strong> راجانا حميّة
قالها «الرئيس»، قرار العودة عن الإلغاء ملغىً، فالمواد الشفهيّة في «الحقوق» أثبتت عدم شرعيّتها طوال الفترة الماضية. لكنّه، رغم قناعته بالصدور المتأخّر للقرار، كان أكثر رأفة بمصلحة «أبنائه»، ومتفهّماً إلى درجة اختصر «اتّهاماتهم» بكلمة واحدة «حاضر»، فرئيس الجامعة اللبنانيّة الدكتور زهير شكر يبدي استعداداً «مطلقاً» للتفاهم مع المعترضين، بدءاً من إمكانيّة منحهم وقتاً كافياً بين المادّة والأخرى، مع مراعاة ألا تتضمّن المواد الخطّية المضافة مسائل علميّة أو أسئلة طويلة أو صعبة «ولكن لا عودة». ولفت شكر إلى أنّ القرار، الذي وصفه الطلّاب بغير القانوني، يندرج في إطار مواكبة طرق التدريس والمناهج الحديثة «ولا حاجة لصدور مراسيم في بعض القرارات لشرعنتها».
ولم تقف قضيّة المواد الشفهية عند حدود الجامعة، بل وصلت إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في اجتماعه مع شكر. وقد أكّد الأخير أنّ القضيّة لم تكن محور اللقاء، إذ «تطرّق إلى مواضيع أكثر أهمّية، ومنها مسألة التفرّغ وتجديد الكادر التعليمي». وعُلم أنّ الرئيس برّي استدعى ممثّلي الطلّاب في «حركة أمل»، وطالبهم بالعودة عن قرار التصعيد، إلا أنّهم لم يصدروا موقفاً واضحاً بهذا الشأن، ودعوا إلى جمعيّة عمومية، الثانية عشرة ظهر اليوم، ملوّحين باستمرار التصعيد.
وكان طلّاب الفرع الأوّل قد عقدوا جمعيّة عموميّة، أمس، تحدّث فيها مسؤول الجامعات في مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل علي حمدان، مشيراً إلى «أنّ التوقيت كان خاطئاً ومن المفترض أن يصدر في بداية العام الجامعي». وطالب حمدان بإشراك الطلّاب في القرارات التي تمسّهم، منتقداً تعرّضهم للتهديد في مصيرهم كطلّاب. ووصف حمدان القرار بـ«الكيدي والارتجالي وغير الشرعي، ولا يراعي قانون الجامعة الذي انتخب على أساسه صانعو القرار». ورأى «أنّ الألاعيب التي كان من الممكن حصولها في الامتحان الشفهي لن يفلت منها الامتحان الخطي».
لقد تلقّى ممثّلو الطلّاب عروضاً بالنجاح في حال موافقتهم على القرار.
وفي الفرع الثالث، يبدي مسؤول جمعية شباب المستقبل في كلية الحقوق تمّام العلي تفهّماً لما يقدم عليه الفرع الأوّل، وهو رغم تأييده للخطوات التصعيديّة التي يتبنّاها الطلاب، إلا أنّه يرى أنّها «غير مناسبة في فرعنا، وخصوصاً أنّ الفرع الأوّل يتعدّى بصلاحيّاته الكثير من الحواجز التي يمكن أن تفرضها الإدارة». وإن كان العلي ينتقد القرار لجهة «توقيته الخاطئ»، إلا أنّه يلفت إلى أنّ معظم الطلّاب «قد يستوعبونه، إذا تمت الموافقة على إعطاء مهلة كافية للتحضير للامتحانات، وتضمين المسابقات الجديدة أسئلة قصيرة حرصاً على مصلحتنا». ويكشف العلي عن معلومات «شبه مؤكّدة تفيد بأنّ الرئيس كان من الممكن أن يتراجع لو لم يعارض بعض المديرين»، متمنّياً عليه «إعادة النظر في مصير الطلّاب».
ويبدو أنّ هواجس العلي، امتدّت إلى البقاع، فقد أشار رئيس مجلس طلّاب الفرع الرابع في الكلّية موسى البزّال إلى أنّ ما ينطبق على الفرع الأوّل «لا يمكن أن يسري على باقي الفروع»، والسبب في هذا «الاعتراف» المتأخّر أنّ البزّال يرى أنّ «الفرع الأوّل يعدّ مركزيّاً بالنسبة إلى باقي الفروع، وقد يلغون امتحاناً باعتراضهم، أمّا نحن فلا نستطيع ذلك». لكن البزّال لا يخفي تضامنه «المطلق مع المطالب المطروحة، وما زلنا نتشاور في الخطوات التي علينا اتّخاذها»، إلّا أنّه متخوّف من ردّ فعل طلّاب الفرع «الذين استسلموا للقرار بمجرّد صدوره». ويشير البزّال إلى أنّ بعض الطلّاب اطمأنّوا للقرار «فهم يعانون من التمييز الطائفي في امتحاناتهم الشفهيّة» وقد وصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بأن تكون اللجنة المشرفة متنوّعة سياسيّاً «شي من 8 وشي من 14 لضمان العلامة». وفيما لم يوضح البزّال موقفه النهائي من القرار، أشار إلى أنّه من الممكن «أن نجتمع مع مدير الفرع يوم غد الجمعة للتوصّل إلى خطّة واضحة».
أمّا في صيدا، فقد أفادت مراسلة «الأخبار» سوزان هاشم بأنّ طلّاب الكلّية عادوا، أمس، إلى اعتصامهم، اعتراضاً على قرار مجلس الوحدة، بعدما كان معلّقاً في اليومين السابقين. وقد أضفى المعتصمون على تحركهم هذه المرة، نكهة جديدة عبر بث أناشيد وطنية بأصوات صاخبة، منعاً لأيّ محاولة قد يقوم بها الأساتذة لإعطاء المحاضرات. كما تخلّل اليوم الطويل عقد جمعية عمومية للطلّاب، أكّد خلالها رئيس المجلس عباس جعفر ونائبه حسين غزلة المضي قدماً في الإضراب حتى العودة عن القرار. وقد حاولت الإدارة ممارسة الضغوط على المعتصمين، عبر منعهم من إدخال الصوتيات إلى باحة الكلية في بادئ الأمر، بيد أن إصرار المجلس على هذا الحق حال دون هذا المنع.
وفي الفرع الثاني، يبدو أنّ التسوية لاقت استحساناً لدى الطلّاب، بعدما لوّح «الرئيس» بإمكانية الأخذ بعين الاعتبار ببعض الاقتراحات التي أدلى بها مدير الفرع ومنها «المهلة الفاصلة بين المواد»، ولذا قرّر الطلّاب الاعتكاف عن الحضور إلى الكلّية على طريقتهم، لا رفضاً للقرار وإنّما للتحضير للامتحان المرتقب.