال بينه وبين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، خلال وجوده في إيطاليا. وجدّد قوله إن الاستحقاق الرئاسي «يجب أن يتم بموجب الدستور، ويجب السعي لتقويم هذا الأمر». وحسم الجدل حول النصاب بالقول: «على ما عرفناه وما اطلعنا عليه، أن الجلسة لا تتم، بالأخص جلسة انتخاب الرئيس، إلا إذا توافر الثلثان، لكن بعد ذلك ربما تم الانتخاب بالثلثين، وإذا لم يتوافر الثلثان إذ ذاك يتم بنصف عدد النواب زائداً واحداً».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الرئيس لحود سيزور بكركي لتهنئته بسلامة العودة، قال: «إذا كانت أبوابنا مفتوحة أمام كل الناس، فهي بالأحرى مفتوحة أمام فخامة الرئيس، لكن لا علم لنا بذلك». وعارض بشكل غير مباشر اقتراح النائب ميشال عون انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب لمرة واحدة، بالقول: «يقال إن هذا يقتضي تغيير الدستور، والدستور لا يغير في طرفة عين».
وحول تأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري لمرشح توافقي للرئاسة يرضى عنه صفير أو يسميه، إضافة إلى تأييده للقضاء في الانتخابات النيابية، قال: «نشكر الرئيس بري على ما قاله، ونحن معه في كل ما يعود بالخير على لبنان، وخصوصاً على المجلس النيابي الذي يعود إليه بحسب الدستور الحق في انتخاب هذا الرئيس». وعندما سئل لماذا لا يسمي مرشحاً توافقياً، ردّ ضاحكاً: «إذا كنت تضمن لنا أن الاسم الذي نسميه سيؤخذ في الاعتبار، فإننا على استعداد لذلك». كما اكتفى عند تعداد أسماء مرشحين بمن فيهم «فخامة البطريرك صفير»، بالقول: «كلهم فرسان ميدان، ما عداي أنا».
وأعلن أن لبنان لم يكن موضوع بحث في مؤتمر شرم الشيخ. إلا أنه قال رداً على سؤال عما إذا بدأ زمن التسويات في المنطقة، وبالتالي في لبنان: «طبعاً، إذا كان هذا الاجتماع عقد في شرم الشيخ لأن القضية تتناول بلدان المنطقة. أما في لبنان فله حساب خاص على ما يبدو».
وعلق على تقرير فينوغراد بالقول: «لكل شيء حساب ولا سيما في إسرائيل، فالذين يحسنون يجازون، والذين لا يحسنون يعاقبون».
ثم انتقل إلى بكركي، حيث أدى صلاة الشكر وألقى كلمة عرض فيها اجتماعاته ولقاءاته في إيطاليا. وذكر أنه تحدث مع برودي عن الأوضاع اللبنانية، وما يمكن القيام به من مساعدات ومبادرات لإعادة البلد إلى وضع طبيعي». وقال: «هناك من يعتبر لبنان ميزاناً للعيش الإسلامي المسيحي، إذا اختل فيه هذا العيش، اختل في المنطقة والعالم».
(وطنية)