الرابية ــ رندلى جبور
أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أن العودة إلى الشعب لمرة واحدة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس خرقاً للدستور «لأن الشعب هو سيد السلطات الأول ومصدرها وهو من يخترع المجلس النيابي»، مشيراً إلى أن «الذين ينتقدون هذا الطرح ويتنكرون للشعب يخافون منه لأنهم خانوه مرات كثيرة».
ورأى عون بعد اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» الأسبوعي برئاسته في الرابية أمس «أن من يتحدث عن خرق الدستور هو نفسه من يخرقه باستمرار»، معدداً «الجرائم الدستورية» في مواد قانونية متفرقة.
ورفض مقولة «أنا أو لا أحد» إلى رئاسة الجمهورية قائلاً: «القبضاي الذي يريد الترشح فليترشح»، منتقداً من يتذرع بنسبة الستين في المئة المسلمة في لبنان. وذكر أن نواب الأكثرية المسيحيين لم يدخلوا المجلس النيابي إلا بأصوات المسلمين.
كما انتقد عون تحويل دور المؤسسات الداخلية اللبنانية إلى لعبة تخاض في السفارات والعواصم الأجنبية، وطالب بضرورة معالجة القضايا الكبرى مثل المحكمة ذات الطابع الدولي أو الانتخابات في الداخل اللبناني ومناقشتها في شكل علني أمام الرأي العام الذي له حق إبداء رأيه فيها «لأن العدالة لا تهرب تهريباً والرئيس لا يجب أن يسترق الرئاسة في الليل». واتهم مرة جديدة الفريق الحاكم بعرقلة كل الحلول الممكنة للأزمة الراهنة.
ووجه عون التهنئة إلى الشعب الفرنسي والرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي، آملاً أن تعود العلاقة بين الدولتين الفرنسية واللبنانية طبيعية بين شعبين لا بين شخصين، كما هنأ الصحافة في ذكرى شهدائها، متمنياً على الإعلام اللبناني «أن يكون حراً لا يعتمد التضليل والكذب ولا يخضع أو يتبع أحداً».
وكان عون قد التقى في الرابية صباحاً وفداً من مؤتمر إقليم الخروب العربي برئاسة النائب السابق زاهر الخطيب الذي رأى بعد اللقاء «أن زعامة العماد عون تجاوزت كل المناصب والمذاهب الضيقة التي يتصف بها فريق السلطة الفاقد، ليس فقط شرعيته، إنما ضميره وأخلاقه». وطرح الخطيب مواصفات الرئيس الجديد «الذي يجب أن يدعم المقاومة ويقر بأن إسرائيل هي العدو ويدعو إلى التغيير والإصلاح ويحارب الفساد»، مشيراً إلى أن مكان هذه الثوابت المعروف هو الرابية.
من جهة أخرى نظم «التيار الوطني الحر» احتفالات في مختلف المناطق بمناسبة الذكرى الثانية لعودة عون من منفاه الباريسي، فأقيمت مآدب عشاء ساهرة في البقاعين الأوسط والغربي وعكار وكسروان والمتن وبيروت، حيث مثل في كل منها العماد عون نواب تكتل «التغيير والإصلاح» وقياديو التيار، وألقيت كلمات دعت إلى إكمال مسيرة العودة وتحقيق أهدافها في الدولة القوية والعادلة على أساس الشراكة والتنوع وقبول الآخر، مناشدة شباب التيار إكمال النضال «لأن مافي حق بيموت». وعرضت في عدد من اللقاءات أفلام قصيرة عن مسيرة التيار منذ بدء تحركاته في معارضة التقسيم، مروراً بالعودة، وصولاً إلى الإنجازات المختلفة التي حققها الحزب بين 7 أيار 2005 و7 أيار 2007 .
ويشهد هذا الأسبوع برنامجاً عونياً واسعاً للنشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية والرياضية في عدد من المناطق اللبنانية.