strong> سوزان هاشم
لم تفلح اتصالات «أمل» والنائب بهية الحريري في إنقاذ «طبخة» انتخابات كلية الحقوق ـــــ الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية، فخرقت الطالبة الشيوعية مريم ضاهر لائحة «السلطة والمعارضة» في السنة الثانية، ونجح «العوني» جورج معلوف في السنة الثالثة بالتزكية. وأتت فرحة «الشيوعي» على خلفية سوء التفاهم بين «أمل» و «حزب الله» على التحالف، الذي ظهر عبر اعتماد كلّ منهما اسماً مختلفاً للائحة التي تجمعهم بتيار المستقبل؛ فآثرت حركة أمل خوض المعركة تحت «لائحة أمل الجامعة» بينما اختار حزب الله اسم «لائحة الوحدة والانتصار». وكانت المحصلة أن رقص الشيوعيون وأيديهم مشبوكة بأيادي «الرفاق» في التنظيم الشعبي الناصري والتيار الوطني الحرّ، رغم التخوف الذي أبداه عدد من أحزاب المعارضة من أن يُعيد تحالف «المستقبل» و«أمل» وحزب الله إحياء التحالف الرباعي، ويمتد في المحطة المقبلة إلى انتخابات البقاع.
وقد حملت انتخابات أمس، مفاجآت غير متوقعة، إذ لم يخرج أحد من الأحزاب المتنافسة خالي الوفاض من المعركة، فحصل كلٌّ من الحزب الشيوعي وحزب الله والتيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل على مقعد واحد لكل منهم؛ بينما حصدت حركة أمل المقاعد السبعة الباقية.
هذا الكوكتيل الحزبي الذي أفرزته هذه الانتخابات، تعزز من جهة أولى بفعل التحالف الصوري بين حزب الله وأمل والمستقبل، إذ إن التشطيب كان سيد الموقف و«على المكشوف»، ولا سيّما بين أمل وحزب الله اللذين لم تكن العلاقة بينهما على ما يرام، «فهناك سوء تفاهم»، هذا ما تكتفي أمل بالتعليق عليه. وانسحب في السنة الثالثة مرشحا حزب الله والشيوعي لمصلحة مرشح التيار الوطني الحرّ. وبرّر حزب الله انسحابه «بالوفاء لالتزاماته مع حلفائه في المعارضة وتقديراً منه للمواقف المشرفة والجهود التي بذلها التيار أثناء العدوان الإسرائيلي في تموز»، أما الشيوعي فوضع انسحابه في خانة التزام ورقة التفاهم مع التيار، ومراعاة لشروط اللعبة الديموقراطية. كما انسحب مرشح حزب البعث العربي الاشتركي الطالب علي حميدان عن الدائرة الثانية لمصلحة لائحة المعارضة.
وقد تخلّلت العملية الانتخابية بعض الخروق للأصول الديموقراطية، إذ يرى مرشح الحزب الشيوعي الطالب علي مشورب أنّ بعض شباب حركة أمل كانوا يراقبون المقترعين أثناء اقتراعهم وراء الستار العازل محاولين ممارسة الضغوط عليهم، كما لم يلتزم بعض المقترعين الاقتراع وراء الستار. ومهما يكن فقد انتهت الانتخابات على خير، واحتفل الجميع على طريقته، فنظمت حلقات دبكة وأطلقت مفرقعات نارية وقد لوحظ التحام حزب الله والشيوعي في الاحتفال، إذ تعانقت أعلامهما بعضها ببعض على وقع أناشيدهما.
وفي ما يتعلق بالنتائج، حصدت لائحة «أمل الجامعة»، المدعومة من حزب الله وأمل والمستقبل جميع المقاعد في السنة الأولى ، ففاز كل من أشرف عز الدين (حزب الله)، أحمد عبد الله (تيار مستقبل)، وأمين كوثراني وأحمد صباغ (حركة أمل).
أما في السنة الثانية فقد خرقت مريم ضاهر مرشحة الحزب الشيوعي لائحة «أمل الجامعة»، وخسر مرشح حزب الله حسن ترحيني، وحظي مرشحا «أمل» محمد ياسين وعلي موسى بالمقعدين الباقيين. وفي السنة الثالثة فاز بالتزكية كل من جورج معلوف (تيار وطني حر)، وحسين غزلي (حركة أمل). وفي السنة الرابعة فاز مرشحا «أمل» حسين دقة وعلي عبدو بالتزكية.