عين الحلوة - خالد الغربي
هل يُمنح ساكنو المنازل المصنوعة من صفائح الزينكو أو المسقوفة بها في مخيم عين الحلوة سقفاً آخر قد يكون من الباطون يقيهم العذابات؟ وهل الخطوة التي تحدث عنها مسؤولون فلسطينيون في مخيم عين الحلوة عن خطة يُعدّها القسم الهندسي في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لترميم هذه المنازل نتيجة عدم صلاحياتها وتصدعها مرتبطة بتطورات سياسية؟ أم إن الموضوع محض إنساني وتمليه ظروف العيش البائسة لهؤلاء!
بيوت «الزينكو» أو «التنكيات» مصدر إضافي لمعاناة اللاجئين، حرارة لاهبة في الصيف ودلف مياه في الشتاء في هذه البيوت الناكبة منذ نكبة فلسطين قبل نصف قرن تقريباً، فالمخيمات الفلسطينية التي بنيت على عجل لإيواء النازحين إبان نكبة 1948 ونكسة 1967 تدرجت بداية من خيم من القماش الى صفائح من الزينكو الى إسمنت.
مخيم عين الحلوة وهو أكبر مخيمات الشتات وعلى الرغم من أن الأحداث والتطورات جعلته يتحول الى منازل إسمنتية وطبقات متعددة الا أنه ما زال يحفظ إرثاً، وثمة بيوت لم تغير جلدها فأبقتها ظروف الحياة الصعبة على قديمها وما زال العديد من أبنائه يقطن مثل هذه المنازل (الزينكو) وهي إما تكون مرصوفة بالحجارة ومسقوفة بصفائح الزينكو أو يكون معظم المنزل عبارة عن كتلة من الزينكو وفي الحالتين يزين الزينكو بدواليب السيارات ورقائق النايلون في محاولة لمنع تسرب المياه حيث ينام الأطفال والشيوخ.
وأشار المسؤول الإعلامي في اللجان الشعبية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أبو ربيع درباس الى خطة يضعها القسم الهندسي المركزي في وكالة الأونروا تقضي باستخدام ما هو متوافر لدى الأونروا من أموال لتحسين البنية التحتية وتحسين ظروف الناس وخاصة تجاه بيوت الزينكو والبيوت المتصدعة، موضحاً أن اللجان الشعبية قامت بمسح ميداني لبيوت الزينكو وتم تقديمها الى أحد مسؤولي الأونروا وخلال أسبوع سيتم التأكد من صحة الكشوف ومن ثم تتم معالجة بيوت الزينكو الأرضية أولاً وثانياً بيوت الزينكو المتصدعة التي تمثّل خطراً داهماً، وبعدها ستعالج بيوت الزينكو الموجودة في الطوابق العليا أي التي تكون طبقتها الأولى إسمنتية وباقي الطبقات من صفائح الزينكو. وأشار درباس إلى ان الأمر هو بين الأونروا والدول المانحة ومخصص لمخيم عين الحلوة فقط، وذكر أن البداية ستكون باستبدال الباطون المصدع بزينكو من نوعية ممتازة تستخدمه قوات اليونفيل.
وتشير مصادر فلسطينية الى وجود أكثر من مئتي بيت فلسطيني في المخيم مسقوف بصفائح الزينكو ولا قدرة لساكنيها على تحويلها الى أسقف من الأسمنت. وحالما أشيع عن خطوة إزالة الزينكو وبانتظار الباطون فإن أبو محمد الخطيب ابن الخامسة والسبعين من العمر الذي يعيش في بيت من الزينكو لا يجد ضيراً في إطلاق شاعريته فيقول سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر، مردفاً «عمّر بيتك عالصخر بضاينك دهر» آملاً أن يقول قريباً وداعاً لصفائح أنهكته مع مرارة الشتاء وحر الصيف بـ«الصيف حريق والشتاء غريق».
وناشد أحد سكان مخيم البرج الشمالي عيد موسى رحيل المدير العام للأنروا في لبنان ريتشارد كوك الاهتمام بموضوع حرمانه المساعدة في بناء وترميم منزله غير الصالح للسكن.
وكان كوك قد أعلن في وقت سابق أن الاتحاد الاوروبي واليابان قدما ثلاثة ملايين يورو من اجل زيادة وتطوير المنح الجامعية للطلبة الفلسطينيين على كل الاراضي اللبنانية التي ستشمل الذكور والاناث (المنح كانت تشمل الاناث فقط) المتفوقين بالتساوي وابناء اصحاب الدخل المتدني». وقدم وعوداً بتمويل تحسين شبكات الصرف الصحي ومياه الشفه في المخيمات الفلسطينية. وأكد ضرورة استمرار التعاون مع اللجان الشعبية «وخصوصاً أن الأمل بات ضعيفاً في تحقيق إنجاز سياسي كبير بخصوص وضع اللاجئين، لكن علينا أن نبرهن أن الأسرة الدولية تهتم برعايتهم وهذا جزء من عملنا». مشيراً الى أن الأونروا ستعمل على بناء مدارس جديدة في إطار مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، كما سيتم تحسين بعض المساكن في اشارة إلى بيوت الزينكو التي باتت رمز العمارة في مختلف مخيمات الشتات الفلسطيني.