راجانا حميّة
أعاد فنجان قهوة وزّعته شركة «شيّا» الكويتيّة في إطار معرض المهن السنوي الرابع عشر الذي أقامته الجامعة الأميركيّة في بيروت «AUB»، إلى أذهان سبعة طلّاب مقولة وزير الصناعة الراحل بيار الجميّل «بتحبّ لبنان، حبّ صناعتو». فالطلّاب الذين لم يقصدوا إقحام الوزير الشهيد في معرضهم، دفعتهم الشركة الكويتيّة إلى معاودة نشاطه ولكن على طريقتهم، ربّما كان فنجان القهوة هو الذي دفع أربعة فلسطينيين ولبنانيَّين وأردنيّة إلى تنفيذ اعتصام صامت أمام جناح «شيّا» في اليوم الأوّل للمعرض، وارتدوا خلاله قمصاناً كتب عليها: «I choose local» يدعون فيها إلى الترويج للصناعات الوطنيّة. إلاّ أنّ نشاط الطلاب في اليوم الأخير للمعرض تعدّى فنجان القهوة ليصل إلى حدّ التفتيش في الخلفيّة والموقف السياسيّ للشركة. وقد أوضح الطلّاب أنّ «شيّا» الكويتيّة هي وكيل «ستارباكس» في الشرق الأوسط وتسعى لترويج منتجاته، إذ عمدت في اليوم الأوّل إلى توزيع قهوة «ستارباكس» على الطلّاب، دون مراعاة للقضايا العربيّة. وأشار المقاطعون إلى أنّ «ستارباكس» تدعم «إسرائيل»، وما تقوم به «شيّا» هو الترويج للصهيونيّة علناً، متجاهلة مشاعر الفلسطيني والعراقي واللبناني الذين يرزحون تحت الاحتلال وصناعة وطنيّة تحتاج إلى الترويج. وقد أتبع الطلّاب تحرّكهم الأوّل بتوزيع منشورات على زملائهم، اقتبسوها من كلمة أحد المسؤولين في «ستارباكس»، التي أدلى بها أثناء تكريمه من «الدولة الإسرائيليّة»، فركّز على ضرورة دعم الدولة ومنتجاتها. وقد عمد الطلّاب من خلال تلك المقتطفات إلى توعية الشباب «من خطر يداهمهم» واستمالتهم لدعم الصناعة الوطنيّة. غير أنّ نشاطهم لم يمنع بعض الطلاب من تجاهل «ما يرون أنه قضيّة»، فعزوا هذا التجاهل إلى أنّ «ستارباكس» وغيرها «Nescafé و Nestlé» تستطيع «تأمين فرص عمل لائقة نحتاج إليها في ظلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان». كما كان لإدارة الجامعة رأي مماثل، إذ لفتت منظّمة المعرض الدكتورة مريم غندور إلى «أنّ مصلحة الطلّاب تقتضي أن تشارك مؤسّسات كبرى في النشاط بغضّ النظر عمّا تحمله تلك المؤسّسات من خلفيّات». وفي الوقت الذي رأت فيه أنّه من حق الطلّاب العمل على تشجيع منتجاتهم الوطنيّة ورفع مستواها، أشارت إلى أنّه «من غير الممكن حرمانهم فرص عمل قد تمنحهم إيّاها هذه الشركات، وخصوصاً أنّ لبنان يعاني أزمات حادّة، وقد شطب العديد من شركاته التوظيف من سجلّاته». وأوضحت غندور «أنّ الشركات اللبنانيّة المشاركة هذا العام لا تتعدّى الـ22 شركة من أصل 165 شركة، فيما تخطّت الشركات العالمية الـ86 والشركات العربية أو الخليجيّة الـ 54». وبالعودة إلى المعرض، يذكر أنّ الطلّاب تقدّموا بثلاثمئة وسبعين سيرة ذاتيّة للمؤسّسات المشاركة، كما قامت حوالى 25 مؤسّسة بتقديم عروض توظيفية لعدد منهم، فيما أجرت 15 مؤسّسة أخرى مقابلات لاختيار بعض منهم. كما ساهم المعرض في توفير العمل، على مدى يومين، لأكثر من 75 طالباً.