نادر فوز
المطالبــة بتخفيــض الأســعــار وتحسيــن الجــودة توحّــد طــلاب الجــامعــة

«قاطعوا الكافيتيريا»، «لماذا رفع الأسعار وتدنّي الجودة وعدم الاكتراث بمطالب ممثلي الطلاب؟»، «على الطلاب اتّخاذ القرار»، «لم يغيّروا السندويشات منذ الصباح»، وشعارات أخرى احتلّت الدرج المؤدّي إلى كافيتيريا الجامعة الأميركية في بيروت.
بدايةً، وجّه شباب 14 آذار في الجامعة الدعوة إلى مقاطعة الكافيتيريا ليومي أمس واليوم، لكن سرعان ما تبدّلت البيانات ووقّعت باسم «طلاب في الجامعة الأميركية في بيروت»، «بهدف عدم تسييس القضية التي تطال جميع الطلاب والهيئتين الإدارية والتعليمية»، بحسب مسؤول منظمة الشباب التقدمي في الجامعة باسل أبو زكي.
ويشير أبو زكي إلى عدم اهتمام إدارة الكافتيريا بـ«مقصف» كليّتي الهندسة والزراعة حيث «يكون الطعام بائتاً، ولا مكان مقفلاً يجلس فيه الطلاب الذين يحتلّون المقاعد بين الأشجار»، لافتاً إلى «أنّ الإدارة نفسها تمنع الطلاب من تناول الطعام في الكافيتيريا إذا أتوا بطعامهم من الخارج».
ويقول أبو زكي إنّ مجلس الطلاب يحاول منذ أكثر من ثلاث سنوات تقديم مقترحات لإدارة الجامعة من أجل تحسين وضع الكافيتيريا، إلا أنّ هذه المطالب تواجه بالجواب المعهود: «إنها مؤسسة خاصة ولا دخل لإدارة الجامعة بها»، مشيراً إلى أنّ عدداً من الطلاب هُدّدوا بشكل غير مباشر بالطرد أو بنيل إنذارات. يتوقع أبو زكي والطلاب المشاركون رداً ليّناً من إدارة الجامعة «ليفتح مجالاً للمفاوضات»، مؤكداً وجود خطوات تصعيدية. يرى بعض المشاركين أنّ التحرك لا يهدف إلى إقفال الكافيتيريا و«قطع أرزاق الموظفين»، بل الضغط باتجاه تحديد أسعار واقعية تتماشى مع ظروف طلاب الجامعة.
وكانت أسعار الكافيتيريا قد رفعت، بحسب الطلاب، 500 ليرة لبنانية على معظم المواد التي حدّدت الدولة ثمنها، فيشكو جاد، (سنة ثالثة طب) من ارتفاع الأسعار، وهو ما دفعه وعدداً من زمللائه إلى ارتياد المحال خارج حرم الجامعة لتناول وجبات الطعام، مع العلم أنّ فترة الاستراحة بين الحصص الدراسية لا تتجاوز نصف الساعة. أما أماندا (سنة ثانية علوم اجتماعية)، التي نجح المعتصمون في إقناعها بالمقاطعة على مدخل الكافيتيريا، فترى أنّ ارتفاع الأسعار لا يلاحظه الطلاب على المدى القصير، لكن نتائجه تظهر لاحقاً، «خصوصاً أنّ هناك طلاباً يعيشون في مساكن للطلاب في بيروت ولديهم مصاريف إضافية».
من جهته، يشير أحد المسؤولين في شركة «USM» الملتزمة كافيتيريا الجامعة فادي يونس، إلى أنّ الطلاب لم يتوجهوا إلى إدارة الكافيتيريا قبل قيامهم بالتحرك. وعرض يونس المصاريف الضرورية من أجل تأمين جودة طعام تليق بالطلاب، مؤكداً أنّ الارتفاع البسيط للأسعار يأتي «نتيجة ارتفاع الأسعار في السوق»، مشيراً إلى أنّ الكافيتيريا كلّفت الشركة أكثر من مليون ومئتي الف دولار. وفي جولة على الأقسام الداخلية، تحدث يونس ومدير الكافيتيريا طوني أبو أنطون عن جودة المواد الغذائية والاهتمام الفائق بالنظافة، كما طالبا بأن يكون التحرك أكثر تهذيباً وهدوءاً، مستغربين الحديث عن تحسين مستوى الخدمات. ووصف أبو أنطون نهار أمس بـ«يوم عمل عادي»، إذ إنّ درجة تأثير الاعتصام على حركة الكافيتيريا لم تتعدّ عشرة بالمئة من الحركة العادية.