تصاعدت أمس حدّة السجال حول «النقاط السبع» بين فريق يؤكد إقرارها بالإجماع، وموافقة «حزب الله» وحركة «أمل»، وآخر يطالب بنشر المحاضر للدلالة على أن الأمر لم يلامس الموافقة، بل اقتصر على أخذ العلم.فقد سرد وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش «الوقائع الحقيقية» لهذه، وقال إن الحكاية بدأت عندما زارت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لبنان خلال عدوان تموز «وطرحت مجموعة من النقاط بعنوان مبادرة حل»، وإن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عرضها عليه في اجتماع في السرايا «فتم الاتفاق على درسها والتحدث بشأنها بعد عودة السنيورة من روما، إلا أن الأخير فاجأنا بطرحه في روما مبادرة تحت عنوان النقاط السبع».
ثم تطرق إلى ما حدث في جلسة مجلس الوزراء التي أعقبت ذلك، مشيراً إلى أن النقاش استمر 3 أو 4 ساعات وأن رئيس الحكومة كاد ينسحب من الجلسة، فتدخل رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «طارحاً مخرجاً لكي لا نظهر منقسمين، والحرب لا تزال قائمة على لبنان، وقضى بالاتفاق على أن السنيورة قال هذه النقاط في روما، على أن نأتي بكل نقطة من هذه النقاط إلى مجلس الوزراء للبحث في تفاصيلها وآلياتها». وقال: «لا يمكن أن نقبل باستمرار سياسة التعمية على الناس من دون أن يكون هناك رد من قبلنا». ورأى أن «القرار الدولي 1701 ألغى كل المبادرات والطروحات التي كانت قائمة قبله، بما فيها النقاط السبع».
كذلك عاد وزير العمل المستقيل طراد حمادة إلى الجلسة المذكورة، قائلاً: «أخذنا علماً بالنقاط السبع بعد اعتراض واضح سجّل في محضر جلسة مجلس الوزراء، وهذا الاعتراض حمل رئيس الحكومة على التهديد بوقف التفاوض الذي كان بمتابعة دقيقة من الرئيس بري، وعلى الوقوف «بملء قامته»، وحمل أوراقه ليغادر وعندئذ تدخل رئيس الجمهورية والوزير (خالد) قباني واتفق على «أخذ العلم»، كي لا يخرج مجلس الوزراء غير متفق ووافقنا على فكرة أخذ العلم». ووصف الإعلان لاحقاً بأن مجلس الوزراء وافق مجتمعاً على النقاط السبع «بالتشبيح الإعلامي»، مكرراً أن «محضر الجلسة واضح، وأخذ العلم حصل بعد تسجيل الآراء داخل محضر الجلسة، وعكس ما قاله الرئيس السنيورة في مؤتمره الصحافي». ورأى أن هذه النقاط أصبحت «كالطرح الذي يموت قبل أن يولد، لأن جزءاً منها أدرج في القرار 1701 وجزءاً آخر لم يؤخذ به في القرارت الدولية، كما أنه ليس مطروحاً للحوار بين اللبنانيين على طاولة الحوار». وجدّد المطالبة «بنشر محاضر جلسة مجلس الوزراء كي يطلع الرأي العام على مواقف حزب الله وحركة أمل».
أما «الوقائع الحقيقية» المقابلة، فتناولها وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، من زاوية أن السنيورة، قبل ذهابه إلى روما، تداول بـ«النقاط السبع تفصيلاً» مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي «كان المفاوض باسم حزب الله في فترة الحرب»، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية الأصيل في حينه، أي الوزير فوزي صلوخ» رافق السنيورة إلى روما «واطلع تفصيلياً على كل ما جرى في المؤتمر، وشارك في صياغة النقاط السبع» التي «أقرت بالإجماع» في مجلس الوزراء، وأن فنيش قال في تصريح حينها «إن مجلس الوزراء أقرها والتزم بها»، مشيراً إلى أنه «بعد تصريحَي الرئيس بري والسيد نصر الله، لا قيمة لأي نقاش جرى في مكان آخر، لأنهما أصرا على النقاط السبع».
وإذ فصل النقاط السبع عن الـ1701، رأى أن الجدل حولها «يزعزع الثقة نهائياً في الطرف الآخر». وسأل: «على ماذا نتفق إذاً إذا استمر إنكار كل ما يتم الاتفاق عليه، بعد فترة؟».
(الأخبار، وطنية، أخبار لبنان)