كفى صب الزيت على النار ولست ممن يحتاجون الى دروس من أحد
جدّد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، دعوته القادة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، الى التجاوب مع الدعوات المتكررة من أجل التلاقي والتحاور على كل المواضيع المختلف عليها، توصلاً الى توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية «لأنها المدخل لحل الأزمة السياسية الراهنة».
ونقل زوار لحود عنه أمس، قوله «إن الوضع الحكومي الراهن لا يجوز أن يستمر على النحو الذي هو عليه، في ظل تغييب دور فئات كبيرة من اللبنانيين عن المشاركة في تحمل مسؤولية ادارة شؤون البلاد، لأن هذا الخلل يمكن ان ينعكس سلباً على وحدة لبنان وتضامن اللبنانيين في ما بينهم، الأمر الذي يضعف المناعة والقدرة على مواجهة الاستحقاقات المرتقبة داخلياً وإقليمياً، بموقف واحد تتطلبه دقة المرحلة وحساسيتها».
ورأى، بحسب زواره، أن الطروحات «التي تصدر من حين الى آخر عن بعض السياسيين، عن دور رئيس الجمهورية ومسؤولياته، تجنح أحياناً الى الترويج لتفسيرات واجتهادات بهدف جعلها مادة للتداول السياسي والاعلامي، فيما هي في الواقع من نسج الخيال او تندرج في اطار تمنيات البعض». وقال: «ليطمئن الجميع الى أني أقسمت على المحافظة على الدستور وملتزم هذا القسم، وأعرف أين تكمن مصلحة لبنان واللبنانيين، ولست ممن يحتاجون الى دروس من أحد، وخصوصاً من اولئك الذين لم يقيموا يوماً أي وزن للدولة ومؤسساتها الدستورية والادارية والامنية، أو أولئك الذين استغلوا ولا يزالون يستغلون مواقعهم لمكاسب شخصية وعائلية. فكفى هؤلاء صب الزيت على النار، وليتجاوبوا مع الدعوات الوفاقية، ويسهلوا كل ما يعزز التضامن والوفاق الوطني، عوضاً عن المواقف التي تفرز اللبنانيين جماعات متفرقة بدلاً من أن يكونوا حزمة واحدة».
وقال انه لن يترك المجال مفتوحاً «أمام الساعين الى إضعاف لبنان وتيئيس أهله»، داعيا اللبنانيين الى عدم الاستسلام الى بعض الخيارات الملتبسة التي يسعى البعض الى تزيين القبح بها، بل مواجهتها بإرادة وطنية جامعة، وبثقة أن وطنهم استطاع تجاوز القسم الأكبر من المرحلة الصعبة التي عاشها، وهو قادر على تجاوز ما بقي منها».
وقد استقبل لحود أمس الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر الذي حذر من العواقب الخطرة التي ينذر بها الوضع الراهن بسبب «الاستئثار والتسلط المتماديين، اللذين يمارسهما فريق الحكومة غير الشرعية، ضارباً بممارساته الأعراف عرض الحائط». وطالب بـ«المشاركة الحقيقية في السلطة»، معلناً «أن رئيس الجمهورية لا تزال لديه خيارات دستورية عديدة، بالإمكان أن يستخدمها في الوقت المناسب».
كما استقبل رئيس مؤتمر اقليم الخروب العربي المقاوم زاهر الخطيب، الذي دعاه لحضور احتفال المؤتمر في ذكرى التحرير والمقاومة. وقال بعد اللقاء إن لجنة فينوغراد «حسمت مسألة هزيمة اسرائيل»، معتبراً «أن الشعب اللبناني برمته، يرفض الخطاب المتوتر اللاأخلاقي والمشبوه وطنياً، والتطاول على قدسية المقاومة وسلاحها (...) كما يرفض التذاكي والإهانات التي توجه بشكل او بآخر لفريق من اللبنانيين».
كما التقى لحود قائد الجيش الاسبق العماد فيكتور خوري، وتسلم من بلال شرارة نسخة من كتابه «الحرب من أجل بنت جبيل». وأبرق الى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل، معزياً بوفاة عبد الله الفيصل. وشدّد على «متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين اللبناني والسعودي».
(وطنية)