أكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه يجب إجراء انتخابات الرئاسة بكل الوسائل المتوافرة مؤكداً أن «قوى 14 آذار» تصر على أن يكون الرئيس المقبل منها مبدياً الاستعداد للتوافق لا على الشخص بل على البرنامج.جاء ذلك بعد زيارة جعجع أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي وصادف دخوله صالون الصرح خروج عضو «تكتل التغيير الإصلاح» النائب ابراهيم كنعان منه ودار حديث لمدة وجيزة أتاح للمصورين الصحافيين التقاط صور تذكارية تجمعهما معاً وقد توسطهما البطريرك.
ولدى انصرافه رأى كنعان «أن الحل، كما عبرت مراراً بكركي يجب أن يأتي من اللبنانيين أولاً» وقال: المطلوب ثلاثة امور، أولاً الاعتراف بأن هناك أزمة نظام في لبنان، والحل يكون من خلال مقاربة الملفات الخلافية والتوصل الى تفاهم في السياسة يكرس نظاماً ديموقراطياً (...) والأمر الثاني هو حل المشكلة الإقليمية. وهناك القرار 1701 وهو لا يتضمن فقط عملية تقنية عسكرية تقول بنشر الجيش والقوات الدولية ونزع سلاح «حزب الله» بل يتحدث عن حل سياسي، وعن أرض اسمها شبعا وتبادل الأسرى وموضوع السلاح في لبنان وهو السلاح الفلسطيني تمهيداً لإعادة إنتاج سلطة يتوافق مع أحكام الدستور. والأمر الثالث يجب أن يكون هناك عملية إصلاح في لبنان».
من جهته، قال جعجع إثر لقائه صفير رداً على سؤال عن حضور وزير العدل الدكتور شارل رزق جانباً من اللقاء مع البطريرك: «المهم في الموضوع هو الجوهر، وأنا أرى العملية على الشكل الآتي: إن لبنان يمر في الوقت الحاضر بمجموعة أزمات كبيرة وجميعنا في حاجة الى مخرج او حلول او أفق، وبالصدفة فإن انتخابات رئاسة الجمهورية ستبدأ بعد خمسة اشهر، وهذه يجب أن نستفيد منها كفرصة كي يتحرك الوضع اللبناني بكامله نحو الأفضل، وبدل أن نستفيد منها كفرصة يجرب البعض تعطيلها، وأسوأ أمر يمكن أن يحصل في الوقت الحاضر هو تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. من هنا يجب أن نضع كل جهودنا لإجراء هذه الانتخابات وبكل الوسائل المتوافرة».
وأكد أن انتخاب رئيس الجمهورية «لن يتعطل، وهناك أكثرية نيابية تجتمع وتنتخب الرئيس» معتبراً «أن نصاب الثلثين كان يحصل في الماضي لأنه آنذاك لم يكن أحد يفكر في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي ليس نصاباً بالمعنى القانوني والدستوري». وقال: «ليس هناك أي انتخابات رئاسية منذ العشرينات وحتى الآن إلا كان مجموع النواب حاضرين، ولم يتحدث أحد عن النصاب لأنها اعتُبرت في اطار التحصيل الحاصل، وكل مجموعة من النواب يجب أن يكون لديها مرشح، بالأمس السيد حسن نصر الله قال إن حزب الله اختار مرشحه وسيعلن عن اسمه في الوقت المناسب. وهذا عمل جيد و«تكتل التغيير والإصلاح» أعلن أن العماد (ميشال) عون هو مرشحه، وهذا جيد أيضاً».
واذ رأى أن من المستحيل قيام حكومتين ورئيسين للجمهورية حذر من أنه اذا بقي رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته «يصبح الأمر في «يد الدرك لأنه يصبح احتلالاً»، وقال: «اذا لم تحصل الانتخابات يصبح لدينا خيار واحد هو انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة مجتمعة».
وأكد «أن رئيس الجمهورية الجديد لن يكون موضع خلاف بين قوى 14 آذار». وقال: «تحدثنا بمن يمكن أن يكون رئيس جمهورية منذ ما يقارب سنة. نحن نصر على أن يكون الرئيس من 14 آذار، وإذا أرادوا التوافق على رئيس جمهورية فنحن لدينا كامل الاستعداد لكن ليس أن نتوافق على الشخص إنما على البرنامج الرئاسي» مشيراً الى أن احتمال التوافق مع العماد عون على برنامج واضح المعالم وبالتفصيل وارد كل لحظة.
ورأى «أن أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه كلبنانيين في الوقت الحاضر أن «نمزح» في اتفاق الطائف ونكون بالتالي كمن «يجيب آخرته بنفسه»
واستقبل صفير الوزير السابق خليل الهراوي والنائب السابق الدكتور غطاس خوري.
(وطنية)