النبطية ـــ كارولين صباح
حاول جندي في الجيش اقتحام مجمع قوى الأمن الداخلي في النبطية، ثم خرج ليقتحم مخفر الدرك في الدوير، مطالباً بإعدام المتهم بقتل شقيقه. وقد استطاعت القوى الأمنية أن تنهي الحادثة المزدوجة بسلام، وسلم الجندي نفسه لمخابرات الجيش
انتهت، بسلام، حادثة اقتحام مخفر بلدة الدوير، ومحاولة اقتحام مجمع قوى الأمن الداخلي في النبطية، ليل الجمعة ـــ السبت الفائت. فعند التاسعة والنصف من الليل المذكور، حاول الجندي في الجيش أحمد قانصوه (25 عاماً)، الدخول إلى مجمع النبطية، عند مدخل كفرجوز، بعدما سرت شائعات عن وجود الموقوف حسين ع. في داخله.
فالأخير، وخلال مطاردة القوى الأمنية له قبل سنتين في ساحة بئر القنديل في النبطية، أطلق النار في اتجاهها، ما أدى إلى استشهاد شقيق قانصوه، المعاون في قوى الأمن الداخلي حسين أسعد قانصوه. فقرر الجندي في الجيش الثأر بنفسه لشقيقه الشهيد، والمطالبة بإعدامه في ساحة النبطية، فاشتبك مع عناصر حماية مجمع النبطية، ثم فر وتوجه بعد أقل من ساعتين إلى مخفر بلدته الدوير، فاقتحمه واحتجز عناصره لأكثر من ساعة ونصف، وأطلق النار من دون وقوع إصابات.
وعلمت «الأخبار» أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان يتابع الحادثة شخصياً خلال الليل منعاً لتسييسها، ولحلها بطرق تمنع إسالة الدماء. وفي اتصال مع «الأخبار»، قال اللواء أشرف ريفي «إن لعائلة الشهيد قانصوه مكانةً خاصة لدى قوى الأمن الداخلي، فهي قدّمت شهيداً خلال مواجهة مع أحد أخطر المجرمين على الأراضي اللبنانية. ولهذا السبب تعاطت القوى الأمنية بمسؤولية خلال الحادث الذي جرى في النبطية والدوير، وبحرص كبير على حقن الدم».
وذكر ريفي أن التنسيق مع الشيخ محمد قانصوه، شقيق الشهيد وشقيق مطلق النار، «أدى إلى حل الموضوع بطريقة منعت إهدار دم المواطنين، والقضية أصبحت في يد القضاء العسكري».
وفي تفاصيل الحادث أن الجندي أحمد قانصوه حاول الدخول إلى مجمع قوى الأمن في النبطية، فمنعه أحد الحراس وتعاركا بالأيدي، ثم شهر مسدسه خلال العراك، فرد عناصر حماية المركز بإطلاق النار نحوه، ففرّ تاركاً سيارته عند مدخل المجمع. وخلال ملاحقة القوى الأمنية له، أطلق النار عشوائياً، فأصاب بعض المحال التجارية بطلقات نارية.
بعدها، ونحو الساعة 10:45، وبحسب مصدر أمني تحدّث لـ«الأخبار»، عاد قانصوه إلى بلدته الدوير، «وتوجه نحو مخفرها حاملاً سلاح كلاشنيكوف، برفقة شقيقه الشيخ محمد قانصوه. واحتجز الأفراد الموجودين في المخفر، لأكثر من ساعة و45 دقيقة، مطلقاً النار كلما حاول أحدهم التحرك».
وأضاف المصدر أن اقتحام المخفر تزامن مع تجمهر عدد كبير من سكان البلدة حوله، «لأن الشيخ قانصوه كان قد أشاع أن المتهم بقتل شقيقه موجود في المخفر».
وطوّقت قوة من الجيش ومن قوى الأمن الداخلي المكان، ثم بدأ تفاوض مع قانصوه، تولاه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، عبر شقيقه الشيخ محمد قانصوه. «وطالب الجندي بتسليمه سيارته المحتجزة في النبطية فتم له ما أراد. عندها، خرج من المخفر، وأطلق النار على علبة التيار الكهربائي والاتصالات فتعطلت، كذلك أطلق النار فوق رؤوس أفراد الجيش والأمن الداخلي المنتشرين في الخارج. لكن هؤلاء لم يردّوا عليه لازدحام المكان بالمدنيين من سكان البلدة». ثم غادر المنطقة إلى جهة مجهولة بعد إطلاق أكثر من 40 طلقة نارية داخل المخفر وفي محيطه. وذكر مصدر أمني رفيع أن الجندي قانصوه «كان مصاباً بنوبة عصبية، وأنه يتناول أدوية أعصاب».
وصباح السبت دهم الجيش بعض المنازل في الدوير بحثاً عنه من دون جدوى، إلى أن سلم نفسه عصراً إلى مركز مخابرات الجيش اللبناني في صيدا.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني اعتقلت حسين ع. في البقاع قبل نحو 9 أشهر، خلال عملية أمنية بعد زرع أحد المخبرين التابعين للمديرية ضمن أفراد عصابته. وحسين ع. متهم بقتل المعاون قانصوه في النبطية، ومحاولة قتل عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي وإصابتهم بجروح بعد إطلاق النار عليهم في الضاحية، وبتشكيل عصابة لسرقة السيارات، وهو حالياً موقوف في سجن رومية.