جوانّا عازار
أطاح أمس إضراب طلاب التيّار الوطني الحرّ في
جامعة سيّدة اللويزة (NDU)، احتجاجاً على حلّ الحكومة الطالبيّة، اليوم التوجيهي الذي كان مقرراً لتعريف تلامذة المدارس باختصاصات الجامعة


نفذ أمس، طلاب التيار الوطني الحر اضراباً، احتجاجاً على حل إدارة الجامعة للحكومة الطالبية، واعتبارها غير شرعية.
وقد استنكر الطلاب الضرب الذي تعرّضوا له من رجال الأمن في الجامعة، بحسب رئيس الحكومة الطالبيّة جو صليبا. وفي التفاصيل التي رواها صليبا أنّ الاجتماعات تعقد بين الحكومة ورئاسة الجامعة منذ أربعة أشهر وحتّى اليوم من دون الحصول على جواب واضح حول شرعيّة الحكومة أو عدمها. وقد أقامت الحكومة الإثنين الماضي «Stand» لعرض مطالب الحكومة وترافق ذلك مع عريضة يوقّع عليها الطلاب لإحقاق هذه المطالب التي وصفها صليبا بالطالبيّة والتي لا دخل لها بالسياسة. وبما أنّ إدارة الجامعة لم تعترض على هذا التحرّك، فقد اعتُبرت الحكومة حُكماً شرعيّة. الـ«Stand» نفسه أقيم نهار الأربعاء كما كان مقرّراً، فكان لإدارة الجامعة أن أصدرت بياناً رأت فيه أن الحكومة غير شرعيّة وطلبت، كما قال صليبا، من أمن الجامعة إزالة الـ«Stand» بالقوّة بعدما اعترض طلاب القوات اللبنانيّة عليه. وأكّد صليبا تعرّض الطلاب للضرب والإهانات من رجال أمن الجامعة، ما استدعى في البيان الصادر عن التيار الوطني الحرّ أمس تسميتهم «SAO= Student Attack Office» (مكتب الهجوم على الطلاب). ويؤكّد صليبا أنّ الجامعة أخطأت في إصدار البيان الذي اعتبر الحكومة غير شرعيّة، وهي تتحمّل اليوم مسؤوليّة ذلك، مشيراً إلى أنّ الإضراب حصل من دون أن تكون النيّة إقفال الجامعة وقد توقّف الثانية عشرة ظهراً، «انطلاقاً من الإيجابية التي نتعاطى فيها مع إدارة الجامعة». ويبقى الهدف، يضيف صليبا، أن تبقى الحكومة لأنّها ضمانة للطلاب ولإحقاق حقوقهم، ولأنّ الجامعة تؤجّل الانتخابات منذ أربعة أشهر من دون إعطاء ضمانات بأنّ هذه الانتخابات ستحصل وأنّ الطلاب سيتمثّلون في حكومة، مؤكّداً أنّه من غير الممكن أن تفقد الحكومة الحاليّة صفتها التمثيليّة بسبب عدم انتخاب حكومة أخرى. وأشار صليبا إلى أنّ الحكومة اقترحت انضمام ثمانية أشخاص من الطرف الآخر إليها بدلاً من الطلاب الثمانية الذين تخرّجوا من الجامعة، إلا أنّ الاقتراح رُفض.
من جهته، رأى داني طوق (القوات اللبنانيّة) أنّ الظروف حالت دون إجراء الانتخابات في موعدها، إلا أنّ الإدارة تعهّدت بوضع قانون انتخابي جديد بعد استشارة جميع الأطراف المعنيّين تمهيداً لإجرائها. وانتقد طوق «إقدام طلاب التيار الوطني الحرّ على إقفال الجامعة فجر نهار أمس بواسطة سيّاراتهم، على الرغم من أنّ الجامعة كانت على موعد مع طلاب المدارس لتعريفهم باختصاصات الجامعة. فقدّموا بذلك صورة غير لائقة عن الجامعة». وعن نشاط الأربعاء، رأى طوق أنّ الحكومة انتحلت صفة الهيئة الطالبيّة لأنّها لم تأخذ برأي ألف تلميذ جديد لم تتسنّ لهم فرصة انتخاب ممثّلين عنهم. وأكد طوق أنّ طلاب القوّات ليسوا ضدّ المطالب التي طرحها طلاب التيّار انّما يدينون طريقة التصرّف الخاطئة التي اعتمدها هؤلاء في إقفال الجامعة. وأضاف أنّ الإدارة اقترحت حكومة انتقاليّة تعتمد فيها المناصفة بين الأعضاء، إلا أنّ التيّار رفض الاقتراح، مشدّداً على أنّ الهيئة الطالبيّة انتهت مدّة عملها التي يحدّدها القانون في سنة واحدة. وجدد طوق التأكيد على أنّ القوات تريد الانتخابات اليوم قبل الغد.
بدوره، أكد مسؤول مكتب العلاقات العامة في الجامعة الدكتور سهيل مطر أنّ الجامعة أرجأت الانتخابات بعد اغتيال الوزير بيار الجميّل، وامتنعت عن إجرائها في ما بعد تخوّفاً من أجواء التوتّر التي يمكن أن تسود الانتخابات، وهي لم تحدّد حتّى اليوم موعداً لإجرائها في انتظار الأجواء الملائمة لذلك. وأصدرت رئاسة الجامعة بياناً أعلنت فيه «أسفها الشديد للإشكال الأمني الذي تعرّض له بعض الطلاب الأربعاء الماضي»، مشددة على أنّها «تعتمد لغة الحوار والمنطق مع الطلاب، وهي مستعدّة للتجاوب مع كلّ طلب مشروع، إلا أنّها ترفض منطق السلبيّة والإضراب، وتأسف لكلّ تصرّف يمسّ كرامة الجامعة».