li>أيّد اقتراح عون «لأن اللجوء إلى الشعب خيار ديموقراطي» ولمّح إلى تبني الحزب ترشيحه للرئاسة
أيد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اقتراح العماد ميشال عون انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة لمرة واحدة، مشيراً إلى أن «اللجوء إلى الشعب للخروج من أي مأزق، هو خيار طبيعي جداً». وقلّل من أهمية عدم وجود نص دستوري في ما خص الاستفتاء، مقترحاً اعتماد ذلك عرفاً. وأعلن أن «حزب الله» حدّد مرشحه للرئاسة، ملمحاً إلى عون بدون أن يسميه، وتحدى قوى 14 آذار الاتفاق على اسم مرشحها

أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في مقابلة مع قناة «العالم» الفضائية أن المشروع الأميركي في لبنان فشل. وتوجه إلى «الفريق الآخر» بالقول: «المشروع الذي كنتم سائرين به منذ عامين قد فشل. انتم لن تسيطروا على لبنان، ولا أن تستأثروا بالسلطة ولا أن تقضوا على المقاومة فيه، ولا أن توطّنوا الفلسطينيين ولا أن تحولوا لبنان بلداً تابعاً للمشروع الأميركي والحلف الأميركي في المنطقة».
ورأى أن «فكرة انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب ولو لمرة واحدة أو لمرات عدة، هي فكرة ديموقراطية متحضرة ومدنية وجديرة بالاهتمام ولا مانع منها». وأضاف: «الدستور يقول إن الشعب هو مصدر السلطات، وإن لم تتمكن القوى السياسية من معالجة الموضوع فلنحتكم إلى الشعب. نحن قدمنا حلولاً وهم ما زالوا يصرون على طرحهم على أساس أنهم الأكثرية، وكان بإمكاننا أن نقول لهم إننا قوى أساسية في البلد ونريد المشاركة وكفى. لكننا جئنا إلى الحلول الوسط وطرحنا الاحتكام للشعب اللبناني. نحن جاهزون لكل ما يريده الشعب، تريدون استفتاء نحن جاهزون، تريدون انتخابات مبكرة نحن جاهزون».
ولفت نصر الله إلى أنه عندما تحدث عن الاستفتاء كان يزيد من الخيارات، سائلاً الذين رأوا هذا الأمر غير متعارف عليه في لبنان ولا يوجد نص دستوري في شأنه: «ما المانع أن نجعله عرفاً، وأن نضع في شأنه نصاً دستورياً، إن كان ذلك سيحل مشاكلنا؟»، مستطرداً بالقول لهم: «في النهاية كنتم تلجأون إلى تعديل الدستور كلما وصل البلد إلى مأزق. مع ذلك، أنا لست مصراً على الاستفتاء، أنا مع الانتخابات النيابية المبكرة. حتى عندما تحدّونا وقالوا هل تقبلون بالاستفتاء على سلاح المقاومة، أنا أذكِّرهم بأنه عندما اتخذ القرار 1559، أنا دعوت إلى الاستفتاء على هذا القرار، وكان ذلك أصعب».
وعن وضع المقاومة في الجنوب، قال: «استراتيجيتنا الآن هي التالية: نحن لدينا الآن وجود دفاعي، بمعنى أنه إذا حصل اعتداء على الجنوب أو على لبنان، فنحن سندافع عن لبنان، وانا أقول بكل صراحة نحن لا ننتظر الإذن من أحد. عندما تتحمل الدولة مسؤولية الدفاع عن البلد نحن نكون بخدمتها، نكون عسكراً لديها إذا ما تحملت مسؤولية الدفاع عن البلد». وإذ تشكّك بإمكان استعادة مزارع شبعا بالدبلوماسية، قال «ولا أريد أن أقول إنه غير وارد»، أعلن أن «حزب الله» سيحتفل بانتصار عودتها، مشيراً إلى أنه «حتى إذا استعادوها بالدبلوماسية، فإنما ستُعطى إلى لبنان لأن فيه مقاومة لا كرمى لبسمة أحد ولا كرمى لدموع أحد».
وفي ملف إعمار ما هدمه عدوان تموز، رأى أن الحكومة «تتعاطى في هذا الملف من منطلق سياسي، وهي تحاسب الناس على خياراتها السياسية». وقال: «عملنا في الفترة الماضية بالتفويضات القانونية وانتهينا من هذه المرحلة، والأبنية التي أصبحت على عهدة مؤسسة «وعد» لكي تبنيها، أنهينا أيضاً مرحلة الدروس التفصيلية والهندسية إلخ، وهذا كله كان بعيداً عن الإعلام، أما الآن فقد وصلنا إلى مرحلة التلزيمات. وقال لنا الناس إن هذا التلزيم لكم ونحن نثق فيكم، وهم بالتالي سيتسلمون بيوتهم بعد سنة أو أكثر أفضل مما كانت عليه بحسب المواصفات التي اتفقنا عليها. في المقابل، إذا كان لديّ شقة مهدمة، وأنا أحد المهدمة شققهم، فبموجب القانون أستطيع أن أعطي توكيلاً لأي أحد ليذهب إلى وزارة المهجرين ويقدم طلباً ويقبض حقه. هذه الحكومة اللاشرعية، المحترمة عطلت هذا الموضوع، وأصبح علي أن أذهب شخصياً إلى وزارة المهجرين لأقدم الطلب وأقبض المبلغ ولا مجال لي لتوكيل أحد، مع أن هذا مخالف للقانون، إلا أنهم قاموا بهذا التدبير فقط للإعاقة».
وختم في هذا المجال بالقول إن الدول العربية «التي قالت إنها تريد مساعدة لبنان، وفت بوعدها ودفعت أموالاً للحكومة اللبنانية، أما هم (الحكومة) فيحتفظون بالأموال ويتعاطون مع الملف الإعماري تعاطياً سياسياً. بكل صراحة، بكل جرأة، أقول إنهم يعاقبون الناس على خيارها السياسي، نقطة على السطر».
وحول التهم التي توجهها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للدكتور عزمي بشارة، قال: «إن إسرائيل تحاسبه على موقفه من الحرب الأخيرة على لبنان، حيث دان الحرب على لبنان وعبّر أكثر من مرة عن تعاطفه مع الشعب اللبناني. أظن أنهم يحاسبونه على ذلك وعلى مجمل الخط السياسي الذي ينتهجه». وأضاف: «أما أن يحول الدكتور عزمي إلى مخبر فهذا أولاً ليس سياقه وهذه ليست شخصيته، وثانياً، هو لا ينفع أن يكون مخبراً، لأن حزب الله يحتاج إلى معلومات ميدانية تفصيلية أين تقع الصواريخ وغيره. وأي حديث عن علاقة بين بشارة وحزب الله كلام غير صحيح، وهذه الحملة ما هي إلا تصفية حسابات مع الرجل».
وتطرق إلى اتهام بشارة بأنه حذّره من أن إسرائيل تحاول اغتياله، فقال إن «كل عاقل كان يعرف أن إسرائيل تحاول اغتيالي»، مشيراً إلى أنها عندما كانت تتلقى معلومات عن وجوده في أي مكان كانت تسقط أكثر من 23 طناً متفجرات وخلال دقيقة واحدة. وكرّر إن بشارة «ليست له شخصية مخبر، فهو رجل معروف جداً، ومفكر يحمل قضية ويجهر بقناعاته وآرائه».
وعن تقرير لجنة فينوغراد، قال السيد نصر الله: «لا شك أن الإعلان عن التقرير، وإن كان مجتزأً هو حدث مهم جداً وكبير جداً»، مشيراً إلى أن المعلومات عمن اتخذ قرار الحرب بالفعل، وما هي خلفيات اتخاذ هذا القرار «بقيت في الجزء غير المعلن من التقرير، ومنها الاتصالات الأميركية ــ الإسرائيلية، والاتصالات الأميركية ــ العربية والإسرائيلية ــ العربية، ومنه ما ورد أنه ذكر في شهادة أولمرت وغيره عن دور غير أميركي وغير إسرائيلي لشخصيات أو جهات أو حكومات لها صلة باتخاذ القرار ولاحقاً بتغطية الحرب». وجزم بأنه لو نشر الجزء غير العلني لأكد رؤية «حزب الله» وفهمه لمجريات الحرب وبدايتها وخلفياتها. ورأى أن هناك مشكلة عميقة في إسرائيل الآن، هي مشكلة القيادة والزعامة.
ورأى أن الإدارة الأميركية في مأزق، وأن الرئيس الأميركي جورج بوش «يواجه مشكلة في الاستمرار في مشروعه في المنطقة وفي التراجع عنه، واضعاً التهديدات بضرب إيران في إطار التهويل والحرب النفسية». وقال: «حتى وإن كانت هناك ضربة معدة، فأعتقد أنها خطوة باتت مجمدة أو مؤجلة. لم يعد هناك خيار أمام بوش سوى العودة إلى توصيات بيكر ــ هاميلتون، ما من حل آخر. عليه أن يعود إلى فتح الحوار مع دمشق ومع طهران»، إلا أنه حذر من «أن أخطر ما سيتم التركيز عليه من قبل الأميركان في المرحلة المقبلة، هو الفتنة المذهبية في العراق وخارجه».
وطمأن نصر الله إلى سير عملية المفاوضات لتبادل الأسرى، رافضاً الإفصاح عن أي تفاصيل، التزاماً باتفاق على عدم حصول أي تسريبات قد تؤثر سلباً على العملية، مذكّراً بما حصل في التبادل السابق عندما التزم رئيس حكومة العدو السابق أرييل شارون بإطلاق عميد الأسرى سمير القنطار، وعرقلت ذلك التسريبات إلى الصحافة الإسرائيلية.
(الأخبار)